شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    مصدر حكومي: حلف اليمين الدستورية للحكومة الجديدة مقرر له بعد العودة من إجازة عيد الأضحى المبارك    الأعلى للإعلام يكشف تفاصيل حجب جميع المنصات العاملة بدون ترخيص خلال 3 أشهر    انقطاع المياه عن عدة مناطق في أسيوط للصيانة غدا.. المواعيد والأماكن    توقعات بانكماش اقتصاد الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة 9.4% خلال 2024    مياه أسيوط: انقطاع المياه عن قرية المعابدة بمركز أبنوب لمدة 15 ساعة    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل«قصواء الخلالي»: مصر سندنا الأول    البيت الأبيض: سنتخذ خطوات جريئة في قمة السبع لإظهار ضعف بوتين    العراق يفوز على فيتنام 1/3 ... منتخب السعودية يسقط أمام الأردن ... التعادل السلبي يُخيم على مواجهة إيران وأوزبكستان ... منتخب الكويت يخطف بطاقة التأهل الأخيرة فى تصفيات وقطر يتخطى الهند    ريال مدريد ينافس تشيلسي على موهبة برازيلية جديدة    السر في «الكيس الأبيض».. سفاح التجمع يكشف تفاصيل مثيرة حول طريقة التخلص من ضحاياه    العثور على خراف نافقة بالبحر الأحمر.. البيئة: نتعقب السفينة المسئولة وسنلاحقها قضائيا    وزارة الأوقاف تشكل لجنة متابعة الإعداد لصلاة العيد بالساحات والمساجد    خالد النبوي يشكر صناع عمل فيلم أهل الكهف: تعيش السينما بمواهبها الحقيقية    سحلها في الفرح أمام المعازيم.. أول تعليق لأسرة عريس الشرقية: كان سوء تفاهم ورجعوا لبعض    محمد نور يضع اللمسات الأخيرة لأحدث أعماله لطرحها قريبًا    فضل صيام يوم عرفة 2024.. وأبرز الأدعية المأثورة    علي جمعة يوضح أعمال الحج: يوم التروية الثامن من ذي الحجة    قبل عيد الأضحى.. 7 أمور يستحب فعلها قبل التضحية    ماذا يحدث لجسمك عند النوم أقل من 7 ساعات يوميا؟.. مخاطر تعرضك للوفاة    أفضل طريقة لفك اللحوم بعد تجميدها.. عادة خاطئة تفقدها القيمة الغذائية    عالم أزهرى يكشف لقناة الناس لماذا لا يصوم الحجاج يوم عرفة.. فيديو    الإسماعيلي يحدد سعر بيع عبد الرحمن مجدي (خاص)    دي بروين يوجه صدمة مدوية لجماهير الاتحاد    كاتبة أردنية: كلمة الرئيس السيسي في قمة اليوم مكاشفة وكلها مدعومة بالحقائق والوثائق    رسالة جديدة من «الهجرة» للمصريين في دول النزاعات بشأن مبادرة استيراد السيارات    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    نقابة الصيادلة: الدواء المصري هو الأرخص على مستوى العالم.. لازم نخلص من عقدة الخواجة    وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل    مفاجأة.. بيراميدز مهدد بعدم المشاركة في البطولات الإفريقية    مصدر بمكافحة المنشطات: إمكانية رفع الإيقاف عن رمضان صبحى لحين عقد جلسة استماع ثانية    «ناسا» تكشف عن المكان الأكثر حرارة على الأرض.. لن تصدق كم بلغت؟    عبدالقادر علام: التفرد والتميز ضمن معايير اختيار الأعمال فى المعرض العام 44    «بابا قالي رحمة اتجننت».. ابن سفاح التجمع يكشف تفاصيل خطيرة أمام جهات التحقيق    يورو 2024 - الإصابة تحرم ليفاندوفسكي من مواجهة هولندا    بريطانيا: ارتفاع مفاجئ في معدل البطالة يصيب سوق الوظائف بالوهن مجددا    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    حقوق إنسان الشيوخ تتفقد مركز الإدمان والتعاطى بإمبابة    مصرع 39 شخصا في غرق مركب تقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    تأجيل محاكمة المتهم بإصابة شاب بشلل نصفى لتجاوزه السرعة ل30 يوليو المقبل    رئيس جامعة بني سويف يرأس عددا من الاجتماعات    عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 11-6-2024 في محافظة المنيا    رئيس جامعة الأقصر يشارك في الاجتماع الدوري للمجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    خبير سياسات دولية: زيارة بلينكن للقاهرة نقطة تحول لوقف إطلاق النار بغزة    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحيي بعد غد الذكرى ال18 لليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 23 - 11 - 2017

يحيي العالم بعد غد السبت، الذكرى ال18 لليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة لعام 2017 تحت شعار "عدم ترك أحد خلفنا: إنهاء العنف ضد النساء والفتيات"؛ في إطار حملة لتعزيز عالم خالٍ من العنف لجميع النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، والتي تهدف إلى الوصول لأكثر الفئات المستضعفة، بما في ذلك اللاجئات والمهاجرات والأقليات والشعوب الأصلية والسكان المتأثرون بالصراعات والكوارث الطبيعية.
