تعرف على آخر تحديث لأسعار الذهب.. «شوف عيار 21 بكام»    «القاهرة الإخبارية»: أصوات انفجارات في محيط مدينة الطامورة بريف حلب الشمالي بسوريا    سماع دوى انفجارات عنيفة فى محيط مدينة خاركيف الأوكرانية    ميدو: تواجد محمد صلاح تسبب في أزمة نفسية ل "زيزو" في المنتخب    صراحة وتهور.. أفشة يثير الجدل ب 6 تصريحات نارية    إعادة فتح طريق " قفط القصير" بعد نقل مصابي حادث تصادم سيارتين إلي مستشفى قنا    قريبًا إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024    محافظ بورسعيد يودع حجاج الجمعيات الأهلية.. ويوجه مشرفي الحج بتوفير سبل الراحة    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    «زي النهارده».. وفاة النجم العالمي أنتوني كوين 3 يونيو 2001    أسامة القوصي ل«الشاهد»: الإخوان فشلوا وصدروا لنا مشروعا إسلاميا غير واقعي    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    «رئاسة الحرمين» توضح أهم الأعمال المستحبة للحجاج عند دخول المسجد الحرام    وزير الصحة: تكليف مباشر من الرئيس السيسي لعلاج الأشقاء الفلسطينيين    تكات المحشي لطعم وريحة تجيب آخر الشارع.. مقدار الشوربة والأرز لكل كيلو    أفشة: كولر خالف وعده لي.. وفايلر أفضل مدرب رأيته في الأهلي    أفشة: أنا أفضل لاعب في مصر.. واختيار رجل المباراة في الدوري «كارثة»    إعلام فلسطينى: اندلاع حريق فى معسكر لجيش الاحتلال قرب بلدة عناتا شمالى القدس    زلزال قوي يضرب منطقة نوتو وسط اليابان    إصابة 8 مدنيين إثر قصف أوكراني استهدف جمهورية دونيتسك    إنفوجراف.. مشاركة وزير العمل في اجتماعِ المجموعةِ العربية لمؤتمر جنيف    منتدى الأعمال المصري المجري للاتصالات يستعرض فرص الشراكات بين البلدين    العثور على جثة طالبة بالمرحلة الإعدادية في المنيا    4 شهداء في غارة للاحتلال على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    المأزوم.. عماد الدين أديب: اقتراحات بايدن لإنهاء الحرب حلحلة في صورة هدنة    أصعب 24 ساعة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الإثنين: «درجات الحرارة تصل ل44»    مصرع وإصابة 16 شخصا في حادث تصادم سيارتين بقنا    دفن جثة شخص طعن بسكين خلال مشاجرة في بولاق الدكرور    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم دراجتين ناريتين بالوادي الجديد    الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الكشف المبكر عن قصور القلب    "التعليم": شرائح زيادة مصروفات المدارس الخاصة تتم سنويا قبل العام الدراسي    تنخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الإثنين 3 يونيو بالصاغة    التموين تكشف حقيقة تغيير سعر نقاط الخبز ومصير الدعم    وكيل كوناتي: إذا قرر اللاعب الانتقال إلى الدوري المصري سيكون من خلال الأهلي    موقف الشناوي من عرض القادسية السعودي    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    ميدو: ليس هناك وقت ل«القمص» وحسام حسن سيخرج أفضل نسخة من صلاح    خسارة للبايرن ومكسب للريال.. أسطورة البافاري يعلق على انتقال كروس للملكي    السجيني: نزول الأسعار تراوح من 15 ل 20 % في الأسواق    دراسة صادمة: الاضطرابات العقلية قد تنتقل بالعدوى بين المراهقين    إصابة أمير المصري أثناء تصوير فيلم «Giant» العالمي (تفاصيل)    الفنان أحمد ماهر ينهار من البكاء بسبب نجله محمد (فيديو)    محمد الباز ل«بين السطور»: «القاهرة الإخبارية» جعلتنا نعرف وزن مصر الإقليمي    استقرار