انتظر الجميع نهايته، مع الفيفا، البعض توقعها بمماته فهو لن يترك كرسي الرئاسة إلا إلى قبره، البعض الآخر أعتقد أن الرحيل شيء حتمي لكنه لم يتوقع أن تكون نهاية "جوزيف سيب بلاتر" رئيس الفيفا الموقوف، بكارثة وفضيجة فساد رغم أن رائحة الفساد دائمًا ما كانت تُشم من مطبخ الفيفا. بلاتر في الفيفا بلاتر وهافيلانج في صورة ودية عام 1982 انتخب بلاتر، رئيسًا للفيفا في 8 يونيو، 1998 ميلادي خلفًا للبرازيلي جواو هافيلانج، أول من هزمهم بلاتر. وفي 29 مايو 2015 أعيد إنتخابه للولاية الخامسة حين فاز بالإنتخابات بعد إنسحاب منافسه الأمير علي بن الحسين من الجولة الثانية، بعد حصوله في الجولة الأولى على 73 صوتًا مقابل 133 صوتًا لبلاتر، في الجولة الأولى. مابين السبعة عشر عامًا، كان لبلاتر، صولات وجولات ومنازعات بينه وبين كل من حاول الاقتراب من منصب الرئيس، الرجل السويسري، انتهج مع منافسيه سياسة الإبعاد عن الكرة ففرح إدو، محمد بن همام ، فعل ذلك معهما لكن الكرة ارتدت في مرمى بلاتر، وأبعد هو بذات الطريقة. فرح إدو في عام 2002، أدلى فرح إدو، رئيس الاتحاد الصومالي لكرة القدم واللجنة الأوليمبية الصومالية، ونائب رئيس الكاف، بتصريحات اتهم فيها السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الفيفا، ورئيس الاتحاد الآسيوي، محمد بن همام، بدفع مبالغ مالية في عام 1998، قبل انتخابات الفيفا، والتي هَزم فيها بلاتر، هافيلانج، ليتولى رئاسة الفيفا، لأول مرة. لجنة الإنضباط بالفيفا، أوقفت إدو، لمدة سنتين، عن ممارسة أي نشاط رياضي، لاتهامه باختلاس مساعدات مالية كان الاتحاد الدولي قدمها إلى الاتحاد الصومالي وصرفها على مصالحه الشخصية ومُدت العقوبة بعد ذلك في 2004، لعشر سنوات، لكن الفيفا، عادت وألغت العقوبة، في 2008، بعد أن اعتذر إدو، عن تصريحاته وتراجع عنها. بلاتر وحياتو الذي أنسحب من انتخابات 2007 لكنه الآن إدو، لم يكن مجرد مسؤول في اتحاد وطني أو الفيفا بل كان نائبًا لرئيس الكاف، عيسى حياتو ، و الزراع اليُمنى، للكاميروني الذي نافس بلاتر في 2002 على كرسي الفيفا، لكنه خسر لحصوله على 56 صوتًا مقابل 139 صوتًا لبلاتر، الذي اتهم قبل الانتخابات بسوء استغلال السلطة لكنه لم يُعاقب ولم يُفتح تحقيق في الواقعة. محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي، الأسبق، ونائب رئيس الفيفا الأسبق، الرجل الذي فكر في مناطحة بلاتر، في انتخابات 2011؛ فكان نصيبه المنع والإيقاف مدى الحياة من قِبل لجنة الأخلاق بالفيفا بسبب مزاعم دفعه مبالغ مالية "رشاوى" لاتحاد الكونكاكاف لإعطائه أصواتهم في الانتخابات. بلاتر وبن همام قبل أن ينقلبا لأعداء بسبب الانتخابا بلاتر، الذي نجح في انتخابات 2007، بالتزكية لعدم وجود منافسين له، تخلص من منافسه القطري سريعًا، الذي سحب أوراق ترشحه لمنصب رئيس الفيفا، ليعاد انتخاب بلاتر بالتزكية لأن منافسة اتُهم بتقديم رشوة قبل أسبوع من الانتخابات. انتخابات وفضائح 2015 قبل انتخابات مايو 2015، بأيام تفجرت فضيحة بالفيفا، رشاوى وعمليات قبض على أعضاء اللجنة التنفيذية فجرًا بسويسرا، البعض توقع انسحاب بلاتر لكن الرجل، لم ينسحب، بل خاض الانتخابات وقال يومها أمام الجمعية العمومية خُطبة عظيمة عن مكافحة الفساد. خطبة بلاتر في كونجرس الفيفا الآخيرة في انتخابات ما بلاتر فاز، في مايو 2015، بولاية خامسة بعد انسحاب منافسه الأمير علي بن الحسين، من جولة الإعادة، بعد حصوله على 73 صوتًا في المرحلة الأولى مقابل 133 صوتًا للسويسري المُخضرم. ولتكتمل الدراما، أعلن بلاتر، استقالته بعد انتخابه بأيام، وتبع ذلك إيقافه من لجنة الأخلاق لمدة ثماني سنوات، هو ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا" ميشيل بلاتيني، لمدة ثماني سنوات بسبب اتهام الأول بدفع مبالغ مالية للثاني غير مُعلنة؛ الاثنان يدافعان عن برائتهما، رُفض طعنهما على عقوبة الثماني سنوات، التي محكمة التحكيم الرياضي قلصتها لست سنوات.
أيًا كانت العقوبات، فإن عام 2015 سيبقى العام الأسوأ لبلاتر والفيفا وسيظل من عاصر تلك الأيام يتذكر أنه شهِد الزمان حين يدور على أقوى رجال كرة القدم وأن السيناريو الذي فعله بلاتر، مع خصومه، فُعل به، وبنهاية السادس والعشرين من فبراير 2016، سيكون هناك رئيسَا غير بلاتر، للفيفا.