مساعدة في شارع المدينة المزدحم، بكل صنوف البشر، وقف مزهوا كطاووس، عندما نادت عليه، لو سمحت. نظر حوله، أشارت إليه أنت، عدل من ياقة القميص أدخل أصابعه بين خصلات شعره المجعد، نظر إلي حذائه الذي يلمع، تلفت حوله بدونية لكل الرجال المارين بالشارع، توقع أشياء كثيرة، أقلها كلمة إعجاب، قبل أن تتواصل الكلمات التي حفظها عن ظهر قلب، انهارت كل أحلامه، أعطاها كل ما معه من نقود معدنية، واختفي. أبوة يا أبي الذي كان يضرب الأرض، فتخُرج لنا غداءنا، يحملني علي كتفه حين يعبر موانع الجغرافيا المائية، يطلب مني أن أبول علي جرحه الذي ألم به من حقول القصب العصية.. أبي الذي لم أعرف أن الكبر تسلق علي أكتافه، الا بعد موت عمي الأكبر.. أبي علي عصاه الملتوية، يبحث في دروب القرية عن المسجد يصلي الفجر، يغافلنا، يشتري، لنا الخبز، ونحن نيام حتي الظهيرة.