سعر طن حديد عز والاستثمارى والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني يعلق على تطوير «الثانوية العامة»    «فرصة لا تعوض».. تنسيق مدرسة الذهب والمجوهرات بعد الاعدادية (مكافأة مالية أثناء الدراسة)    النيابة الإدارية تكرم القضاة المحاضرين بدورات مركز الدراسات القضائية بالهيئة    كوريا الشمالية توقف بالونات «القمامة» والجارة الجنوبية تتوعد برد قوي    عماد الدين حسين: مصر ترجمت موقفها بالتصدي لإسرائيل في المحافل الدولية    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    محمد أحمد ماهر: لن أقبل بصفع والدى فى أى مشهد تمثيلى    حالة عصبية نادرة.. سيدة تتذكر تفاصيل حياتها حتى وهي جنين في بطن أمها    وزير العمل يشارك في اجتماع المجموعة العربية استعدادا لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في البحث عن الصحابة
السيدة زينب.. في بيت مسلمة بن مخلد
نشر في آخر ساعة يوم 20 - 05 - 2014

(أسعي يا بركه) ويربت علي كتفي يحثني بهمة الحركة في زحام مقام السيدة زينب في مولدها منتصف شهر رجب والذي تعايشه من أول خطوة خارج محطة مترو الأنفاق بالساحر العجيب بقبعته الافرنجية وردائه الأسود يسعد الواقفين بصبي يدور يديه سريعا ليسأله عن اليمين فيرفع اليسار وتكدس سيارات شارع زين العابدين والبشر والسلع علي الجانبين وفي نهر الطريق - زيارة وتجارة - ساندوتشات أم هاشم مخزن .جملة السيدة .صيدلية مسجد السيدة زينب ومصاحف وسبح وسجاجيد صلاة وحمص وحلاوة المولد وغوايش السنيورة وأدوات منزلية وطواقي فلاحي وطراطير وطبلة ومياه باردة بفصوص ليمون ومراجيح وبمبم وبخور ومفارش للعروسة وفواكه الموسم بألوانها وأبقار تنتظر الذبح أمام محل جزارة وقهوة وشيشه وخيام من الأقمشة والبطاطين علي الرصيف يقدم رجالها ونسائها الفتة واللحمة للمريدين ربنا ما يقطع لنا عادة ومداخل بيوت مستأجرة لقرويات نائمات بإرهاق مضيفة الأطعام وعلي الأعمدة صور مرشحي الرئاسة.
طبق صاج فضي بشوربة عدس بمكرونة رفيعة أمام الجالسين في ضيافة أهل الخير علي رصيف مدخل المسجد هو نفس الطبق الذي تناولته من أيام في مولد العذراء بكنيسة في شبين القناطر في صيام ( أكل البقوليات ) وصواني قادمة من فرن بلدي لمضيفة داخلية يتبعها كراتين علب عصير وأكياس برغيف عيش وقطعة لحم يوزعونها في زحام المقام عقب صلاة المغرب وصيام رجب ورجال الطرق الصوفية بعمائم خضراء وفلاحين وصعايدة ودنيا في مولد السيدة زينب والليلة الكبيرة يا عمي والعالم كتيره.
شالله ياست
طرحة عروس دانتيل بيضاء تتوج رأس مقام السيدة زينب وسط بريق فضة أرابيسك مربعة مقصورتها (3.5 x 3.5 م) علي كسوة جبلان أخضر ونبيتي علي البدن الخشبي الفاطمي المطعم بالصدف عليه مصاحف وباقات ورد طبيعي بأنواعه وألوانه يتكدس منها أعلي سقفها حول القبة الذهبية وبالونا قلب أحمر قاني أوصلهما الهوي قمة القبة العالية 20م تذوبان بين البني والذهبي وزغرودة حلوة من حاجز النساء (عروسة- تحقيق أمنية- فك كرب) سألت أحد الجالسين أجابني مبتسماً (مبسوطين).. عند أم بني هاشم كلهم. الطاهرة أم العواجز صاحبة الديوان أو السيدة وكفي.
بياض قبة المسجد ومئذنته المملوكية بشرفاتها الثلاث وارتفاع 45م امتداد ضياء طرحة مقامها تضوي نهار الميدان.
يزدحم المقام بالمحبين قارئ للقرآن ومسبح ونائم في أمان ضيافة العقيلة (السيدة الكريمة) صعايدة وبحراوية وكل العالم علي اختلاف ألوان بشرتهم وشاب بشورت وتي شيرت يلقي خطبة دينية بصوت جهوري سارح بين الأعمدة والنائمين.
