يقول الكاتب محمد السيد عيد الذى كتب ووثق عن فترات وأكثر من شخصية مؤثرة فى تاريخ مصر: بالتأكيد الكتابة الصادقة تقدم شهادة أو توثيقا للمرحلة التى تتناولها، وعلى سبيل المثال حين كتبت عن «الزينى بركات» ألتزمت بما جاء فى كتب التاريخ السياسي والاجتماعي عن هذه الفترة، كما إلتزمت بوصف الزى والعادات والتقاليد وكل ما يتعلق بهذه الفترة بحيث جاء المسلسل صورة صادقة للعصر المملوكي فى عهد السلطان الغوري، وقد كتب الدكتور قاسم عبده قاسم وهو استاذ متخصص فى هذه الفترة مقالًا وتحدث عن صدق ما قدمته عن تلك الفترة والشخصيات التى عاشت فيه. ونفس الأمر راعيته حين كتبت عن شخصيات قاسم أمين ومشرفة والإمام الغزالي وعلى مبارك بمعنى أدق أننى أكتب وعينى على كل تفاصيل الفترة ولا أكتب عن شخصية فقط لكنى أتخذ من الشخصية محورًا أتحدث فيه عن الفترة كاملة وخلال تقديمي لشخصية قاسم أمين تحدثت عن الحياة السياسية والاجتماعية والفنية والثقافية والاقتصادية أى أننى قدمت صورة كاملة للمجتمع المصرى من خلال الشخصيات التى تناولتها مثل أحمد عرابي وجمال الدين الأفغاني وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وحكام هذه الفترة مثل الخديوى إسماعيل وتوفيق وعباس حلمى كما قدمت الحياة الاجتماعية من خلال أسرة قاسم أمين وحركته فى الريف.. اقرأ أيضًا| ذكرى ميلاد شاعر النيل.. حافظ إبراهيم ويضيف محمد السيد عيد: بالنسبة لى حين أكتب عن شخصية أقوم بدراستها دراسة كاملة وللعصر حولها لأقدم صورة صحيحة لمصر لأنى أستهدف أن أؤرخ لمصر من خلال الدراما التليفزيونية كما أرخ لها الرافعي من خلال كتبه لأن هدفى هو كتابة وتوثيق تاريخ مصر من خلال المسلسلات التى أقدمها أو من خلال الشخصيات التى أكتب عنها، وبالتالى أكتب عن الفترة التى عاشت فيها الشخصية التى أقدمها ككل، فكتبت على مبارك فى الفترة من 1844 إلى 1893 وقاسم أمين فى الفترة من 1879 إلى 1908 وكتبت مشرفة حتى 1950 وهى خطة لكتابة تاريخ مصر وآخرها مسلسل طلعت حرب ولكنه لم يتم إنتاجه بعد وأتحدث عن الفترة من 1887إلى 1839 وهذا تأريخ لمصر من النواحى المختلفة خلال العصر الحديث من خلال الدراما التليفزيونية وأسير بشكل منهجى من خلال شخصيات محورية ولدى أحلام كثيرة لتكملة هذا التأريخ، وفى مسلسل الإمام الغزالي كنت مهتمًا بالحديث عن الفترة الكاملة وتحدثت عن الحسن بن الصباح وحركته الإرهابية وفرقة الحشاشين وضعف الدولة العباسية وقدمت صورة كاملة عن هذا العصر وفى كل الأحوال أقدم صورة للمجتمع والعصر الذى أتناوله. ويؤكد محمد السيد عيد على أن فى الوقت الحالى أو من الأعمال التى عرضت مؤخرًا ولها تأثير قوى منها مسلسل «الاختيار» على سبيل المثال والأعمال الجادة بشكل عام ستكون وثيقة لما أرخت له بعد ذلك وسيشاهدها الأجيال التالية لكى يعرفوا ماذا فعل آباؤهم وكل الأعمال الجادة هى وثائق على عصرها وهذا لا ينطبق بالطبع على كل المسلسلات غير الهادفة.
