لافتة كتبها أهالي قرية بني مر بمحافظة أسيوط، على بيت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن لاحظوا كثرة الزائرين لمنزله، وعدم قدرتهم على تمييز المنزل والوصول إليه، خاصة بعد أن ضربه الأهمال، وأصبح "خرابة" كما يصفه أهالي القرية. بداخل عقار لا يتعدي 100 متر، في نهاية ممر ضيق لا تستطيع السيارة الدخول إليه، يوجد منزل الزعيم، فلا يوجد عليه أي حراسة أو خفير بل منزله لا يحتوي على باب رئيسي يمنع الدخول إليه، مكون من دورين، ويحتوي على صالة لكبار الزوار وحجرة بجانبها، نشأة فيه عبد الناصر، وعقد فيها لقاءات الضباط الأحرار، فسرعان ما تحول المنزل بعد وفاته إلى مكان غير آدمي، لا يستطيع أحد الوقوف بداخله، ومهدد بالسقوط والانهيار في أي وقت.
وعلى الجانب الآخر من الطريق، على مسافة 200 متر من منزل الزعيم، يوجد دوار عائلته التي بات يسكنه القطط والحيوانات الضالة، من كثرة الأهمال، وأصبح يعج بالأتربة التي غطائته من كل نواحيه، ففيه كان يعقد الجلسات العرفية وأيضا إستراحة للمواطنين، فبعد أن تسلمهما المجلس القروي للإشراف عليهما والقيام بحراستهما ونظافتهما، انقطع هذا الأمر بقيام ثورة 25 يناير وغاب الخفير المكلف بالحراسة عن مهام عمله، بل ولم يسأل سائل عن المكانين بعد ذلك وفقا لروايات أهالي المنطقة.
ففي هذا السياق، قال محمد.س، أحد أهالي المنطقة، إن هناك أعداد كبيرة من الصحفيين وكبار السياسين يأتون من كافة المحافظات لذيارة منزل الزعيم، لافتا إلى أن هناك أهمال كبير من المحافظة والمسئولين حول تحسين المنزل والارتقاء به، خاصة بعد أن أصبح مأوي للحيوانات الضالة، ومهدد بالسقوط في أي لحظة.
و أكد رجب.م، مقيم بقرية بني مر، على أن هناك زيارات كثيرة من المحافظة على المنزل، مع وعود مستمرة بالإرتقاء به والعمل على تحويله لمكان أثري، إلا أنه لم يحدث أي شئ من هذا القبيل حتى الآن، ومازال المنزل كما هو ممتلئ بالحيوانات الضالة.
وكان اللواء جمال نور الدين، قد أعلن في وقت سابق، عن البدء في ترميم منزل أسرة الزعيم جمال عبدالناصر، الكائن بمسقط رأسه بقرية بني مر، التابعة لمركز الفتح في أسرع وقت ممكن.
وأضاف أنه تم البدء في تطوير الطريق المؤدي إليه والطريق المؤدي إلى قصر ثقافة الزعيم الذي سيتم افتتاحه قريباً، مشيراً إلى أهمية قصور الثقافة في رفع المستوى الثقافي والوعي لدى المواطنين في مختلف المجالات، وتقديم مواد ثقافية مختلفة تنير عقول الشباب ليكونوا قادرين على رؤية واقعهم ومستقبلهم، بعيداً عن التطرف والإرهاب والقضاء على الجهل.
وقالت نبيلة علي محمود رئيس مركز ومدينة الفتح بأسيوط، إنه يتم حالياً دهان واجهة المنازل باللون الأبيض، وإعادة إنارة الكشافات بأعمدة الكهرباء، بالإضافة إلى دهان البلدورات بطول الطريق المؤدي إلى منزل الزعيم بقرية بني مر، وفرشه بتربه حمراء، مضيفة أنه سيتم ترميم منزل الزعيم جمال عبدالناصر بالتنسيق مع مديرية الإسكان والإدارة الهندسية، عقب إجراء المقايسات واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، لافته إلى اهتمام المحافظ بقطاع الثقافة ونشر الوعي بين المواطنين.
وأوضحت رئيس مركز ومدينة الفتح بأسيوط، أن قصر ثقافة الزعيم سيضم مسرحا وقاعات ومكتبة عامة ومكتبة طفل ونادي تكنولوجيا وقاعات أنشطة ومسرح صيفي يحتوي على 500 مقعد وذلك في 3 طوابق على مساحة 790متر، مؤكدة أنه يعد نموذجاً من أكبر قصور الثقافة التي يتم تأسيسها على مستوى محافظات الصعيد، لافتة إلى تركيب خط إنترنت لخدمة المترددين عليه فضلاً عن رصف 100م بالطريق المؤدي إلى قصر الثقافة بتكلفة تصل إلى 100 ألف جنيه.
