في ليلة كان الشيطان يهيمن علي أجوائها، سقط الشاب «علي» في براثن إبليس الإنس «خالد» بعد أن أوهمه الأخير بأنه سيضعه علي أول طريق المجد مزينا له حب الشهوات من المال والنساء، حتي سقط هذا الموهوم في مصيدة رجال مباحث أسوان متلبسا مع شريكه بحيازة المخدرات ووقتها لم يجدا أمامهما سوي الاعتراف والندم علي السير في طريق الحرام. خالد .. هو رجل أربعينى العمر قضى معظم مراحل عمره خلف القضبان فى قضايا متنوعة كان يخرج منها بقدرة قادر، ورغم أنه نشأ فى ظل عائلة متدينة ونال قسطا من التعليم انتهى بحصوله على شهادة متوسطة، إلا أن طموحه لم يكن له سقف محدد، فظل يحلم بالثراء والجاه ولم يرضض بحاله ورزقه الذى قدره الله، حتى أصبح واحدا من كبار تجار الصنف المعروفين فى أوساط المدمنين. ومع اتساع دائرة نشاطه وامتدادها إلى مراكز المحافظة، واجه خالد العديد من الصعاب فى ترويج السموم البيضاء، مما دفعه للبحث عن مجموعة من المعاونين الشبان من الوجوه الجديدة غير المألوفة لدى الأجهزة الأمنية، ليصبح هو المخطط، وهم الذين يتصدرون المشهد، وبعد أن دارت عجلة الزمن ومرت السنون الواحدة تلو الأخرى، سقط خالد فى العديد من القضايا التى دونها أرشيفه الجنائى ب 26 قضية تمكن من الإفلات منها.وعلى الرغم من هذه القضايا المتعددة، فقد كان خالد مصرا على السير فى طريق الشيطان، فلم يرتدع بل مضى قدما نحو تحقيق حلمه الزائف الذى لم يفكر ولو للحظة فى أن نهايته المحتومة ستكون هى السجن، وفى ليلة من ليالى الأنس والفرفشة، فضفض وجاش بما فى صدره إلى أحد أصدقائه، شاكيا له همه من ملاحقات رجال الأمن التى لا تتوقف مما أثر فى تجارته ، ليشير عليه الصديق بالاستعانة بأحد الشباب غير المعروفين، على أن يقوم بمعاونته تحت ضمانته الشخصية لينصرف «خالد» على وعد بلقاء آخر. خلال بضعة أيام كان خالد وصديقه قد اختارا الشاب «علي» بعد أن أقنعاه بأنه خلال شهور قليلة سيصبح من أصحاب المال بشرط الإخلاص والأمانة والكتمان، وفى غضون هذه الشهور القليلة جرت الفلوس فى يد على الذى انبهر بهذا الثراء السريع الذى لم يكن يتوقعه، لكن عيون رجال المباحث كانت له بالمرصاد. ومع توجيهات اللواء نائل رشاد مساعد وزير الداخلية ومدير أمن أسوان بمراجعة المطلوبين وأرباب السوابق، لفت أرشيف «خالد» الجنائى انتباه اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية، حيث كلف معاونيه بمراجعة موقفه ونشاطه، وبتكثيف التحريات تم التوصل إلى معلومات تفيد قيام خالد بالشراكة مع أحد الشباب ويدعى علي، لترويج الحشيش والبانجو على المدمنين مقابل نسبة معينة من الربح آملا فى إبعاد الشبهات عنه، وعقب عرض المعلومات والتحريات المؤكدة على النيابة العامة، صرحت على الفور بضبطهما، حيث تم تحديد موقع نشاطهما الذى داهمته مأمورية أمنية تمكنت من ضبطهما وبحوزتهما 19 قطعة حشيش معدة للترويج وسلاحا أبيض. وأمام المحقق ، وقف الشريكان وهما يبديان الندم ليأمر وكيل النيابة بحبسهما على ذمة التحقيقات مع تحريز المضبوطات وتحديد جلسة عاجلة لمحاكمتيهما.