تتخطى ال 12%، الإحصاء يكشف حجم نمو مبيعات السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي    عاجل - آخر تحديثات سعر الذهب اليوم.. وهذه القرارات منتظرة    عاجل- أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الأربعاء 12-6-2024    الجيش الأمريكي يعلن تدمير منصتي إطلاق صواريخ كروز للحوثيين في اليمن    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: نستعد لمقاضاة إسرائيل أمام الجنائية الدولية    «مشكلتنا إننا شعب بزرميط».. مصطفى الفقي يعلق على «نقاء العنصر المصري»    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    اليوم، أولى جلسات محاكمة عصام صاصا في واقعة دهس سائق أعلى الطريق الدائري    مصرع طفل غرقا في ترعة بكفر الخضرة بالمنوفية    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان الاقتصاد والإحصاء.. اليوم    حكم الشرع في خروج المرأة لصلاة العيد فى المساجد والساحات    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    تأثير التوتر والاكتئاب على قلوب النساء    رئيس الأساقفة جاستين بادي نشكر مصر بلد الحضارة والتاريخ على استضافتها    رؤساء مؤتمر الاستجابة الطارئة في غزة يدينون عمليات قتل واستهداف المدنيين    أوروبا تعتزم تأجيل تطبيق أجزاء من القواعد الدولية الجديدة لرسملة البنوك    حبس شقيق كهربا 4 أيام لاتهامه بسب رضا البحراوي    شيرين عبد الوهاب تتصدر "إكس" بخبر خطبتها، ولطيفة: يا رب ترجعي زي الأول ويكون اختيار صائب    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    رئيس لجنة المنشطات يفجر مفاجأة صادمة عن رمضان صبحي    عيد الأضحى 2024.. الشروط الواجب توافرها في الأضحية والمضحي    أيمن يونس: أحلم بإنشاء شركة لكرة القدم في الزمالك    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    هذا ما يحدث لجسمك عند تناول طبق من الفول بالطماطم    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج ب عيد الأضحى: كل عام وأنتم بخير    "بولتيكو": ماكرون يواجه تحديًا بشأن قيادة البرلمان الأوروبي بعد فوز أحزاب اليمين    البنك المركزي المصري يحسم إجازة عيد الأضحى للبنوك.. كم يوم؟    ظهور حيوانات نافقة بمحمية "أبو نحاس" : تهدد بقروش مفترسة بالغردقة والبحر الأحمر    والد طالب الثانوية العامة المنتحر يروي تفاصيل الواقعة: نظرات الناس قاتلة    السيطرة على حريق نشب داخل شقة سكنية بشارع الدكتور في العمرانية.. صور    واشنطن بوست: عملية النصيرات تجدد التساؤلات حول اتخاذ إسرائيل التدابير الكافية لحماية المدنيين    بيمكو تحذر من انهيار المزيد من البنوك الإقليمية في أمريكا    ليست الأولى .. حملات المقاطعة توقف استثمارات ب25 مليار استرليني ل" انتل" في الكيان    البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2024    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    هل الأضحية فرض أم سنة؟ دار الإفتاء تحسم الأمر    الكويت: ملتزمون بتعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنفيذ الدمج الشامل لتمكينهم في المجتمع    رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2024 في 5 محافظات    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    الحق في الدواء: إغلاق أكثر من 1500 صيدلية منذ بداية 2024    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    يوسف الحسيني: القاهرة تبذل جهودا متواصلة لوقف العدوان على غزة    حازم إمام: نسخة إمام عاشور فى الزمالك أفضل من الأهلي.. وزيزو أفيد للفريق    مصدر فى بيراميدز يكشف حقيقة منع النادى من المشاركة فى البطولات القارية بسبب شكوى النجوم    رئيس جامعة الأقصر يشارك لجنة اختيار القيادات الجامعية ب«جنوب الوادي»    63.9 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    رمضان السيد: ناصر ماهر موهبة كان يستحق البقاء في الأهلي.