تحت عنوان الإسلاميون يحتشدون لخلافة بوتفليقة نشرت صحيفة مونيتور الأمريكية تقريرا أشارت فيه إلي أن الوضع الصحي المتدهور للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أثار الشكوك حول قدرته علي إدارة شئون البلاد في الفترة المقبلة. وبغض النظر عن ظهوره علي شاشات التليفزيون بعد أكثر من شهر ونصف ليطمئن الشعب الجزائري علي وضعه الصحي, ولكنه بدا مريضا إلي أبعد حد وهو ما سيمكن قوي المعارضة وعلي رأسها الإسلاميون من حشد قواهم والاستعداد لخلافة عجوز الجزائر. ورغم أن ظهور بوتفليقة كذب شائعة وفاته فان ظهوره في هذه الحالة الصحية المتدهورة اثار الرعب في نفوس الجزائريين الذين باتوا قلقين علي مستقبل بلادهم مؤكدين أنه يتجه نحو المجهول, بل اعترض عدد كبير من الجزائريين علي موقف الجيش السلبي والذي أعلن ولاءه وطاعته لبوتفليقة بغض النظر عن مصلحة البلد أو مستقبلها. ويري الخبراء أن المشهد الجزائري يضع هذا البلد أمام سيناريوهين اما الانقلاب العسكري الذي سيخرج بالجزائر من جلباب بوتفليقة وشيخوخته مؤكدين أن موقف الجيش لايزال غامضا وقد تكون طمأنته لبوتفليقة كلامية فقط, أو سيناريو الربيع العربي الذي يلاحق بلدان شمال افريقيا وهو ما يفضي أيضا إلي النتائج ذاتها وهي القفز من حقبة بوتفليقة إلا أنهم رجحوا السيناريو الثاني نظرا لحالة التذمر والإحباط التي بدت علي الشعب الجزائري مؤكدين أن انهيار نظام بوتفليقة سيفتح الباب علي مصراعيه للإسلاميين الذين يحظون بشعبية كبيرة في الجزائر. وأضاف الخبراء ان عبدالرازق مقري رئيس حركة مجتمع السلم وممثل إخوان الجزائر قد يكون أحد أبرز المرشحين لخلافة بوتفليقة والأوفر حظا بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية التي قد تجري قبل موعدها المقرر في ربيع العام المقبل نظرا لتدهور الحالة الصحية لبوتفليقة الذي بدا عاجزا عن استكمال فترته الرئاسية وهو الأمر الذي ألمح إليه راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية خلال زيارته للجزائر إلا أنه سرعان ما عدل عن تصريحاته مؤكدا أن الجزائر لها رئيسها وهو في مكانه الملائم والطبيعي وليس هناك ترشيحات لهذا الموقع لانه مشغول من قبل من هو أهل له وأكد أنه لم يطرح اسم أي مرشح إسلامي لخلافة بوتفليقة بعدما اثارت تصريحاته جدلا كبيرا داخل الأوساط السياسية في الجزائر. ورغم إعلان مؤيدي بوتفليقة أنه سيخوض سباق الانتخابات وسيحشد الأصوات وسيفوز بولاية رابعة, طالب الإسلاميون بمرحلة انتقالية ورئيس انتقالي يخرج الجزائر من غيبوبتها ويقيها من مخاطر التقلبات التي تشهدها المنطقة العربية, مؤكدين ان ظهور بوتفليقة في هذه الحالة الصحية كان كارثيا لأنه أثبت لشعبه انه بالفعل غير قادر علي إدارة شئون بلاده, وهو الأمر الذي رفضه أنصار بوتفليقة لذا فان المعركة الرئاسية بدأت تشتعل بالفعل.