بعض الفتاوي التي تخرج علينا من وقت لآخر، تحيرني كثيرا، ولا أجد لها تفسيرا في القرآن الكريم أو السُنة النبوية.. واعتقد ان بعض مشايخنا يستمدون فتاواهم من أشياء أخري لا نعلم عنها. آخر تلك الفتاوي التي حيرتني هي فتوي الشيخ يعقوب بأن الحب »زنا« القلب.. من أين أتي الشيخ يعقوب بتلك الفتوي؟ وهل لها صلة بفتواه السابقة بأن من قال »لا« في الاستفتاء علي الانتخابات أولا فهو كافر!! من أين يأتي الشيخ يعقوب بهذه القوة في الفتاوي والتفسيرات؟ وهل لا يوجد لدينا من الفقهاء ورجال الدين من يستطيع ان يرد عليه؟ وإلي متي سنظل نستمع إلي تلك الفتاوي؟ فتاوي أخري كثيرة وتصرفات من بعض الشيوخ نرجو ان نجد لها تفسيرا.. فمثلا الفتوي التي تطالب بازالة وتكسير الأهرامات وأبوالهول، وكل ما يمت للفراعنة بصلة، هل هي فتوي صحيحة أم لا؟.. هل يمكن ان تتخلي أمة عن تاريخها وحضارتها لأن هناك من أفتي بأن تلك التماثيل والأهرامات حرام؟.. هل وجدنا مثلا في بلدنا من يعبد الأهرامات أو من يعبد أبوالهول حتي نطالب، ونصرخ، ونتشدد في ذلك. ماذا يريد هؤلاء الشيوخ؟ ولماذا لا يخرج علينا أحدهم ليجرم ما يحدث في سيناء مثلا؟ أو حتي يطلق فتوي من الفتاوي التي تخرج علينا ليجرم أو حتي يحرم قتل الضباط والجنود الذين يدافعون عن حدودنا، وعن بلدنا، ويقومون علي حماية الأرواح، ويبذلون قصاري جهدهم لمنع التهريب والتخريب، ولكن هناك من لا يرضي عن ذلك، وهناك من يسمح لنفسه بقتل الأبرياء. ان سيناء جزء مهم جدا من أرض مصر الحبيبة، ولابد ان تقوم الحكومة بعمل اللازم لتعمير أرض سيناء ولحماية الضباط والجنود، وأيضا حماية الأهالي الذين يقومون بتنمية أرض الوطن. وأتمني ان يخرج علينا أحد الشيوخ الذين يتصدون لبعض الموضوعات التي لا تهم الكثيرين بفتاوي من أجل مصر.. من أجل الردع لهؤلاء، وأن ينشغلوا بالوطن، وببناء الوطن، ويتركوا تكفير من لا يستطيعون تكفيره، وذلك لأن الايمان في قلب الإنسان، وهو بكل تأكيد علاقة قوية بين العبد وربه، لا يعلمهما إلا الله »سبحانه وتعالي « ، ولا يمكن لأي إنسان ان يعلم عنها شيئا حتي لو كان أحد هؤلاء الشيوخ. وأتمني من الشيخ يعقوب ان يخرج علينا بفتاوي تهم المواطن، وتفسر، وتقرب العبد من ربه وتحببه في الدين والإسلام، لا ان ترهبه وترعبه، فمن أين لك أيها الشيخ الجليل بفتوي ان الحب الطاهر الشريف الذي يجمع القلوب هو »زنا«؟ اتق الله يا شيخ، وأعلم ان الله سبحانه وتعالي قادر علي كل شيء، وهو القادر علي زرع المحبة والكراهية، وهو الذي يجمع القلوب.