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    تريزيجية: "كل مباراة لمنتخب مصر حياة أو موت"    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    أحمد عز: "أنا زملكاوي وعايزين نقلل حدة التعصب عشان ننتج ونبدع أكتر"    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    وزير الخارجية الجزائري يبحث مع أردوغان تطورات الأوضاع الفلسطينية    رويترز عن مسئول إسرائيلي: حماس رفضت المقترح وغيّرت بنوده الرئيسية    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية بلة المستجدة ببني مزار    شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار| اللواء هشام الحلبي يكشف السيناريوهات العسكرية والسياسية المستقبلية في ليبيا
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 26 - 07 - 2020

اللواء طيار د. هشام الحلبى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا يكشف فى حوار ل"الأخبار":
إذا أرادت تركيا الحرب فى ليبيا فستجد حائط صد قويا
من الجيش المصرى والليبى.. وقادرون على المواجهة والحسم
التفوق العسكرى والسياسى محسوم لصالح مصر فى ليبيا.. والتاريخ يشهد على درس إبراهيم باشا للأتراك
تطورات متسارعة تلوح فى أفق المشهد الليبى تدفع للتساؤل حول خيارات السياسة المصرية..هل نحن على أبواب حرب وشيكة ؟.. ومن المنتصر فى تلك الحرب اذا دقت ساعة الحسم وتجاوزت تركيا الخط الأحمر سرت-الجفرة..وما هى السيناريوهات العسكرية والسياسية المستقبلية فى ليبيا والمنطقة ؟.. وكيف ستتعامل مصر مع ملف سد النهضة الأثيوبى مع نفس توقيت تطورات الأوضاع فى ليبيا..طرحنا تلك الأسئلة وأكثر على اللواء طيار د. هشام الحلبي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية فى البداية سألته..
لماذا تهتم مصر بأمن واستقرار ليبيا ؟
ليبيا تقع ضمن النطاق الأمنى المباشر لمصر لذلك اى حديث عن اكتفاء مصر بتأمين حدودها الغربية لحمايتها من اى إرهاب قادم من ليبيا هوكلام غير علمى وغير مدروس فلدينا حدود مشتركة تصل إلى 1200 كيلو متر مع وجود وضع أمنى مترد وبالتالى الموقف الحالى فى ليبيا يجب ان يشغل بال كل مصرى لخطورته على أمننا القومى والتاريخ خير دليل على ذلك.
ما الموقف العسكرى التركى الحالى فى ليبيا ؟
اسلوب التدخل العسكرى التركى فى ليبيا يتم من خلال نقل الارهابيين والمرتزقة إلى الداخل الليبى ودعمهم بمستشارين عسكريين أتراك ومجموعات استخباراتية تؤمن المعلومات عن الأهداف كما تدعمهم بطائرات بدون طيار مسلحة وتستطيع كل طائرة حمل صاروخين وقنبلتين و تعمل على مدى يقدر ب 150 كيلو مترا وبالتالى أى أهداف تشكل خطورة على عمل مرتزقة تركيا يتم توجيه تلك الطائرات اليها لتدميرها ومن ثم يتقدم هؤلاء المرتزقة للاستيلاء على الأرض كما حدث فى المدن غرب طرابلس وحتى خط الحدود مع تونس.
أطماع اقتصادية
لماذا تتدخل تركيا عسكريا فى ليبيا رغم وضعها الاقتصادى السيئ؟
التدخل التركى له عدة أهداف أهمها تحقيق مكاسب اقتصادية تتعلق بالشأن التركى الداخلى حيث إنه فى حالة نجاحها فى احتلال ليبيا سيحقق لها ذلك مكاسب اقتصادية كبيرة من خلال الاستيلاء على البترول والغاز الليبى عبر مذكرات تفاهم غير متكافئة حيث تمتلك ليبيا خامس احتياطى نفطى فى العالم يقدر ب 94 مليار برميل نفط خام عالى الجودة.
