تمتلك مصر ثروة بشرية عظيمة كمًا ونوعًا، ونحن نطلع على بعض الإحصاءات العالمية، فنجد أن العلماء المصريين فى المقدمة والأكثرية فى معظم الجامعات والمراكز البحثية بالعالم، وأعتقد أن نسبة كبيرة منهم يريدون أن ينعكس علمهم على وطنهم مصر، وفى ظل توجه الدولة نحو التحول الرقمى والاهتمام بالذكاء الاصطناعي، هناك فرصة للاستفادة من العلماء المصريين المتخصصين فى هذه المجالات بالتواصل معهم والاستفادة من خبراتهم لبناء كوادر داخل الإقليم المصرى من المراحل الدراسية الأولى من خلال مدارس متخصصة او تدريس المناهج والتطبيقات التقنية بالمدارس، وصولًا الى الجامعات والكليات المتخصصة، فضلًا عن تأسيس مراكز للتطوير والبحث فى مختلف المجالات الرقمية والتقنية والبرمجية والذكاء الاصطناعي. وقد تواصل معى د.نور مصطفى وهو أستاذ مصرى متخصص فى أمن المعلومات فى إحدى الجامعات الاسترالية، وهو يسعى لتقديم منح دراسية عبر جامعته لبعض الكوادر بمصر، ولكن يرى أن المستوى العلمى يتطلب رفع كفاءته مقارنةً بطلاب من دول آسيا وأوروبا، وأكد أهمية الاستفادة من العلماء والخبراء المصريين بالخارج، وأيضًا قيام الكليات فى مصر بعمل اتفاقيات تعاون مع جامعات دولية. ويتفق معى فى أهمية تدريس مادة الحاسبات والمعلومات بالمدارس وتأهيل كوادر للقيام بعمليات التدريب والتدريس تمتلك قدرات إبداعية وابتكارية مع أهمية تبنى الكفاءات المتميزة التى تبتكر وتُقدِّم برامج جديدة. أعتقد أن بناء الكوادر فى مثل هذه المجالات سيكون له انعكاسات إيجابية على وطننا مصر فى إحداث متغيرات إيجابية فى تقديم الخدمات للمواطنين، بالإضافة إلى أن هذه الكوادر ستصبح مصدرًا رئيسيًا للدخل القومى وتوفير العملات، مثلما يُعد المصريون بالخارج حاليًا مصدرًا لتحويل العملات الأجنبية لوطنهم مصر. الطريق الآن مُمهد ويتطلب تحركات من وزارات التعليم والمصريين بالخارج والسفارات والجامعات والكليات والمراكز البحثية لتبنى منظومة متكاملة تسهم فى إحداث نقلة نوعية فى التحول الرقمى داخل مصر وتصدير بعض الكوادر للخارج.