من باب الميدان تصل للشباك الأرابيسك النحاسي المجاور لباب المقام المغلق عليه لوحة نحاسية (اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد حبيب الرحمن وسيد الأكوان الحاضر مع كل من صلي عليه في كل زمان) وعلي باب حجرة الانتظار الممتدة للمقام (يا بنت بنت المصطفي) يزين الحائط بين البابين براويز زجاجية كبيرة بالحبر الأسود الشيني يسجل المحبين تاريخها وقصائد شعر مدحها.
في منتصف زخرفة غرفة حوائط المقام أقرأ في اليمين اسم (علي باشا) الوالي العثماني الذي أعاد إعمار المسجد 910ه.
وفي اليسار بخط ذهبي عريض (في عهد صاحب الدولة خديو مصر محمد توفيق وتاريخ 1302ه) الذي بناه من جديد ووسعه إلي 1700م.
وتتدلي نجفة كريستال كبيرة بقطر 4م من هدايا من د. محمد بهان رئيس طائفة البهرة بالهند مع المقصورة وقبتها الذهبية بوزن 9 أطنان عام 1977 ونفذت في باكستان علي مدي 12 سنة وتكلفت مليوني دولار (وأزيلت مقصورتها النحاس منذ 182 سنة ليوسف باشا.. الصدر الأعظم العثماني 1795) والنجفة هي الأكبر بين 80 أخري.
الحوائط من الحجارة الطبيعية بدرجتي الأصفر وفي المستطيل الشرقي اتجاه القبلة (عكس المقام) 154 عمود رخام أبيض وموزايكو منهم 30 قاعدة حجرية ثم محرابان بالقيشاني لكل من الخديو توفيق والملك فاروق بجواره منبره بقبة خشبية أكبر من مثيلتها علي باب الصعود بقلنسوة محارب وسن معدني ينتهي بهلال الدولة العثمانية في توسعة 1940 م بجوارها علي الحائط لوحة نحاسية باسم إمامي المسجد د.مصطفي نواج ود.علي الله شحاتة الجمال ويتوسط المسجد دكة المبلغ الخشبية بسلالمها ومستطيلها والمسجد مسقوف بخشب بزخارف عربية وبه 8 شخشيخات بنوافذ إضاءة بزجاج ملون ويتوسطه قبة صغيرة- وعلي عمود لوحة بتوسعة عهد جمال عبد الناصر الجمعة 24 من جمادي الآخرة 1384ه- 1964م. ثم لوحات رخام بأحاديث النبي منهاذ (لا يؤمن عبد حتي أكون أحب إليه من نفسه وتكون عترتي أحب إليه من عترته وأهلي أحب إليه من أهله وذاته) ولوحة رخامية كبيرة في طريق الخروج (الحمد لله).
مساحة المسجد 7 آلاف متر تطل واجهته علي ميدان السيدة زينب المسمي بالمقام (منذ 525 سنة) وبها 3 أبواب وهناك باب للنساء في الجهة الغربية علي يساره المئذنة ويحيط بالركن الغربي البحري سور حديد به دار المخطوطات من آخر توسعته وقبتي سيدي العتريس والعيدروس وهما عالمان من الأشراف - 1192ه اختارا جوار السيدة وأوصيا بدفنهما بجوارها.
٭٭٭
أستوقف كتابة مشاهداتي واحد دمه خفيف (واخد بالك يا بيه السيدة يحيطها الوزارات ومجلس الشعب ما هي رئيسة الديوان.
٭٭٭
(منذ 1370 سنة) غرة شعبان 61ه وطقس ربيع أبريل 681م (برمودا... دق العمودة) جفت عيدان قمح الحقول بصفرتها الذهب علي مدد الشوف وقد كانت زبرجدة خضراء بوصف ابن العاص وعرائس فريك أعواده الخضراء بذراعيها المفتوحة مرحبة علي أبواب البيوت ( من السنة للسنة) يجاورها البصل الأخضر الناضج لعيد شم النسيم وأهل القري ومواشيهم في الأجران لدرس القمح والخضراوات وخيراتها المذكورة في القرآن (مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا) البقرة 61 وأشجار الفاكهة والورود تضفي بألوانها بهجة الدنيا.
