لم يعد خافيا على أحد التزايد المخيف في مشكلة المرور في القاهرة والإسكندرية باعتبارهما أكبر المدن المصرية سكانا وحركة للسيارات . إنه ولا جدال يمثل عاملا معطلا لمسيرة الحياة اليومية للدولة والمواطن. أصبح أمرا واضحا وجليا أنه لا خلاص لهذه المشكلة إلا بالتوسع في مشروعات المواصلات العامة وخاصة تحت الأرض أو فوق الأرض كالمترو والمونوريل . في نفس الوقت لابد أن نكون على يقين أن هذه المشروعات سواء القائمة أو التي تحت الإنشاء لا تمثل الحل الأمثل إلا إذا كانت خدماتها على المستوى اللائق. ما أقوله ليس اختراعا ولكنه أمر حتمي ويجب تفعيله في الكثير من الدول التي واجهت تفاقم هذه المشكلة . الأخذ بهذه الحلول لا يقتصر على تنفيذ خطوط المواصلات العامة تحت الأرض وفوق الأرض فحسب .. إن ضمان محاكاة نجاح هذه الدول في حل هذه المشكلة يتطلب إلى جانب إقامة هذه المشروعات أن تكون هناك مواقف آمنة للسيارات قريبة من المحطات الرئيسية لهذه الوسائل . وجود هذه المواقف سوف يشجع أصحاب السيارات .. تجنبا لزحام الشوارع ولسرعة إنهاء مصالحهم .. على استخدام هذه المواصلات العامة . في هذا الإطار لا يسعني سوي الإشادة بالجهود الحكومية لتوسيع شبكة المترو في القاهرة وإقامة خطوط للمونوريل والقطارات الكهربائية بينها وبين المدن المحيطة . ليس هذا فحسب بل إنه وبناء على الدراسات التي قام ويقوم بها وزير النقل الفريق كامل الوزير لإنقاذ مرفق السكة الحديد بالتجديد والتحديث . إن تحقيق هذا الهدف يعد استكمالا لمتطلبات بناء مصر الجديدة باعتبار أن شبكة المواصلات داخل المدن وخارجها تعد استثمارا مهما لصالح التنمية .
