يمكننا أن نطلق على العام المنصرم، 2012، عام حوادث القطارات، بعد ما شهده من حوادث كارثية في منظومة السكة الحديد بمصر، ثاني أقدم سكة حديد بالعالم بعد سكك حديد إنجلترا. وكان النصف الثاني من عام 2012 هو الأكثر كارثية ودموية في حوادث القطارات بعد وقوع عشرات الضحايا ما بين قتيل وجريح نتيجة وقوع عدة حوادث متتالية بالسكة الحديد. ويبدو أن العام الجديد 2013 أبى أن يبدأ غير مصحوباً بكارثة جديدة في السكة الحديد، فكانت حادثة قطار البدر شين، التي راح ضحيتها حتى الآن ما يقرب من 19 شخص بخلاف عشرات المصابين. وقعت أول حادثة بالسكة الحديد في عام 2012، في شهر مارس عندما شب حريق محدود في قطار البضائع رقم 5528 المحمل بالسولار، والمتجه من القاهرة للأقصر بين محطتي الفنت والملاطية بمحافظة المنيا، ولكن تمت السيطرة عليه ولم يسفر عن ضحايا. وكانت أول حادثة قطار في عهد الرئيس محمد مرسي، هي حادث قطار "البدرشين الأولى"، في 17 يوليو 2012 نتيجة اصطدام قطارين بالبدرشين، إثر اعتراض ركاب القطار 162 خط (القاهرة- أسيوط) على تخزين القطار لفترة لحين مرور القطار رقم 990 (سريع)، خط (القاهرة- سوهاج) بمحطة الحوامدية، وقام ركاب القطار 162 بالتجمهر، ووضع فلنكات أمام القطار 990، الأمر الذي أسفر عن انقلاب ثلاث عربات منه وسقوط أربع ضحايا. وفى أغسطس كان حادث انقلاب قطار بضائع في محطة كفر داود بالمنوفية، وأسفر عن إصابة 3 أشخاص دون وقوع أي وفيات. كما وقع حادث قطار قليوب في أكتوبر، نتيجة ارتطام ضخم بسبب دخول القطار في التحويلة أثناء سيره بسرعة كبيرة، أدى الارتطام إلى تدافع العربات وسقوط الركاب المسطحين فوق الجرار والعربات، ونجم عن الحادث مصرع 6 أشخاص أشخاص. بينما سقط قتيلان و12 مصاباً ضحايا تصادم القطار المطور رقم 523 بسيارة نقل ثقيل "تريلا" أثناء عبورها مزلقان "ميت حلفا" الواقع بين شبرا الخيمة وقليوب. وفي حادثة أخري لقي 4 أشخاص مصرعهم علي قضبان السكك الحديدية بجوار مزلقان "ميت حلفا" أثناء عبورهم القضبان لشراء مياه لحظة قدوم القطار رقم 534 القادم من مدينة منوف في طريقه للقاهرة. وفي نوفمبر من نفس العام وقوع اصطدام بين قطارين أحدهما متجه من القاهرة إلى الفيوم والآخر من محطة الوسطى إلى الفيوم، حيث كانت جميع السيمافورات الخاصة بتنظيم الحركة والأسطوانات البديلة لها بخط الفيوم معطلة، وكان بلوك قرية «الناصرية» أعطى تعليمات حركة شفهية لسائق قطار القاهرة، وفي الوقت نفسه أعطى بلوك قرية «سيلا» أمر حركة لسائق قطار الوسطى، دون علمه بوجود قطار قادم على الخط نفسه، ونجم عن الحادث مصرع 3 أشخاص بينهم سائق قطار الوسطى، وإصابة 46 آخرين. أما حادث قطار أسيوط، فوقع في نوفمبر، نتيجة اصطدام قطار 165 «أسيوط – القاهرة» بأتوبيس معهد أزهري خاص أثناء ذهابه بالطلبة إلى المعهد، وأسفر الحادث عن مصرع 62 تلميذ وسائق الأتوبيس ومدرسة، وإصابة 17 آخرين. وفي ديسمبر، تصادم القطار رقم 495 بميكروباص أثناء مروره من مزلقان "سرحان" بمحافظة الغربية، ما أسفر عن إصابة 8 مواطنين. وكان حادث قطار البدرشين الأخير، هو الأول في العام الجديد 2013، حيث شهدت ليلة الخامس عشر من يناير الجاري، في تمام الساعة الواحدة والنصف ليلاً، اصطدام العربة الأخيرة من قطار محمل بجنود أمن مركزي بقطار بضائع متوقف عند منطقة البدرشين، ووقوع العربة على القضبان، واستمرار القطار في جرها نحو كيلومتر قبل أن تنفصل عنه تماماً. وقد أسفر هذا الحادث الأليم عن مصرع 19 شخص وإصابة ما يقرب من 125 فرداً من جنود الأمن المركزي.