وصلت بلبيس- أول عمران مصر- السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب (6 - 62ه) والزينب نبات عشبيٌّ من فصيلة النرجسيات أزهاره جميلة بيضاء اللون فوّاحة العرف (وصفوا جمال وجهها بشمس النهار وفلقة القمر) ولدت في المدينة المنورة وتربّت في حجر النبوة ومات جدها عليه السلام وأمها فاطمة الزهراء وهي في سن خمس سنوات فتولت رعاية أبيها علي بن ابي طالب وأخويها الحسن والحسين وتزوجت ابن عمها عبد الله بن جعفر وأمه أسماء بنت عميس التي تزوجها بعد ترملها أبو بكر الصديق وأنجب منها محمد بن أبي بكر وتزوجها بعده الإمام عليُّ وربي الطفلين وكانا عونه في صراعه علي الحكم استشهد ابن أبي بكر 37ه في مصر وعاش جعفر حتي سن 80 سنة ومات في مكة وأنجبت منه (عون استشهد في كربلاء- عباس- علي- أم كلثوم) وخرجت مع أخيها الحسين في كربلاء.
٭٭٭
ضاق بنو أمية بتحريض السيدة زينب ضدهم واتسعت لها قلوب المصريين الذين كانوا أشد حباً للنبي ولم يروه كما حدثهم أبو هريرة (أبشروا فوالله لأنتم أشد حباً لرسول الله.. ولم تروه من عامة من رآه) وكانوا في غم مما سمعوه وتابعوه منذ 8 أشهر عن مأساة آل البيت في كربلاء (محرم 61 ه).
قد تكون اختارت مصر بما سمعته من الرسول والصحابة عنها وأهلها فقد عايشت السيدة مارية وشقيقتها سيرين في بيت النبوة ومنطقة العالية 2.5 كم جنوب مسجد النبي لمدة 8 سنوات وقد تذكر إبراهيم (خالها من الأب) وقد ولد وهي في سن 3 سنوات وعايشت موته ولوعة النبي عليه وهي في سن 5 سنوات وسمعت عن وصية النبي بالمصريين وتفضيل الصحابة للاستقرار بها وما نقلوه عن نيلها وزرعها وأنها خزائن الأرض كلها، ولو زرعت كلها لوفت بخراجها الدنيا بأسرها، ولو ضرب بينها وبين سائر بلاد الدنيا بسور لاستغني أهلها بما فيها من الغلال وغير ذلك عن سائر البلاد جميعها (الصحابي أبو بصرة الغفاري)
من أراد أن ينظر إلي الفردوس فلينظر إلي أرض مصر حين تخضر زروعها ويزهر ربيعها وتكسو النوار أشجارها وتغني أطيارها (الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص) .
ويقال بقيت في بلبيس شهر (هناك شارع ومقام الأمير مدين- قالوا قائد حرسها مرض ومات ودفن هناك- في شارع صغير متفرع من شارع سعد زغلول ببلبيس أمام مسجد سادات قريش الذي بناه ابن العاص في فتح بلبيس 19ه- وجدته في مكان ضيق أقرب لدكان مفتوح علي الشارع ملاصق لمنزل حديث والمقام مغطي بكسوة حرير خضراء ومفروشة بالحصير البلاستيك وبلا أي معالم إلا لافتة بلاستيك أعلاه الشيخ مدين)
٭٭٭
وصحبتها ابنتا الحسين فاطمة وسكينة ولها حكاية مع مصر بعد 13 سنة في 75ه (سن 28 سنة) بعد ترملها من مصعب بن الزبير (قائد جيوش شقيقه عبد الله بن الزبير الذي أعلن نفسه خليفة من مكة 62 72ه) في الصراع مع عبد الملك بن مروان 72ه فخطبها الأصبغ بن عبد العزيز كأجمل بنات بني هاشم فتمنعت بأن جو مصر رطب فاشتري أرض الصحابي ابن سندر (حدائق القبة) وأقام بها قصراً. (منية بساتين الأصبغ) و3 بيوت في الفسطاط، هدمها وأقام قصر (البيت الأبيض) لمقامين في المدينة والريف فوافقت وعلم عمه الخليفة عبدالملك بن مروان (65 - 86ه).. وأمره بطلاقها فأرسل لها صداق 20 ألف دينار.. وما يزال بحدائق القبة شارعان باسم الأصبغ في مواجهة منطقة تجنيد الحلمية متفرع من شارع سنان وقرب نهاية شارع مصر والسودان باتجاه غمرة (شارع الشهيد محمد نبيل السباعي الأصبغ سابقاً).