ثانيا الاستحواذ على عقود اعادة اعمار ليبيا ولديها طموح كبير فى المشاركة فى هذا الأمر أيضا هناك مشروعات معلقة لتركيا فى ليبيا تقدرب 19 مليار دولار كذلك تسعى تركيا للاستحواذ على السوق الليبى من خلال تشجيع المستثمرين الأتراك فى ليبيا كما أن ليبيا تعد سوقا كبيرة للسلاح التركى والأهم هو أن نجاح أردوغان فى تحقيق هذه الأهداف ستضمن له تحقيق شعبية كبيرة فى الداخل التركى مع زيادة النمو الاقتصادى التركى على حساب معاناة الشعب الليبى مما يضمن بقاء واستمرار اردوغان.
أيضا منطقة شرق المتوسط تعد مطمعا كبيرا للأتراك حيث يوجد بها مخزون استراتيجى ضخم من الغاز والبترول لذلك ترغب تركيا بقوة فى زعزعة استقرار منطقة شرق المتوسط للضغط بقوة على تجمعين وهما منتدى الغاز المصرى والتجمع الأخر يضم اسرائيل قبرص واليونان وتريد تركيا ان تشكل ضغطا لقبولها فى الملف الليبى وتشكيل تجمع للغاز خاص بها تستطيع من خلاله تزويد أوروبا بالغاز والنفط.
ما الأهداف السياسية لتركيا فى ليبيا؟
أهم الأهداف السياسية هى أولا إحياء المشروع العثمانى واستخدام الاخوان فى التنفيذ على ان تصبح ليبيا قاعدة لانطلاق الاسلام السياسى فى شمال أفريقيا والهدف الثانى هو الضغط المستمر على مصر وتقليص دورها كلاعب اقليمى سواء سياسى أواقتصادى أوعسكرى ومحاولة جرها للدخول فى حرب مع الجماعات الارهابية فى ليبيا.
رابعا امتلاك تركيا قوة تفاوضية مع الدول الكبرى فى ملفات الوضع السورى والعراقى فى حالة نجاحها فى ليبيا حيث سيصبح لتركيا بنجاحها فى ليبيا 3 قواعد ارتكاز فى 3 دول ذات ثقل فى المنطقة..القاعدة الأولى فى الشام بالعراق وسوريا والقاعدة الثانية فى منطقة الخليج بقطر والقاعدة الثالثة لها فى ليبيا وهو ما يضمن لتركيا مراكز ثقل ونفوذ كبيرين وما يتبع ذلك من تبعية سياسية مع صبغها بصبغة دينية تستطيع من خلالها تحقيق أغراضها ومشروعها.
ضغط وابتزاز
وهل التدخل العسكرى التركى فى ليبيا ضرورة لتحقيق تلك الأهداف السياسية والاقتصادية ؟
بالطبع لايمكن لتركيا تحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية فى ليبيا الا من خلال وجود عسكرى لانه لاتوجد دولة تقبل بتدخل اقتصادى الا تحت وجود ضغط وابتزاز التدخل العسكرى أيضا ستتخلص تركيا من عبء المقاتلين الأجانب واللاجئين السوريين فى تركيا وتحويلهم الى مرتزقة للقتال لصالحها فى ليبيا وهو ما يرضى أوروبا وروسيا كما يحقق أهداف تركيا فى ليبيا.
ما أهم المؤشرات الفعلية على أطماع تركيا فى ليبيا ؟
مذكرتا التفاهم التى وقعهما اوردغان مع حكومة الوفاق واضحة وصريحة حيث ان الحماية العسكرية التركية ستكون فى مقابل النفط والغازوصفقات السلاح وتركيا تحاول استغلال الوضع الدولى الحالى حيث تخشى أوروبا عودة المقاتلين الأجانب الأوروبيين وتستخدمه فعليا كورقة ضغط كما تنتظر أوروبا المسيطر النهائى على الغاز فى منطقة شرق المتوسط لعقد الاتفاقات معه ومن المعروف أنه فى العلاقات بين الدول لاتوجد صداقات دائمة ولا عدوات دائمة لكن المصلحة هى الأساس فى العلاقات الدولية.
