أعطى المفكر والمؤرخ والكاتب الصحفي الكبير الراحل " محمد حسنين هيكل"، للأدب حقه على صفحات جريدة الأهرام عقب توليه رئاستها في 1957، واستكتب كبار الكتاب وحرص على نشر رواياتهم مسلسلة على صفحات الأهرام. وأوجد بذلك مكانًا مرموقًا داخل صحيفته للأدب وسط محيط السياسة في الأهرام، مراعيًا أن يكون الأدب مكون أساسي على صفحاتها، ومن أبرز الكتاب الكبار الذي ساهم "هيكل" في منحه فرصة الوصول السريع للقراء، كان "أمير الرواية العربية"، "نجيب محفوظ"، حيث نشر له روايته "أولاد حارتنا" وأعطى له الفرصة بأن يصبح جمهوره أكبر بكثير من جمهور الكتاب الروائي حيث كانت الرواية الوحيدة التي تنشر يوميًا بجريدة الأهرام. ولم تتوقف رعاية هيكل للأدب عند ذلك الحد ولكنه دافع باستماته عما تعرض له محفوظ عقب نشر روايته بالأهرام، والمطالبة بوقف نشرها، عندما تدخل البعض ووشى بأن الرواية فيها شيء من التجديف ، وطالبوا بوقف نشرها ، وتدخل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر شخصيا للاستمرار في نشرها ، ولكن بعد اكتمالها في الأهرام اجتمعت لجنة من وزارة الأوقاف ، ضمت الشيخين محمد الغزالي والشيخ سيد سابق ، وأقرت هذه اللجنة منع الرواية من النشر ، مع العلم أن الوزارة ليس لها علاقة بمصادرة الأعمال الفنية أو إقرارها ، ولكن فزّاعة الفهم الخاطئ للأشياء هي التي جعلت الرواية رجسا من عمل الشيطان ، وظل هذا الرجس يطاد نجيب محفوظ ، حتى بعد حصوله على جائزة نوبل ، وهجوم أحد الإرهابيين عليه. ثم توالت الأسماء الادبية الكبيرة في النشر بالأهرام مؤكدة ان هيكل كان مظلة الأدباء، حيث نشر بالأهرام " يوسف إدريس، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، وثروت اباظة، لويس عوض، لطفي الخولي، عائشة عبد الرحمن، حسين فوزي" . وبهذا المجهود ساهم هيكل في نقلة نوعية كبيرة لجريدة الأهرام بتحقيقه نجاحًا مذهلًا، جعلها من ضمن أفضل 10 صحف في العالم، حتى أن باعة الصحف كانوا يصفونها ب"أهرام هيكل"، وارتفع توزيعها من 60 ألف نسخة إلى 350 ألف، وعدد الجمعة وصل توزيعه إلى 750 ألف نسخة.