ويقال معها علي زين العابدين بن الحسين الذي حمته من القتل وقد أفلت من مجزرة كربلاء لمرضه الشديد وتضاربت معلوماته فيقال كان صبياً رغم مولده 27 ه أي في سن 24 سنة وثابت دفنه في بقيع المدينة المنورة وبهذا يكون له مقام رؤية وتكريم والأقرب هو رأس ابنه يزيد الذي استشهد في صراعه مع الأمويين 122ه وله حكاية تدل علي جبروت المصريين الناعم فقد طاف الأمويون برأسه في مدن الدولة حتي وصل مصر وقد يكون في طريقه الي تونس ووضعوا رمحا برأسه علي منبر مسجد عمرو في صلاة العشاء وفي الفجر وجدوا المصريين قد دفنوه في مقبرة قد تكون أساس مقام ومسجد سيدي زين العابدين وابنه يزيد في نهاية شارعه وحيه علي يسار مسجد السيدة (لا يستطيع أحد في مصر نبش القبور وسيفعلها العباسيون بعد 10 سنوات لكن في دمشق).
٭٭٭
في استقبالها مع أهل مصر الوالي للأمويين الصحابي مسلمة بن مخلد ومعه الصحابي عبد الله بن الحارث صاحب صدقات النبي وآخر من مات من الصحابة في مصر 90ه، وله مقام في أرضه بالمحلة الكبري قرية صفط تراب (غريب ألا يذكر حضور الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص فقيه مصر وقد عاش الي 65ه) ومعهم أعيان وجموع المصريين الذين سمعوا بمأساة الحسين في كربلاء وأسر نساء آل بيت النبوة وعرضهن علي جمال بلا هوادج في الطريق من الكوفة إلي دمشق ودور السيدة زينب البطولي لحماية أهلها ثم عودتهم للمدينة وتحريضها علي يزيد بن معاوية الذي أمر بإخراجها منها وألا تذهب لمكة فاختارت مصر لمقامها وأيضاً بالجبروت الناعم احتضنها المصريون رغم أنف السلطة (ببراءة التعبير عن حبهم للنبي وأهله).
٭٭٭
أنزلها مسلمة في منزله الجديد في فضاء الفسطاط (دار الحمام) بديلاً عن الأصلي المجاور للمسجد (دار الرمل) الذي طلبه معاوية لابنه يزيد في التمهيد له بالخلافة فيكون له بيت في درة الدولة (أقصي يمين مصلي النساء حاليا أضيف للمسجد في توسعة عبد العزيز بن مروان 79ه) وقد اكتظت المدينة بالسكان علي مدي 40 عاما بتوافد القبائل للإقامة والقبط للعمل في الدواوين والتجارة وخدمات أهم ميناء تبادلي عالمي بين الشرق والغرب عبر النيل واليهود لعمليات الصرافة بين نقود أجناس تجار العالم وككل المباني الحكومية وقصور الحكام والأثرياء كانت علي النيل ورأس خليج أمير المؤمنين الذي أعاد شقة عمرو بن العاص 21ه وفيه عاشت 11 شهراً تستقبل العلماء ورجال الحكم والأهالي في مجلس علمها حتي ماتت رجب 62 في سن 58 سنة وصلي عليها مسلمة والصحابة في مسجد الفسطاط ثم دفنها في مرقدها حسب وصيتها وحجرتها في الجهة البحرية من داره في منطقة الحمراوات الثالثة في الفسطاط لسكن المسلمين من الروم والفرس حمر الوجوه فكان أول ضريح لآل البيت في مصر (رأس الحسن جاءت 540ه) وقد وصفه الرحالة الأندلسي (الكوهيني 396ه) بعد 330 سنة- وقد نزلنا إليه درجات (بارتفاع الأرض بطمي النيل علي مدي هذا الزمن).