شجب وإدانة
لماذا لاتحاول أوروبا والمنظمات الدولية الضغط على تركيا لتحقيق الاستقرار فى ليبيا ؟
أوروبا وأمريكا وحلف شمال الأطلسى لايستطيعون الاستمرار فى الضغط بشكل كبير على تركيا لمنع تدخلها فى ليبيا وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة من خلال فرض عقوبات صارمة حتى لاتخرج تركيا من المظلة الاوروبية لصالح روسيا وهى اوراق ضغط تستغلها تركيا كما ان المنظمات الدولية لاتشكل اى فعالية حقيقية واصبحت لاتمتلك سوى الشجب والادانة ويتضح ذلك من عدم تنفيذ تركيا لقرارات مجلس الامن وتوصيات مؤتمر برلين وغيرها..تركيا تستغل ايضا انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية وانشغال العالم بفيروس كورونا وهو ما يعد فرصة ذهبية لتركيا للانقضاض على ليبيا وتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.
لماذا لا تشارك تركيا بقوات كبيرة من جيشها النظامى فى ليبيا حتى الآن ؟
لعدة اسباب منها صعوبة النقل الاستراتيجى ودعم القوات لان المسافة بين تركيا وليبيا كبيرة وخط الامدادات سيكون مكلفا جدا فى ظل اتساع مساحة مسرح العمليات الليبى المفتوح حيث تعد ليبيا فى المركز 17 عالميا ورابع دولة أفريقية من حيث المساحة وبالتالى يعد مسرح العمليات الليبى أرض قتل أكثر من كونه أرض قتال والتاريخ أثبت منذ عهد الانجليز والايطاليين والألمان أنه من السهل جدا ان تدخل ليبيا لكن من الصعب جدا ان تعرف كيف تخرج منها..وهناك تكلفة مرتفعة جدا لنقل القوات التقليدية ليتناسب مع المسرح الليبى الضخم وسيتسبب فى مشاكل اقتصادية كبيرة جدا لتركيا فى الوقت الذى تعانى فيه اقتصاديا فى الأساس مع ركود اقتصادى طبيعى بسبب أزمة فيروس كورونا لذلك تلجأ تركيا الى التدخل من خلال المرتزقة والمليشيات المسلحة مع استغلال تركيا لسبات المجتمع الدولى وعمق الخلافات فى الداخل الليبى وتعمل على تعميقها لصالح مصالحها الاقتصادية والسياسية.
سرت الجفرة
لماذا سرت الجفرة خط أحمر كما حذر الرئيس السيسى ؟
لانه يعتبر الخط الفاصل بين قوات الجيش الوطنى الليبى والمليشيات المسلحة تحت المظلة التركية فى الغرب الليبى وهذا الخط بالغ الأهمية للأمن القومى المصرى لعدة أسباب منها ان مدينة سرت التى تقع على البحر تعتبر مركز ثقل باعتبارها مدينة ساحلية تضم ميناء ومطارا كبيرين والأهم أنها مدخل لمنطقة الهلال النفطى الذى يضم 80 فى المائة من نفط ليبيا وبالتالى تسعى تركيا بكل الطرق للسيطرة على مدينة سرت ومن يسيطر عليها لن يجد صعوبة فى السيطرة على الطريق الساحلى وكذلك الوصول إلى الحدود المصرية بسهولة فالمسافة بين سرت والحدود المصرية تصل إلى 950 كيلو متر مربع.