وفي إطار الاحتفال بهذا اليوم، سيتم تقديم مبادرة "تسليط الضوء من أجل القضاء على العنف ضد النساء والفتيات"، والمقدمة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وتهدف إلى الدفع بهذه المسألة إلى دائرة الضوء وتضعها في طليعة الجهود الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة بما يتمشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وستقدم المبادرة استثمارا أوليا في حدود 500 مليون يورو سيكون الاتحاد الأوروبي المساهم الرئيسي فيه وتتمثل آلية التنفيذ في صندوق ائتماني متعدد الأطراف يديره مكتب الصندوق الاستئماني المتعدد الشركاء بدعم من الوكالات الرئيسية المتمثلة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وتحت إشراف المكتب التنفيذي للأمين العام، كما سيتم توجيه الدعوة إلى مانحين وشركاء آخرين للانضمام إلى المبادرة لتوسيع نطاقها وفرص الاستفادة منها.
ويهدف النشاط المناهض للعنف القائم على النوع، المصاحب لليوم العالمي لحقوق الإنسان في الفترة من 25 نوفمبر وحتى 10 ديسمبر، إلى تسخير 16 يوما لرفع الوعي العام وحشد الناس في كل مكان لإحداث تغيير لصالح النساء والفتيات، كما تدعو حملة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة"، إلى استخدام اللون البرتقالي - اللون الذي يرمز إلى مستقبل أكثر إشراقا دون عنف موجه ضد النساء والفتيات.
وقال جوتيريش: "ساهموا في جعل شوارعنا ومرافقنا ومعالمنا برتقالية في هذا اليوم، فعلى الرغم من كل الجهود التي تُبذل لم يستطع العالم التخلص من وباء التمييز ضد المرأة وحالياً تعاني أكثر من 70% من نساء العالم من العنف في حياتهن".
كما دعت الأمم المتحدة، الحكومات وغيرها من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية على مستوى العالم لتنظيم نشاطات خلال اليوم العالمي لرفع وعي الناس بمدى حجم المشكلات التي تواجهها النساء.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت القرار رقم 134/ 54 في عام 1999، باعتبار يوم 25 نوفمبر من كل عام اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ثم تبنت الجمعية العامة في 20 ديسمبر 1993 القرار رقم 104/ 48 حول إعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة.
وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فومزيل ميلامبو نجكوكا - في رسالتها بهذه المناسبة- "لقد أدى الاستخدام الهائل لمصطلح (أنا أيضاً) #me too# على نطاق عالمي في البداية إلى شعور بالسخط إزاء مدى العنف الجنسي الذي تم إبرازه. وقد أظهر لنا الملايين من الناس الذين استخدموا الهاشتاج إلى أي مدى تم تجاهل أصواتهم، وفتحوا الباب أمام مناقشات جديدة، وأشاروا إلى الأسماء وتبديد الشكوك حول البيانات الفردية، وذلك بفضل قوة الحركة".
وأضافت نجكوكا: "لقد أعطى هذا العمل الجماعي الظاهري شجاعة للنساء والفتيات اللاتي لم يتم الإبلاغ عن تجاربهن، إننا نشهد الوجه القبيح للعنف في: فتاة لاجئة شابة تم استغلالها جنسيا مقابل الغذاء أو الإمدادات، أو موظفة في شركة صغيرة في لندن اضطرت إلى ترك وظيفتها لأنها لم تستجب للسلوكيات السيئة لمشرفها وتنبع هذه الأفعال من إساءة التقدير بأنه لن يكون هناك عقاب كبير، ولا يوجد قانون يُحتج به ويدعو إلى المحاسبة".