وأحيا المصريون (سنويتها) رجب 63ه بتلاوة القرآن الكريم والأذكار وحرصوا عليه سنوياً في مولد مستمر حتي الآن.
(الدفن في البيوت خصوصية للأنبياء (يدفن في موضع فراشه) صيانة لهم عن كثرة الطرق، وتمييزاً لهم ويليهم الشهداء فيُدفنون في مواطن استشهادهم ويجوز في الإسلام الدفن في البيوت ويفضل في المقابر لأنه أقل ضرراً علي الأحياء من ورثته كما أن الأصل أن يُدفن كلُّ ميِّتٍ في قبرٍ مُستقل إلا إذا دعت الضرورة)
٭٭٭
مسلمة بن مخلد آخر ولاة مصر من الصحابة والسادس (ابن العاص عبد الله بن سرح محمد بن حذيفة قيس بن سعد ذ عقبة بن عامر) وأول من جمع بين ولايتي مصر والمغرب بأطول ولاية "15سنة و4 أشهر"، مات 62ه عن عمر 66 عاماً. من قبيلة الخزرج بالمدينة كان سن 4 سنوات يوم الهجرة وتولي مصر 47ه في خلافة معاوية واستمر مع يزيد ودفن في القرافة الكبري وله شارع باسمه في مصر القديمة آخر يمين قبل سور مجري العيون باتجاه قصر العيني ولم أجد في الشارع مقاماً ولا مسجداً باسمه.
٭٭٭
كان جميل الصوت في قراءة القرآن .. يبكي كل من يسمعه عظيم اللحم، ثقيل البدن وفي اقتحام للإسكندرية بارزه ضابط روماني وألقاه من علي فرسه ونزل ليقتله، فحماه المقاتلون ومسلمة لا يقاوم، فسخر ابن العاص بما معناه.. لماذا يتعرض الرجل الذي يشبه النساء "في ترهل جسده" لمعارك الرجال ويتشبه بهم!
وفي يوم اقتحم المسلمون أسوارها وأخرجهم الروم إلا أربعة منهم ابن العاص ومسلمة فتحصنوا بحمام عام ودارت مناوشات فعرض الروم المبارزة فإذا انتصر الرومي أصبحوا أسري، وإذا فاز المسلم أخرجوهم وأراد ابن العاص التقدم فتصدي له مسلمة "سن 25 عاما" (أتخطئ مرتين، تشذ عن أصحابك وأنت أميرهم وقواهم بك وقلوبهم معلقة نحوك، لا يدرون ما أمرك، ثم لا ترضي حتي تبارز، وتتعرض للقتل، فإن قتلت كان ذلك بلاء علي أصحابك.. مكانك وأنا أكفيك إن شاء الله تعالي.) وانتصر مسلمة فاعتذر له ابن العاص فقد استحيا كثيراً مما قاله ثم ولاه قرية الطواحين (طواحين أكراش مركز ههيا- شرقية)
٭٭٭
من بداية فتنة عثمان 35ه أيده مسلمة ووقف مع معاوية للثأر لدمه وشارك في صفين. فولاه مصر 47ه فغزت مصر بحرا القسطنطينية 47- 48- 49ه، وغزوة برية للمغرب 50ه. وفي 53ه تصدت لهجوم الرومان علي رشيد واستشهد في معركة البرلس الصحابة وردان (مولي عمرو بن العاص، وخازن بيت المال لمعاوية) وعائذ بن ثعلبة وأبو رقية اللخمي ودفنوا في البرلس. وفي 53ه هدم مسجد الفسطاط "بعد 32 سنة " لتوسعته وبناء 4 مآذن ومنبر وأمر المؤذنين بأن يبدأ مؤذنه أولاً ثم تتبعه المساجد، ومنع دق أجراس الكنائس في توقيت الأذان منعاً للفتنة في 54ه أقام دار صناعة السفن للأسطول البحري في جزيرة الروضة.
عندما تولي يزيد 60ه كان مسلمة في الإسكندرية فأخذ له البيعة إلا عبدالله بن عمرو بن العاص، وكان مرابطاً معه هناك فأرسل لقائد الشرطة بحرق باب بيته بالفسطاط ففهم الرسالة وبايع
بعد وفاته سدد عنه والي مصر عبدالعزيز بن مروان ديون 20 ألف دينار.