وأى جماعات إرهابية باستخدام السيارة تستطيع قطع تلك المسافة خلال 11 ساعة فقط مما يعنى احتمالية تنفيذ عمليات ارهابية بشكل سريع على الحدود المصرية والعودة وهو ما يؤثر على أمننا القومى بشكل كبير لذلك كان لابد من التدخل المصرى فورا لمنع هذا التجاوز الخطير أما مدينة الجفرة فتعتبر مركز ثقل اخر موجودا فى الجنوب الليبى وثقلها ليس لكونها قاعدة جوية مهمة ولكن الاستيلاء عليها يعزز الوجود العسكرى التركى فى ليبيا ويمنحها السيطرة على خط جبهة ومواجهة هام يمتد من الشمال إلى الجنوب ينطلق منه لاحتلال الشرق الليبى لذلك تعتبر مصر الاستيلاء على سرت او الجفرة تهديدا خطيرا للأمن القومى والرئيس عبد الفتاح السيسى حذر بشدة من تجاوز خط سرت الجفرة فى كلمة قوية تنم عن علم وحسابات عسكرية رفيعة المستوى ومهارة حكيمة فى القيادة السياسية والعسكرية واى معهد دراسات عسكرية دولى لو قدمت له المعطيات الحالية وطلبت منه وضع حد للتدخل العسكرى للحماية من ارهاب المليشيات فى ليبيا سيقوم برسم خط سرت الجفرة والذى بتجاوزه لابد لمصر ان تتدخل عسكريا حتى تحمى حدودها وبالتالى فأن الحسابات المصرية هى حسابات عسكرية راقية.
هل يعتبر أى دعم عسكرى مصرى فى ليبيا تدخلا عسكريا غير قانونى ؟
الموقف السياسى والعسكرى والقانونى والدولى لمصر قوى جدا ويحقق الردع والحسم ومشرف على عكس الموقف التركى المخزى والمفضوح أمام العالم كما تستند مصر إلى المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة التى تسمح لاى دولة بالتحرك للدفاع عن نفسها وأمنها ثم تخبر مجلس الامن كما تقف على أرض صلبة تأتى من دعم مجلس النواب الليبى وكذلك التأييد الكبير من جميع القبائل الليبية التى طلبت بشكل واضح وصريح التدخل المصرى العسكرى ليس فقط من أجل حماية الحدود المصرية ولكن حتى لاتضيع ليبيا من أهلها ويستولى عليها الأتراك ومصر حريصة على وحدة واستقرار كل ليبيا والدول الكبرى تعى اسباب التحرك المصرى واهدافه وتدرك انه تحرك بدون مطامع اقتصادية ولكن يهدف إلى الحماية وتحقيق الاستقرار والمصالح الليبية والعديد من الدول الكبرى تدعم الموقف المصرى وتسانده.
الردع والحسم
هل قواتنا المسلحة قادرة على الدخول فى مواجهات غير تقليدية مع مليشيات من المرتزقة فى ليبيا ؟
القوات المسلحة المصرية قوية ومستعدة للمواجهة وحسم الموقف العسكرى لصالحها فنحن نمتلك قوات مدربة بتسليح متطور وخطط عملياتها جاهزة قادرة على العمل خارج الحدود لمسافات كبيرة وأزمنة طويلة وهى نقطة يعود الفضل فيها إلى تطوير التسليح المصرى خلال السنوات الماضية والتدريب الراقى لعناصر القوات المسلحة وهو ما أعطى القدرة العالية على الردع والمواجهة الحاسمة خارج الحدود فى حالة استهداف مصر وهو الامر الذى شاهدناه فى المناورة «قادر» 2020 فى بداية العام الجارى .
وكذلك المناورة حسم 2020 بالذخيرة الحية خلال الشهر الجارى والتى تم فى إحدى مراحلها تنفيذ عمليات نوعية منها عملية برمائية تم خلالها مواجهة مجموعة من العدائيات التقليدية وغير التقليدية فى البر والبحر وبمشاركة مختلف الاسلحة وهو من أعقد العمليات العسكرية ومسرح العمليات الليبى معروف لقواتنا المصرية بشكل جيد لطبيعة قربه من حدودنا الغربية كما ان خطوط الإمداد قريبة لقواتنا وايضا الجيش المصرى لديه القدرة العالية جدا على الفتح الاستراتيجى وكان ذلك واضحا فى المناورتين قادر 2020 وحسم 2020..والجيش المصرى قادر على الوصول إلى الاتجاهات الاستراتيجة الاربعة وتشكيل تجميع قتالى قوى وكبير جدا فى زمن قياسى وطبقا للموقف.
