مئات الآلاف من كتب التراث، تم تدريسها وشرحها فى أروقة الجامع الأزهر وتحت أعمدته فى مختلف علوم الدنيا والدين منذ بداية إنشاء الجامع وحتى الآن، وحظى «شيخ العمود» بشهرة كبيرة فى الجامع الأزهر حيث يقوم كبار ومشاهير العلماء بشرح العلوم خاصة علوم العربية والعلوم الشرعية لطلاب العلم، ولفترة طويلة توقف تقليد شيخ العمود والأروقة الأزهرية إلى أن أعاد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر عمل الأروقة الأزهرية لتمارس دورها التاريخى فى تقديم وتيسير شرح العلوم الشرعية والعربية وفق المنهج الأزهرى الوسطى لطلبة العلم كافة. ومن بين برامج الأروقة الأزهرية بعد عودتها، برنامج شرح كتب التراث الذي يتضمن شرح 34 كتابا أسبوعيا، و قرر الإمام الأكبر منذ أيام زيادتها لتكون 60 كتابا أسبوعيا بشرط ألا يتولى تدريسها إلا كبار العلماء. وأوضح د. عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن برنامج «شرح كتب التراث» يضم حاليا 34 كتابًا، تُشْرَحُ على مدار الأسبوع فى العلوم العربية والشرعية من تفسير وحديث وفقه وأصوله ونحو وصرف وبلاغة ونقد أدبى وتصوف وعقيدة وقراءات وتجويد، وستزيد إلى 60 كتابًا فى الأسبوع. وأضاف: أن الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، وجه بألا يقوم بشرح هذه الكتب فى الجامع الأزهر إلا كبار العلماء والأساتذة بالأزهر الشريف، حيث يقومون بإلقاء المحاضرات على مدار الأسبوع، ثم يُعْهَدُ بها إلى قسم المونتاج العلمى لمراجعتها ومنه إلى المونتاج الفني لإعدادها للنشر على قناة الجامع الأزهر باليوتيوب وصفحة الجامع الأزهر الموثقة بالفيس بوك، بحيث تكون المحاضرات متاحة للجمهور فى كل بقاع الأرض فى مدة أقصاها يومان من تاريخ إلقاء المحاضرة، حتى يتسنى لمن لا يستطيع الحضور، مشاهدتها فى أى وقت. وأوضح د. هانى عودة مدير عام الجامع الأزهر، أن الحضور متاح للجميع، فيُسْمَحُ بحضور المحاضرات داخل الجامع الأزهر للجمهور رجالاً ونساءً بدون أى شروط، إذ يعتبر برنامج «شرح كتب التراث» بمثابة صمام الأمان أمام كل الهجمات الشرسة على تراثنا القيم وأزهرنا الشريف، فالإنسان عدو ما يجهل، فإذا اتضح المراد وانجلى المقصود أذعن الناس للحق .
