خرج «محمد» مبكرًا للحياة يبحث عن عمل يكسب منه قوت يومه ووجده لدى أحد مقاولى البناء الذى منحه الفرصة لتعلم حرفة النجار المسلح التى أجادها بمرور السنين وحقق ذاته وأصبح المال الحلال يتدفق بين يديه ولكنه لم يستمر كثيرا فى ممارسة تلك الصنعة حيث تحول لتعلم حرفة النقاشة التى أجادها أيضا فى وقت قصير. استمرت حياة «النقاش» هادئة ومستقرة وفجأة تبدلت أحواله بعد أن رافق بعض أصدقاء السوء وتعاطى معهم المواد المخدرة لكى يقاوم الإجهاد الذى يتعرض له ووجد فى الهيروين ملاذًه حتى أدمنه بشراهة ولم يعد قادرًا على البعد عنه واضطر لاقتراض الأموال لشراء البودرة وتراكمت الديون عليه وبات مهددًا بالسجن. وبدون تفكير اتخذ قرارًا بالاتجار فى الهيروين لتوفير الجرعات لشخصه فضلًا عن سداد الأموال التى اقترضها من المقربين إليه وتواصل مع أحد المصادر السرية ذات الصلة الوثيقة بالعصابات الدولية لتهريب البودرة وطالبه بتدبير الكميات اللازمة من المخدر وبالفعل حقق مطلبه حيث ذاع صيته فى زمن قصير فى محيط سكنه ونظرًا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية على قائمة المطلوب سرعة ضبطتهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحرى رصد تحركاته والإمساك به متلبسًا وبحوزته كميات من الهيروين وسلاح محلى الصنع وذخيرة وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء محمود هندى مدير إدارة البحث الجنائى بالإسماعيلية عقد اجتماعا مع العقيد عصام عطوان رئيس المباحث العامة لفحص المعلومات الواردة إليهم بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف وكيفية وضع الخطط المناسبة لاستهدافهم وضبطهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم. تم تشكيل فريق بحث بإشراف الرائد محمد سكر رئيس مباحث ثالث ضم معاونيه النقباء إسلام مشهور وزياد اسماعيل ومحمد النجار ودلت تحرياتهم أن المدعو محمد 31 سنة - نقاش - سبق اتهامه فى قضايا خيانة أمانة وتعد على موظف أثناء عمله اتجه للاتجار فى المواد المخدرة وتخصص فى بيع الهيروين الخام. وبعرض التحريات على النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين لاستهدافه وعندما وصلت إليهم معلومات عن وجوده فى أحد الأوكار سارعوا إليه وقاموا بمحاصرته والقبض عليه وبتفتيشه عثر بحوزته على كميات من الهيروين وفرد خرطوش صناعة محلى وطلقات من ذات العيار. وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة الضبط والتحريات اعترف بالاتجار فى المواد المخدرة بقصد التربح منها ووجود السلاح معه للدفاع عن نفسه وبإحالته إلى محمد الهوبى وكيل النائب العام باشر التحقيقات معه تحت إشراف محمد الصادق رئيس نيابة ثان وثالث الذى أمر بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.