٭٭٭
يقع المسجد في حي وميدان السيدة زينب، وكان يعرف (قنطرة السباع) لنقش سباع شارة الظاهر بيبرس علي القنطرة وردم الخليج (شارع الخليج المصري) وبعد العدوان الثلاثي 1956 (شارع بورسعيد).
وقد اعتاد الاحتفالات منذ الفتح الاسلامي (1400 سنة) من جبر خليج أمير المؤمنين بوصول منسوب النيل 16 ذراعاً في أغسطس ويذهب الحاكم في قوارب مزينة ليفتح السد الترابي فتقوم مركبة خاصة بتحطيم الحاجز وتدخل لمجراه المياه والمراكب وسط ابتهاج الأهالي في الخيام حوله والمقامة من أيام للفرجة
٭٭٭
في 1898م (منذ 116 سنة) مد ترام القاهرة فوق مسار (شارع الخليج المصري - بورسعيد) لينهي تاريخاً طويلاً للمجري الصناعي لتوصيل المياه للأراضي لا يصلها النيل منذ الفراعنة والرومان ثم خليج أمير المؤمنين والذي أقيمت عليه قنطرة 16 مرة أشهرها (قنطرة عبد العزيز بن مروان (85ه) وقنطرة السد للصالح نجم الدين أيوب 665ه وقنطرة السباع للظاهر بيبرس 675ه) فقد ردم لخليج لعدم استخدامه وظهور شركات لتوصيل المياه للمنازل ويمتد الشارع في القاهرة 46 كم في طريقه للسويس عبر ميادين السيدة وباب الخلق وباب الشعرية والظاهر والمطرية وعين شمس وبعدها وادي الطميلات (الخصوص والخانكة وأبي زعبل بالقليوبية) ثم إلي العباسة بالشرقية ثم الإسماعيلية وبحيرة التمساح والبحيرات المرة ثم أصبح ينتهي عند أبو زعبل بعد حفر ترعة الإسماعيلية لحفر قناة السويس في عهد الخديو إسماعيل.
٭٭٭
حرص كل الحكام علي صيانة وتطوير المقام وتوسعة المسجد بدأ من عبد العزيز بن مروان والي مصر (62 ه) بعد عام من وفاتها وأقام لها مشهد 85ه في بيت مسلمة الذي ورثه بزواجه من أرملتيه وابنته الوحيدة أم سهل التي تزوجها ابنه أبو بكر وتوفاهم الله في أحد الأوبئة ثم رممه ابن طولون 270ه ثم بني الضريح المعز لدين الله الفاطمي 341ه وأعاد بناء المسجد العادل سيف الدين الأيوبي 615ه والظاهر بيبرس (مماليك) عندما بني قنطرة السباع أمامه فكشفت واجهة المسجد وكان في حارة داخلية 676ه وأنشأ الملك الناصر محمد بن قلاوون الميدان وهدم القنطرة ووسعها وقلل ارتفاعها، 735ه- . ثم عبد الرحمن كتخدا (رئيس وزراء علي بك الكبير وباني أضرحة آل البيت ومرمم مساجد مصر الأثرية) الذي بني ضريح الشيخ العتريس (يقال شقيق سيدي إبراهيم الدسوقي) في شمال غرب المسجد 1149ه ثم أعاد إعماره (علي باشا) الوالي العثماني 910ه ثم هدمه لبنائه عثمان بك المروي الوالي العثماني وتوقف بسبب الحملة الفرنسية 1798 م فبناه محمد علي الكبير 1820م ورممه عباس حلمي 1859 وأنشأ الخديو محمد سعيد مقامي العتريس والعيداروس (حالياً خارج المسجد) وأضاف الملك فاروق 800م من الجنوب 1940 فأصبح بمساحة 2500م وأضاف جمال عبد الناصر 2000م 1964 فأصبح 4500م وأضاف حسني مبارك 3300م عام 2000 فأصبحت مساحته الحالية 7800 متر مربع.