هل يمكن لأى ضغوط خارجية أن تشكل عائقا أمام الموقف المصرى تجاه القضية الليبية ؟
القرار السياسى المصرى حر ولايقبل الضغوط الخارجية ومصلحة الامن القومى المصرى هى الأساس وفوق كل شئ وهناك ظهير شعبى قوى للقيادة السياسية وللقوات المسلحة مما يشكل نقاط قوة وردع لاى دولة تفكر فى الاعتداء على مصالحنا وامننا القومى..التاريخ ايضا اثبت المواجهات بين الجيش المصرى والتركى وكانت دائما فى صالح مصر والقائد المصرى العظيم ابراهيم باشا ادرك ان الامن المصرى يبدأ من خارج الحدود وحقق نصرا حاسما على الاتراك العثمانيين.
ما السيناريوهات المستقبلية للوضع العسكرى فى ليبيا ؟
السيناريو الأول: أن يتم وقف القتال فى ليبيا وتبدأ عملية مفاوضات سياسية وهو أفضل الحلول ولكنه سيناريو مستبعد حاليا بسبب الخلافات الكبيرة جدا بين الشرق والغرب الليبى والتى تكون دائما لصالح التدخل التركى وادعو الاشقاء فى ليبيا إلى الانتباه وترك الخلافات جانبا لأن تركيا لن تقوم بهذا الانفاق الضخم على المليشيات وتزويدها بالأسلحة والمعدات مجانا ودون ان تسيطر على الوضع فى ليبيا وتقسيمها لأن مصالحها الاقتصادية متوقفة على ذلك.
السيناريو الثانى: المغامرة ومحاولة تجاوز المليشيات المسلحة خط سرت الجفرة وفى هذه الحالة ستدخل هذه المليشيات فى مواجهة مباشرة مع الجيش المصرى وايضا الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر وبدعم من القبائل الليبية والبرلمان الليبى المنتخب وستدفع تركيا ومليشياتها المسلحة ثمنا باهظا جدا لن يستطيعوا تحمله عسكريا وبشريا واقتصاديا وسياسيا وستحتاج تركيا لتنفيذ هذا السيناريو إلى قوات تقليدية وجيش نظامى يضم قوات برية وبحرية وجوية ودفاع جوى للدفع به لاحتلال خط سرت الجفرة وهو ما يترتب عليه وجود قواعد عسكريةداخل ليبيا وهو أمر غير متاح حاليا ويحتاج لفترة من الوقت خاصة فى ظل تدمير قاعدة الوطية فى ليبيا والا فإن الدفع بمليشيات المرتزقة فقط سيعرضها للهزيمة والقضاء عليها خلال وقت قصير وهذا السيناريو احتمال حدوثه ضعيف فى الوقت الحالى لكنه غير مستبعد نظرا للرعونة التركية وعدم تقديراتها الصحيحة للموقف العسكرى وتحركها دائما أطماعها دون تفكير فى الموقف العسكرى وتبعاته.
السيناريو الثالث: ويشمل استمرار تركيا فى دعم مليشيات المرتزقة ودعمها بالاموال والسلاح والسوريين اللاجئين لاستنزاف الجيش الوطنى الليبى خاصة فى اتجاه سرت مع الاستمرار التركى فى تقديم الدعم اللوجيستى لهؤلاء المرتزقة من خلال المستشاريين العسكريين وطائرات بدون طيار على التوازى يتم زيادة القوات التركية وبناء قواعد جديدة فى ليبيا وتجهيز قاعدة الوطية الجوية مرة أخرى والتواجد فى مصراته بقطعة بحرية مع الاستمرار فى زيادة التوتر واستنزاف قوات الجيش الوطنى من خلال المليشيات حتى تأتى الفرصة المناسبة للدخول الى سرت وهذا السيناريو هو الأقرب للحدوث طبقا لتقديرات الموقف الحالية.
