أكد دبلوماسيون وخبراء سياسيون، أن كلمتى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمام القمتين العربية والإسلامية، قدمت مقاربة سياسية فى إطار إستراتيجية شاملة لمواجهةالتحديات والمخاطرالتى تواجه الإقليم بأكمله. وقال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق: جاءت كلمة الرئيس السيسى فى القمة الإسلامية بمكة، لتؤكد ضرورة المواجهة الجماعية لخطاب الكراهية الذى تروج له بعض الأوساط الدولية، والإسلاموفوبيا هذا الخطر الذى بات يهدد الوجود العربى والإسلامى، ويشوه الدين، ويتعرض لأبنائنا العرب والمسلمين، وإنه آن الأوان لنؤكد للمجتمع الدولى أنه لم يعد مقبولا أن يكون خطاب الكراهية بين لغة خطاب العديد من الجهات والأحزاب فى العواصمالغربية . وأشار إلى أن مكافحة الإرهاب تبقى دائما جزءًا أساسيا من الخطاب السياسى للرئيس، فاشتملت كلمته على أهمية تضافر القوى لمواجهة جماعات التطرف والإرهاب التى تشوه صورة الإسلام، وعندما تحدث الرئيس عن خطاب الكراهية ربطه بمكافحة الإرهاب ومنظماته المنتشرة فى ربوع عالمنا العربى والإسلامى، التى تحتاج إلى مواجهة جماعية وجادة . وأكد أن القضية الفلسطينية بقيت دائما ركنا أساسيا من أركان تناول الرئيس لقضايا المنطقة، بوصفها القضية الأم التى يجب ألا نقبل أن يستمر المجتمع الدولى فى تجاهلها، حيث إنها عنصر الاستقرار فى المنطقة ولن يتحقق الأمنوالاستقرار والتنمية إلا من خلال تسوية قضايا النزاعات فى المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية . وأضاف: كان الرئيس واضحا وصريحا بالنسبة لانتشار الإرهاب فى ليبيا وتعثر المسار السياسى بسبب وجود ميليشيات مسلحة ومرتزقة وانتهاكات إقليمية، موضحا أن تلك الانتهاكات التى عطلت المسار السياسى وقادت المشهد لاستيلاء الميليشيات المسلحة على العاصمة الليبية وانتشارها فى مدن ليبيا المختلفة، وبالتالى ما يتم الآن باستعادة الجيش الوطنى الليبى لزمام الأمور أمر مهم جدا حتى يتسنى إطلاق المسار السياسى مجددا بعيدا عن سطوة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية. وقال السفير حجازى: أدان الرئيس السيسى ميليشيات الحوثى واستقوائها بالخارج، ويقصد إيران، التى تمت إدانتها وتدخلاتها بشكل واضح وصريح خلال القمة العربية الطارئة فى مكة، وكذلك التعدى على المياه الإقليمية لدولة الإمارات من خلال عمليات طالت السفن التجارية فى محطات ضخ النفط، كل هذه الممارسات الإرهابية المرفوضة تؤكد أن من يدعم الحوثيين بالسلاح هو الذى يطيل أمد النزاع ويتحدى الشرعية ويفرض أجندته دون النظر للمعاناة الإنسانية فى اليمن الشقيق . وأكد السفير د. السيد أمين شلبى الأمين التنفيذى السابق للمجلس المصرى للشئون الخارجية، أنه كان واضحًا من البداية أن دعوة المملكة العربية السعودية لهذه القمم مرتبط إلى حد كبير بالاعتداءات التى تعرضت لها المنشآت النفطية السعودية، وكذلك فى المياه الإقليمية للإمارات، وهذا فى تصور المحللين تطور نوعى فى الاعتداءات التى من الواضح أن الذى قام بها الحوثيون، والواضح أنها اعتداءات تمت بدعم وتأييد وأدوات وأسلحة إيرانية، ولذا رأت السعودية أنه على العالم العربى والإسلامى أن يوجه رسالة واحدة وموحدة لإيران أنه لن يحتمل ولن يتسامح مع مثل هذا السلوك . وأضاف أن البيان المشترك للقمة العربية والقمة الإسلامية يرسل هذه الرسالة، حيث إن 139 دولة تكلمت بصوت واحد، وأرسلت رسالة واحدة بهذا الشأن، وكما قال الرئيس السيسى إن المهم صياغة إستراتيجيات موحدة للتعامل مع هذه التحديات. من جانبه قال د. طارق فهمى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن كلمة الرئيس السيسى أمام القمتين العربية والإسلامية كانت جيدة ومتوازنة وشاملة لأهم التحديات والمخاطر التى تواجهها الدول العربية، مضيفا أن بين السطور كانت هناك رسائل، أولا لم يسم إيران باسمها، وتحدث عن المخاطر التى تواجه الإقليم بأكمله، مشددا على أن القضية الفلسطينية هى محور الخلافات العربية ومصدر التهديد الأكبر.