إن الناظر فى أحوال الناس اليوم يجد أن كثيرا من الناس إلا من رحم الله، خاصة الشباب قد تورطوا وتوسعوا فى شراء كماليات الحياة واستسهلوا الاقتراض من البنوك والشراء بالتقسيط والاستدانة من الغير لا من أجل الإنفاق على نفسه وأهله، أو من أجل دفع أجرة منزل، أو علاج أحد أفراد أسرته، ونحو ذلك من الحاجات الملحة التى يباح الاستدانة لأجلها ولكن من أجل سيارة فارهة، أو للسفر والسياحة أو شراء هاتف جوال حديث، أو شاشة تليفزيونية أو الستالايت أو بعض الأجهزة الكهربائية التى تستخدم لأغراض الرفاهية.. إلخ وأصبح الاقتراض عادة عند بعض الناس فما يكاد ينتهى من سداد قرض إلا ويشرع فى آخر وتحولت الكثير من الكماليات فى حياتنا خطأًً إلى ضروريات لا نستطيع الاستغناء عنها. وقد حذر الإسلام ورهب من الاستدانة لغير حاجة أو ضرورة فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ قَالَ: « كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ؟ فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِى نُزِّلَ؟ فَقَالَ: وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ! لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ « رواه النسائى، وقد ترك النبى الصلاة على من مات وعليه ديناران، حتى تكفل بسدادهما أبو قتادة، فلما رآه من الغد وقال له قد قضيتها، قال صلى الله عليه وسلم: «الْآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ» رواه أحمد، قال الحافظ بن حجر رحمه الله فى «فتح الباري»: «وفى هذا الحديث إشعار بصعوبة أمر الدين وأنه لا ينبغى تحمله إلا من ضرورة» وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:» نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ» رواه الترمذى، قال المباركفورى فى «تحفة الأحوذي»: قوله: «نفس المؤمن معلقة» قال السيوطي: أى محبوسة عن مقامها الكريم. وقال العراقي: أى أمرها موقوف لا حكم لها بنجاة ولا هلاك حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا «.