هناك أشياء كثيرة نظنها موجودة في الخارج فحسب ولا نعلم أنها موجودة في مصر أيضا ومن بينها مقابر من نوع خاص ومخصصة لطبقة راقية من نوع خاص أيضا.. ولا تستغرب إذا وجدت نفسك في منطقة معينة محظورة في نادي الجزيرة عندما تري سيدة مفطورة من البكاء..أو شابا مرهف الحس في حالة انهيار.. فأنت في منطقة مقابر وهناك حالة وفاة والميت أو بمعنى أدق النافق قد يكون كلبا أو قطة.. وبالطبع فان ذلك يعتبر أمرا كبيرا بالنسبة لمجتمع يستنكر إهتمامك المبالغ فيه بحيوانك الأليف الذي تمشط له شعره وتذهب بة للأطباء وتجعله ينام بجوارك .. فمابالك بعمل جنازة له ودفنه في مقابر راقية!! نعم يسخر مجتمعنا من مربي الحيوانات بالعديد من العبارات التي يقولونها بتلقائية عندما يرى شخصا يصطحب حيوانه في "صندوق" بالمواصلات العامة، أو يجعل كلبه المدلل يخرج رأسه من شباك سيارته، فيقولوا ،" ربي ولادك الأول قبل ما تربي الحيوان" أو يتساءلون عن أموال إطعامه وكيفية الإهتمام به ، ويضحكون حين تخبرهم أنك تصطحبة دوريا إلى مستشفى الحيوانات الاليفة من أجل الحصول على التطعيم ! أما العمل في مجال الحيوانات الأليفة والتي يلخصها المصريين احيانا في "القطط والكلاب" قد لا يؤتي بربحه، فمن يملك أموالا في هذه الأوقات قد يفكر أكثر من مرة فيما سيفعله بها، فشراء طعاما للعائلة أو ملابس جديدة للأطفال يبدو مقنعا أكثر من شراء قطه أو كلب خاصة إن لم تكن من محبي الحيوانات من الاساس. تقول منى محمد - 50 عاما- وهي من مالكي الحيوانات إن تربية الحيوانات تحتاج لمشاعر مرهفة ، فأعباء الحياة اليومية جعلت الناس تنسى كيفية الرفق بالحيوان والإعتناء به، فعندما بدأت تربية قطتي كنت أعتبرها نوعا من الزينه بالمنزل ، لكنها بعد ذلك اصبحت جزء أساسي من الأسرة وارتبطت بها إرتباطا كاملا ، فمراعاتها تعتبر مسئولية كبيرة. ويؤكد محمد إبراهيم -55 عاما – وهو أيضا من محبي الحيوانات الاليفة، أن الفكرة لم تخطر بباله قبل إرتباطه بزوجته والتي كانت وعائلتها محبين للحيوانات بدرجة كبيرة و لذلك تعلق ب"القطط" ولدية ما يقرب من 4 قطط بالمنزل، وأصبح تواجدهم معهم شيئا عاديا جدا ، بل إنهم لايتخيلون حياتهم بدونهم ، ويحرصون عليهم بدرجة كبيرة ولا يبخلوا عليهم بشيء –على حسب قوله- وتعيش مايسة فاروق -45 عاما- قصة حب مع القطط ، فهي إمرأة لا تنجب، وخصصت وقتها ومالها ومنزلها لهم، حيث تركت حجرة كاملة من المنزل لهم ، وهي تقول إن هذه هي هوايتها الوحيدة وتعتبرهم بمثابة ابنائها الذين لم تستطع أن تنجبهم . لا تقبل دينا يحيى الامر بشكل كبير، وتؤكد ان شقيقتها كانت تملك "قطة " من قبل وكانت تعتني بها جيدا ، لكن مع مرور الوقت اصابها نوع من الحساسية المزمنة ، وأجبرها الطبيب على تركها ، ومنذ هذا الوقت ، لا احد في عائلتهم يقبل فكرة إقتناء حيوان اليف أوتربيته لإقتناعهم الشديد بمدى ضرر وجوده داخل المنزل. ويفسر الطبيب البيطري د. أحمد هشام الضرر الذي يمكن أن تسببه الحيوانات الاليفة بالمنزل موضحا أنه مادامت هذه الحيوانات يتم الإعتناء بها جيدا والمحافظة على إعطائها تطعيمات مضادة للديدان وما شابه فإنه لا خطر منها على الإطلاق، أما عن الامراض التي تسببها القطط للفتيات بشكل خاص فإن ذلك يسمى ب"التوكسوبلازما" وهو مرض لا يسببه إلا إطعام القطط اللحوم النيئة أو طعام الفئران ، وهذا ما لا يحدث بالطبع مع القطط المنزلية التي يتم الإعتناء بها جيدا وإنما مع قطط الشارع". ويتابع هشام أنه من خلال عمله بهذا المجال فإن الطبقة الإجتماعية التي تهتم بتربية الحيوانات هم غالبا من يملكون ماديات تسمح لهم بذلك، فهذه الحيوانات اولا وأخيرا بمثابه "روح" يجب الإهتمام بها.