وأكدت: "لكن لكل شخص الحق في أن يعيش حياة خالية من العنف، وينطبق هذا الحق على جميع الأشخاص بصرف النظر عن نوع الجنس أو السن أو العرق أو الدين أو الطبقة الاجتماعية، أو أية سمة أخرى لتحديد الهوية وإن آفة العنف ضد النساء والفتيات ليست واقعا لا مفر منه. والحلول لمنعها من البداية ووقف تكرار دورات العنف عديدة".
وتابعت نجكوكا: "بوصفنا أعضاء في المجتمع، يمكننا أن ندعم اعتماد وتنفيذ قوانين لحماية الفتيات والنساء من زواج الأطفال، ويمكننا أن نشجع على التقييم السليم لهذه القوانين ورصد أثرها ويجب أن يتم توفير الخدمات الأساسية لضحايا العنف بصورة كاملة ونزيهة وجيدة دون استثناء ".
وأشارت المسئولة الأممية إلى أن حملة "أنا أيضاً " أوضحت أن لكل شخص دوراً يلعبه في تحسين مجتمعنا، مؤكدة: "يجب أن ندين التحرش والعنف في بيوتنا وأماكن عملنا ومؤسساتنا وبيئاتنا الاجتماعية وفي وسائط الإعلام، وأظهرت لنا الحملة أيضاً أنه لا أحد آمن من العنف ويجب أن تكون جميع المؤسسات على بينة من مخاطر العنف الموجود داخل القوى العاملة لديها ومع معرفتنا بذلك، يجب أن نتخذ خطوات لمنع العنف في الوقت الذي نستعد فيه للتعامل معه بشكل مناسب".
وفي إطار هذا الجهد الشاسع لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات، فإن للوالدين دور هام بغرس مبادئ المساواة والحقوق والاحترام لدى أبنائهم، كما يمكن للرجال أنفسهم تشجيع أقرانهم على رفض السلوكيات غير المقبولة، وفي قلب موضوع اليوم من "لا تترك أحد وراءك" ألا يتركوا أحدا ورائهم.
وهذا يعني جعل النساء والفتيات متساويات في كل ما يتعلق بهن، ووضع حلول لإنهاء العنف ضد أولئك الذين سبق فصلهن أو تهميشهن أو استبعادهن وبوصفنا مجتمعا عالميا، يمكننا أن نعمل الآن لوضع حد للعنف ضد النساء والفتيات، وتغيير المؤسسات والعمل معا لإنهاء التمييز، واستعادة حقوق الإنسان والكرامة، وعدم ترك أحد خلفنا.
وأن العنف ضد المرأة بحسب تعريف الأمم المتحدة، هو السلوك الممارس ضد المرأة والمدفوع بالعصبية الجنسية؛ مما يؤدي إلى معاناة وأذى يلحق المرأة في الجوانب الجسدية والنفسية والجنسية، ويعد التهديد بأي شكل من الأشكال والحرمان والحد من حرية المرأة في حياتها الخاصة أو العامة من ممارسات العنف ضد المرأة، إن العنف ضد المرأة انتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان؛ إذ يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة، وله عواقب خطيرة لا تقتصر على المرأة فقط، بل تؤثر في المجتمع بأكمله؛ لما يترتب عليه من آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة. إن العنف ضد المرأة لا يعرف ثقافة أو ديانة أو بلداً أو طبقة اجتماعية بعينِها، بل هو ظاهرة عامة ويأخذ العنف ضد المرأة عدة أشكال منها:
العنف الجسدي، والعنف اللفظي والنفسي، والعنف الجنسي، والعنف الاقتصادي.
وتتعرض المرأة للعنف لعدة أسباب، قد يجتمع عدد منها في الوقت نفسه وتتشابك مما يؤدي إلى أذية المرأة بشكل أكبر وأعنف سواء من الناحية النفسية أو الجسدية، وترجع هذه الأسباب إلى دوافع اجتماعية ونفسية واقتصادية كما يلي:
الدوافع الاجتماعية: هي من أبرز الدوافع لارتكاب العنف ضد المرأة، وتشمل تدني مستوى التعليم وتفشي الجهل بين أفراد المجتمع، وبالتالي سهولة التأثر في المعتقدات الخاطئة المتعلقة بشرف العائلة والعفاف والتي تنتشر في المجتمع والبيئة المحيطة، إلى جانب تبني وجهات النظر الداعية إلى فرض القوة الذكورية والتي تظهر على شكل العنف الجسدي والجنسي على حد سواء.
