أسامة : مهنة العطارة لم تندثر وستبقى مستمرة لأنها تتعامل مع أعشاب طبيعية غير مصنعة « ليه أروح لطبيب طالما العطار موجود..وتكاليفه في الحدود» شعار يرفعه الكثير من المصريين خاصة أبناء الطبقة المتوسطة في التعامل مع العطارين, فرغم التقدم الطبي الهائل الذي يشهده العالم من حولنا إلا أن الكثير لا يزال يري ان الطبيعة هي الأنسب للتعامل مع الأمراض المزمنة.. أسامة عبد المنعم أحد هؤلاء العطارين المشهورين بوصفات مختلفة يأتي اليه القاصي والداني من كل مكان.لديه أسرار لا يكشفها لأحد لأنها سر المهنة حسب قوله ، مؤكدا انه لا يوجد بيت مصري خال من العطارة . وقف أسامة وسط دكانه البسيط الذي لا يتعدي عدة امتار يطحن ويعبئ ويخلط عطارته, رغم بساطته إلا أنه نجح في اجتذاب زبائن كثيرين, نظرا لمهارته وحرفيته في معرفة عالم العطارة وأسراره, ويلبي طلباتهم المختلفة أهمها وصفات البهارت التي لا يستغني عنها اي بيت مصري. يملك أسامة خبرة كبيرة في تأثير الأعشاب من علاج لأمراض مزمنة مثل السعال أو الروماتيزم, لما تداويه بعض الأعشاب من بعض الأمراض التي عجز الطب عنها, فهناك وصفات ومراهم موضعية تعالج آلام الروماتيزم لما تحتويه من اعشاب طبيعية يصنع منها بعض الأدوية الطبية. يقول اسامة إن اقبال الناس علي شراء الأعشاب يختلف حسب فصول السنة, فعلي سبيل المثال يقبل الناس في فصل الشتاء علي عشب الكافور, فهو عشب طبيعي ونبتة من الهند تعالج أمراض الربو والسعال والاحتقان في الحلق, ومضاد للفيروسات والبكتريا, أما بذر الكتان فيقبل عليه بعض الزبائن لعلاج أعراض الحصبة الخفيفة رغم تطعيم الأطفال, ويعالج ايضا التهابات الكلي وقرحة المعدة, بينما يقبل الناس علي الحبة السوداء «حبة البركة» وهي تعالج امراضا كثيرة وورد اسمها في صحيح البخاري - عن عائشة رضي الله عنها انها قالت» قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ان الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام , قلت وما السام ؟ قال الموت»- ويري اسامة ان هناك بعض الناس لاتعلم فائدة الحنظل, فمثلا يساعد علي ازالة الإمساك المزمن وتنشيط حركة الأمعاء وتقليل الغازات بعد نقعه كمشروب, بل بعض النساء يستخدمنه لإضفاء السواد علي شعورهن وتأخير ظهور الشيب. اما ملكة الأعشاب المتوجة فهي جوزة الطيب وهي شجرة عرفتها الشعوب منذ قديم الزمان قبل التاريخ الميلادي, حيث كانت تستخدم ثمارها كنوع من البهار التي تعطي للطعام رائحة ونكهة لذيذة واستخدمها قدماء المصريين دواء لآلام المعدة وأيضا طاردة للريح, كما يستعمل زيت جوزة الطيب في صناعة المراهم التي تعالج الروماتيزم, ويستخدم بعض الناس مبشورها في بعض الحلوي, وهي مكون اساسي في البهارات المصرية. ويوضح اسامة ان هناك اعشابا تستعمل كمكون اساسي لبعض الأدوية مثل نبات الجنسنج ويعرف باسم جذور الحياة وهو نبات بري معمر مغزلي الشكل معروف في الصين واليابان وطعمه عطري ويحافظ علي الحيوية والشباب. اما نبات البابونج فهو يعرف باسم» تفاحة الأرض», عشب مفعوله ساحر يهدئ الأعصاب ويسكن الألم. ويؤكد اسامة علي ان مهنة العطارة لم تندثر وستبقي مستمرة لأنها أعشاب طبيعية غير مصنعة ولم تنضب الطبيعة من إنباتها علي مستوي العالم.