الخلاصة تركيا تحاول فرض أوضاع جديدة على الارض فى ليبيا لتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال التعامل عسكريا وهو امر يتم على حساب أمن شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء ومصر أقل المتضررين لكنها اخذت زمام المبادرة لان هناك دولا تتخذ موقف الحياد لعدم قدرتها على المواجهة.
متى يمكن أن تتغير الأوضاع فى ليبيا ؟
اذا كانت هناك ارادة حقيقية من المجتمع الدولى ومنظماته على ردع تركيا وايضا حدوث توافق بين الاشقاء فى ليبيا بالشرق والغرب يمكن وقتها ان يحدث استقرار فى ليبيا لصالحها.
ومن سيعمل على التحرك إلى سيناريو الحرب هو تركيا ومصر دعت إلى توحيد الجيش الليبى لانه الضمانة الوحيد لتنفيذ الحل السياسي وحمايته.
تجاوز الخط
ما النقطة الفاصلة لمصر بالنسبة للوضع الحالى فى ليبيا ؟
النقطة الفاصلة التى لن نتهاون فيها هى تجاوز المليشيات المدعومة من تركيا لخط سرت الجفرة عندها اذا أرادت تركيا حربا فستجد حربا ضروسا ومواجهة قوية وحاسمة من الجانب المصرى والجيش الليبى والقبائل..وعليه فان النقطة الفاصلة سيحددها الموقف التركى فإما الحرب وإما الدخول فى مفاوضات سياسية والحقيقة ان الموقف التركى سييء للغاية امام شعبه والعالم فهو امام خيارين إما الدخول فى حرب أمام جيش محترف خارج حدوده وتكبد خسائر كبيرة يراهن فيها على كل شئ وإما أن يتجه للسلام ويخسر ما دفعه خلال السنوات الماضية لتعزيز وجوده فى ليبيا لذا فهو فى وضع سيئ فى الحالتين.
هل هناك تواجد عسكرى مصرى حاليا فى ليبيا ؟
مصر لم تتدخل فى ليبيا عسكريا حتى الان ولاتزال تطرح الحل السياسى دائما ومبادرات مصر السياسية مستمرة ويبدو ذلك جليا فى محاولات مصر لتوحيد الجيش الليبى والتوفيق بين الاشقاء الليبيين فى الشرق والغرب طوال الفترة الماضية.
التفوق المصرى
ما مدى التفوق العسكرى المصرى فى حالة نشوب حرب مع تركيا وما الحل فى حال استغلال اثيوبيا لهذا الوضع لملء سد النهضة دون الوصول إلى اتفاق ؟
فى حالة المواجهة التفوق العسكرى المصرى سيكون واضحا وقويا جدا فنحن الجيش الاول فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ونتفوق بتدريب قواتنا على الحروب التقليدية وغير التقليدية والجمع بينهما فى عمليات واحدة على عدة اتجاهات وباستخدام احدث الاسلحة وتم ذلك بوضوح أمام العالم أجمع فى المناورتين قادر 2020 وحسم 2020 بالمنطقة الغربية وبالتالى قدراتنا العسكرية واضحة للجميع يضاف الى ذلك دعم شعبى قوى وموقف قانونى دولى لاغبار عليه ومرحب به من الداخل الليبى المتمثل فى البرلمان المنتخب والقبائل الليبية وبالتالى التفوق العسكرى والسياسى محسوم لصالح مصر وأيضا التاريخ يشير إلى الدرس العسكرى المصرى الذى تلقاه الأتراك على يد ابراهيم باشا.
مصر دولة كبيرة لديها القدرة على التحرك فى مسارات متوازية عسكرية وسياسية فى نفس الوقت والملف الأثيوبى قررت القيادة السياسية فى قرار حكيم ان يستمر فى مساره السياسى حتى الوصول لاتفاق يرضى جميع الاطراف وهو قرار محترم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.