الدوافع النفسية: إن العوامل النفسية التي تشكلت في شخصيات مرتكبي العنف ضد المرأة في الصغر تؤثر بشكل كبير في سلوكياتهم والتي تظهر على شكل سلوك عدائي في الكبر؛ ومن أبرز هذه العوامل النفسية تعرض مرتكب العنف للإيذاء بأي شكل من الأشكال في طفولته، أو وجوده في بيئة أسرية تنتشر بها حالات تعنيف الأبوين، أو اعتداء الأب على الأم بأي شكل من الأشكال، إلى جانب اضطرابات الشخصية التي قد تؤدي إلى خلق شخصية معادية للمجتمع.
الدوافع الاقتصادية: تعد هذه العوامل من أكثر دوافع العنف ضد المرأة التي تشهدها عدة مجتمعات في وقتنا الحالي؛ والسبب في ذلك يعود إلى الضغوطات الاقتصادية التي تعاني منها شريحة واسعة من المجتمع، وتدني المستويات المعيشية، وتفشي البطالة والفقر؛ حيث تشكل هذه الأسباب مجتمعة ضغوطات نفسية كبيرة على معيلي الأسرة، التي تتصادم في كثير من الأحيان مع نزعة المرأة الاستهلاكية.
ومن آثار العنف ضد المرأة، والتي تمتد لتشمل أسرتها المحيطة والمجتمع، ما يلي:
الآثار الصحية: تتأثر المرأة بمشاكل صحية مثل الإصابات الخطيرة والكدمات والجروح، التي قد تؤدي إلى اضطرابات داخلية، وبعض المشاكل في الجهاز الهضمي، والتأثير في الحركة، وتدني مستوى الصحة العامة، وقد تؤدي بعض حالات العنف إلى الوفاة.
الآثار النفسية: يترتب على العنف عددا من المشاكل النفسية مثل الاكتئاب الحاد والاضطراب النفسي، والتي قد تقود الضحية إلى محاولات الانتحار نتيجة للضغط النفسي الكبير الذي تقع تحته، كما يمكن أن تسبب مشاكل مثل إدمان شرب الكحول، والتدخين، وإدمان المخدرات، الأمر الذي ينعكس على صحة المرأة النفسية في مراحل متقدمة.
الآثار الاجتماعية: لأن المرأة عضو فاعل في المجتمع؛ فإن كل ما تمر به ينعكس على أسرتها ومحيطها المجتمعي بشكل كبير، ومن المشاكل التي يسببها العنف ضد المرأة الاضطرابات الأسرية التي بدورها تنعكس على الأطفال بشكل كبير، وقد تؤدي إلى إصابتهم بعدم استقرار نفسي وعاطفي، وهو ما يؤثر في سلوكاتهم المجتمعية في مراحل متقدمة من العمر.
المشاكل الاقتصادية: يشكل العنف ضد المرأة عائقاً كبيراً أمام ممارستها دورها الفاعل في المجتمع؛ فعند تعرضها للعنف تنطوي المرأة على نفسها، الأمر الذي يحد من مشاركتها كعضو فاعل في المجتمع ويحرمها من استثمار قدراتها في الدفع الاقتصادي للمجتمع، كما يكبد العنف ضد المرأة الأسرة أعباءً اقتصادية إضافية نتيجة للعلاجات الصحية التي تخضع لها الضحية.
ووفقا لتقارير هيئة الأمم المتحدة للمرأة التي جمعت من 87 بلدا في الفترة من عام 2005 إلى عام 2016، فإن نسبة 19% النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما بأنهن تعرضن لعنف بدني أو جنسي من جانب شريك حميم خلال الأشهر ال12 السابقة للمسح، وأن 1 من 3 نساء في العالم تعرضن لعنف جسدي أو جنسي على الأقل لمرة في حياتهن وغالباً ما يكون ذلك من قبل شريكهن الحميم، وفي الحالات القصوى يمكن أن يؤدي هذا العنف إلى الوفاة. وفي عام 2012، قُتل ما يقرب من نصف النساء ضحايا العنف في العالم من قبل شريك حميم أو أحد أفراد الأسرة، مقابل 6% من الرجال.