٭٭٭
الموالد احتفالات شعبية لأعياد ميلاد القديسين والأولياء بجذور فرعونية كبداية للحياة الأبدية (الجنة)
(عند المسلمين- مولد- والقبط عيد) عرفوها في أعياد آمون وأوزوريس وفي القبطي مولد مارجرجس وسانت تريزا وفي الإسلام (مولد النبي- أول العام الهجري- ليلة الأسراء والمعراج- ليلة النصف من شعبان- وموالد الأولياء "الحسين، السيدة زينب وآل البيت ورجال الطرق الصوفية".
هي مناسبات للهو والموسيقي والمراجيح وحلاوة المولد وتوزيع لحوم الذبائح والإجازة الوحيدة للفقراء التي يقدرون علي نفقاتها لزيارة الأضرحة وحضور الذكر أو الحضرة والموكب أو الزفة والأغاني والحكايات والألعاب الشعبية في الساحات والخيام وقد شجعها الفاطميون ثم حاول الأيوبيون وغيرهم منعها باعتباره خروجاً عن الدين لكن حب المصريين أبقاها بمعتقداتهم الشعبية التي تساعد البسطاء علي تقبل الأوضاع والتكيف بعبرة الصبر والتجلد من تاريخ الأولياء والقديسين (مسلمين ومسيحيين) وأن بهجتها تحبب الأطفال للطقوس الدينية والمصري يحب الحياة ويكره الاكتئاب وبزيارته الأضرحة يري أنه ليس في مأساة وحده (اللي يشوف بلوة غيره تهون عليه بلوته) وبعضهم يمارس عادة مصرية قديمه بالنوم في الأماكن المقدسة لتظهر لهم الآلهة في المنام وتحدثهم وأن الطرق الصوفية طورت الموسيقي المصرية والكنسية وعربتها.
ومن الطريف وجدت افتتاحية جريدة انجليزية (الإيجبشيان ميل) عام 1941 في الحرب العالمية الثانية والألمان في العلمين والجنود الانجليزية متكدسون في القاهرة يعترض كاتبها علي تضييق الحكومة المصرية في إقامة الموالد لأنهم لايفهمون أنها البهجة الوحيدة للفلاحين الفقراء الذين لا يعرفون القراءة ولا مباريات الكرة ولا المذياع ولا سينما فيهربون من حياتهم الكئيبة إلي بهجة المولد والأضواء وطشطشة الطعمية ويعترض علي تدخل الأزهر لمنع هذا الأمر وأنه لابد للمصريين من الدفاع عن إرثهم الذي لايقدر بثمن ضد سطوة طبقة الموظفين
٭٭٭
مين اللي يقدر علي المصريين؟!
للسيدة زينب مشهدان الأول في قرية راوية بجنوب دمشق- سوريا والآخر في سنجار بشمال العراق (من 657 ه)
٭٭٭
ويقال في مقامها زينب بنت يحيي المتوج بن الحسن الأنور وقد جاءت عمتّها نفيسة بنت الحسن 193ه لكنها ماتت ودفنت (في قرافة قريش شرقي مقام الشافعي)
أو زينب بنت أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد (ابن الحنفية) ودخلت مصر 212ه لكن قبرها (خارج باب النصر - التربة الزينبية).
ورأي جيولوجي أن منطقة المقام62ه/681م كانت تحت مياه النيل في بحيرة تسمي قارون واستمرت بقاياها لنهاية القرن ال19 باسم بركة البغالة وغير النيل مجراه غرباً وظل مكانه مليئاً بالبرك والمستنقعات وأن علي باشا مبارك في الخطط التوفيقية ذكر أن خط السيدة زينب يقع (في عصره) تحت مستوي الفيضان (1 ذ 1.5 م)
وأن المقام ظهر كحكاية شعبية أواخر المماليك الشراكسة سجلها الشيخ الشعراني (973ه) في كتبه بعد 9 قرون من وفاتها خرجت 935ه بحلم الشيخ علي الخواص بأنها مدفونة قرب قناطر السباع، وداوم علي زيارتها.
٭٭٭
تدخل أحد الجالسين في المقام بهدوء وحسم (باقولك إيه يا أستاذ الست هنا ولا مش هنا إحنا عاوزينها هنا)
٭٭٭
ولا حد يقدر علي المصريين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.