200 يوم من القصف والدمار والخوف عاشها سكان قطاع غزة – أو ما تبقى منهم قيد الحياة حتى الآن – مع تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع الصامد. اقرأ أيضًا: 200 يوم من الحرب| إسرائيل تشن أعنف هجوم على غزة.. والاحتلال يحتفل بعيد الفصح وعلى مدار ال200 يوم تغير رد فعل العالم بالكامل تجاه العملية العسكرية التي حظيت بمباركة العديد من الدول إلا أنها تحولت لحالة من الخوف والفزع بسبب المجازر التي شهدها القطاع، وعشرات آلاف الشهداء الذي سقطوا. وبعد إدارك العالم حجم المأساة التي يعيشها القطاع الصامد تحول رد الفعل من مباركة الحرب إلى تعاطف أجوف لم ينتج عنه أي تغيير في موقف إسرائيل على الأرض، مما ساهم في تفاقم الأوضاع بعدما استخدمت إسرائيل شتى أنواع الأسلحة للقضاء على سكان القطاع. وتستعرض بوابة أخبار اليوم خلال التقرير التالي كيف تغير رد فعل العالم على الحرب التي يشهدها قطاع غزة. الولاياتالمتحدة منذ اليوم الأول للهجمات، كثفت واشنطن جهودها لتأييد إسرائيل وتقديم الدعم العسكري والمالي اللازم، واصفة ما تعرضت له بالإرهاب حيث خرج وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان أصدرته الوزارة ليؤكد "نتضامن مع حكومة وشعب إسرائيل، ونقدم تعازينا لأسر الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم في هذه الهجمات". وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان "خلال الأيام المقبلة، ستعمل وزارة الدفاع على ضمان حصول إسرائيل على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها". لكن التصريحات تغير جزء كبير منها في أعقاب رد إسرائيل الإجرامي حيث قال الرئيس الأمريكي، إن الرد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة "تجاوز الحد"، محذرا من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، دون تخطيط أو بالقليل من التفكير. فرنسا أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يستنكر بشدة الهجمات على إسرائيل، ووصفها بالإرهابية، وكتب على منصة إكس (تويتر سابقا) قائلا "أعبر عن تضامني الكامل مع الضحايا وعائلاتهم والمقربين منهم". في الوقت ذاته ندد باستهداف المدنيين في قطاع غزة، مؤكدا بأن الأمر لا يمكن خروجه عن إطار حرب بين إسرائيل وحماس، ومعلنا التزام بلاده بموقفها المحايد من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ألمانيا وصف المستشار الألماني أولاف شولتس على وسائل التواصل الاجتماعي ما حدث في 7 يناير بأنه " مروع" مبديا تعاطفا مع إسرائيل. إلا أن ألمانيا وبالرغم من موقفها المساند لإسرائيل، نددت بطول أمد الحرب ضد المدنيين في غزة، داعية إلى وضع حد واستقرار للأمور. بريطانيا كتب وزير الخارجية البريطاني السابق جيمس كليفرلي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "تندد بريطانيا على نحو قاطع بالهجمات المروعة التي شنتها حماس على الإسرائيليين". إلا أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أدان استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، قائلا: «بعد 6 أشهر من بدء الحرب في غزة، لا تزال خسائر المدنيين في تصاعد، جوع وإحباط وفقدان حياة على نطاق مروع». وتابع: «أطفال غزة بحاجة لوقفة إنسانية فوراً، وقفة تؤدي إلى وقف مستدام طويل الأمد لإطلاق النار. تلك هي أسرع وسيلة لتحرير الرهائن، وإدخال المساعدات، ووقف القتال وفقدان الأرواح». بينما خرجت أنباء بريطانية عن نية لندن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في تغير لموقفها الذي منح من الأساس وعد بلفور لإقامة دولة إسرائيلية. كندا أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على منصة إكس أن بلاده "تندد بشدة بالهجمات على إسرائيل" وذلك مع بداية عملية طوفان الأقصى. لكنها من جهة أخرى، طالبت بضرورة وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، كما أدانت الغارة الإسرائيلية على عمال الإغاثة في غزة رافضة الهجوم على رفح ومحذرة منه. روسيا دعت روسيا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى "ضبط النفس". قال موفد الكرملين للشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف: "نحن على اتصال مع الجميع". بينما أثارت الحرب فزع العديد من المنظمات الدولية والإغاثية والحقوقية بسبب الوضع الصعب الذي يعيشه قطاع غزة. منظمات دولية تدين الحرب على غزة قال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إنه يشعر بالذعر من تدمير مستشفيي ناصر والشفاء في قطاع غزة والتقارير عن وجود مقابر جماعية هناك. بينما كتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على منصة إكس "أندد على نحو لا لبس فيه بالهجوم الذي نفذه إرهابيو حماس على إسرائيل. إنه إرهاب في أبشع صوره. ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة مثل هذه الهجمات الشنيعة". ورأى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد أن "إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وخاصة حقوق الدولة المستقلة ذات السيادة، هو السبب الرئيسي للتوتر الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين". وأضاف "يناشد الرئيس الطرفين بشكل عاجل وضع حد للأعمال العدائية العسكرية والعودة، دون شروط، إلى طاولة المفاوضات". بينما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من أن منطقة الشرق الأوسط على حافة الانزلاق لما وصفه ب"النزاع الإقليمي الشامل"، معتبراً أن اللحظة الحالية التي تشهد خطراً داهماً، يجب أن تكون وقتاً للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس.