ويشير موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أن نسبة العنف ضد النساء في بعض البلدان تبلغ نحو 70%، كما يؤكد أن 37% من النساء في العالم العربي تعرضن لعنف جسدي أو جنسي لمرة واحدة في حياتهن على الأقل. ويضيف أن الإحصائيات تشير إلى أن النسبة قد تكون في الحقيقة أعلى، إلا أن غياب الإحصائيات التي يمكنها أن توثق جميع الحالات يمكنه أن يغير في النتيجة. كما يلفت إلى أن الفتيات والنساء يشكلن نسبة 70% من ضحايا الاتجار بالبشر، نصفهن تخطين ال18 من عمرهن.
وتسهم بعض قوانين الدول العربية في ممارسة العنف ضد المرأة، فغالبيتها لا تخلو من النصوص التي تعفي المغتصب من الملاحقة إذا تزوج المُعتدَى عليها. وتشير الإحصائيات إلى أن 6 من كل 10 نساء معنفات، لا يخبرن أية جهة عن أنهن معنفات، فيما الجزء الآخر يتحدث عن الأمر للعائلة والأصدقاء وليس للشرطة.
أما بخصوص تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وهو حالة أخرى من حالات العنف الشديد، فقد انخفضت هذه الممارسة بنسبة 24% منذ عام 2000 تقريبا. ومع ذلك، لا يزال انتشاره مرتفعا في بعض البلدان الثلاثين التي لديها بيانات تمثيلية. ويكشف استقصاء أجري في هذه البلدان في عام 2015 أن فتاة من بين كل ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة تعرضن لنوع من التشويه، مقارنة بما يقرب من واحدة من أصل اثنتين في عام 2000 تقريبا.
جدير بالذكر أنه من أكثر التحديات التي تواجه الجهود المبذولة لمنع وإنهاء العنف ضد النساء والفتيات في أنحاء العالم هو النقص في التمويل بشكل كبير. ونتيجة لذلك، تفتقر المبادرات الرامية إلى منع وإنهاء العنف ضد النساء والفتيات آليات الدعم والتنفيذ وتظل الأطر المبشرة لمكافحة العنف ضد المرأة، مثل الأهداف الإنمائية المستدامة، رهينة النقص في التمول وضعف إمكانيات إحداث تغييرات حقيقية وكبيرة في حياة النساء والفتيات.
وفي الوقت نفسه، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن أن أكثر من 700 مليون امرأة حول العالم تزوجن في مرحلة الطفولة و14% من الفتيات في العالم العربي تم تزويجهن قبل بلوغهن سن ال18. وتعرضت 200 مليون فتاة حول العالم قبل بلوغهن سن الخامسة لتشويه للأعضاء التناسلية أو الختان، أما 30% من النساء فتعرضن لعنف الشريك الحميم. كما أشارت تقارير الاتحاد الأوروبي من أجل القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة إلى تعرض حوالي 25% من النساء في الاتحاد الأوروبي للعنف الجسدي أو الجنسي منذ سن ال15. وغالباً ما تمتنع ضحايا العنف عن التبليغ عن الجريمة.
فيما أعلن الاتحاد الأوروبي في عام 2017، أنه سيدعم بشكل خاص ضحايا العنف في معظم المناطق النائية والحساسة. كما يبذل الاتحاد الأوروبي جهوداً حثيثة لضمان حصول النساء والفتيات اللواتي يصلن إلى الاتحاد الأوروبي هرباً من النزاعات والاضطهاد وعدم الاستقرار المرتبط بالفقر، على الرعاية الصحية والدعم القانوني والاستشارة النفسية الملائمة والرعاية الاجتماعية إذا كن ضحايا تمييز وعنف.
وأطلقت المفوضية الأوروبية- في هذا الإطار- سلسلة أنشطة لعام 2017 من أجل محاربة جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات؛ حيث خصصت 10 ملايين يورو لدعم الجهود الرامية إلى تجنب العنف الجندري ودعم ضحاياه في الاتحاد الأوروبي. كما استهدفت نشر الوعي وتقديم المعلومات للمواطنين والأشخاص المحترفين الذين يمكنهم أن يغيروا هذا الوضع مثل: ضباط الشرطة، والمعلمين، والأطباء، والقضاة، إلخ. وتتعاون مع الدول الأعضاء من أجل وضع حد للعنف ضد المرأة، مشددة على أنه يجب أن تتمكن جميع النساء والفتيات في الاتحاد الأوروبي أو في أي مكان في العالم من عيش حياة خالية من الخوف والعنف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.