بدأ الأزهر الشريف، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تعزيز دوره الذى لم يغب عنه، والداعم لشعوب القارة الإفريقية والمحيط العربى، حيث قدم الأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل الممتد لأكثر من ألف عام كل سبل الدعم لشعوب القارة السمراء والأشقاء العرب، خاصة فى مواجهة التطرف والإرهاب، ووضع إستراتيجية واضحة للتصدى لتلك الجماعات والأفكار المتطرفة. وبدأ الأزهر الشريف فى تنفيذ قرار الإمام الأكبر، خاصة بعد تشكيل لجنة مختصة بالشئون الإفريقية داخل الأزهر، لوضع البرامج والخطط والأنشطة التى من شأنها دعم أبناء دول وشعوب القارة، بما يرسخ دور مصر والأزهر فى دعم شعوب القارة الإفريقية فى المجالات كافة، العلمية والفكرية والدعوية والإغاثية، ويسهم فى تحقيق التقدم والازدهار لشعوب القارة الإفريقية. يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه شيخ الأزهر، أنه دائما ما يشدد على أن الأزهر منذ أكثر من ألف عام يتحمل مسئولية تعليم الإسلام فى منهج خالص لا تسممه الأجندات السياسية أو المذهبية أو القطرية، ويعمل الأزهر على الحفاظ على وسطية الإسلام ونشر تعاليمه السمحة لدى كل أبناء المسلمين فى العالم. وبدأت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، التى يرأس مجلس إدارتها الإمام الأكبر، فى تدريب الأئمة والوعاظ فى جميع الدول التى بها تطرف وإرهاب، وآخرها تخريج دفعة من أئمة ليبيا، حسبما قال فضيلة الإمام الأكبر: إن جهود الأزهر لدعم ليبيا للخروج من أزمتها الراهنة ومواجهة العنف والإرهاب، خاصة أن خريجى الأزهر سفراء له لحمل رسالة الوسطية والاعتدال ونبذ العنف والإرهاب. ويتم تدريب الأئمة الأفارقة والعرب على مواجهة الفكر المتطرف والخروج من النزاع الذى لا يتم إلا بالعودة لمنهج الأزهر الشريف؛ لأنه يرسخ للتعددية وقبول الاختلاف، وتحصين الشباب من الانخداع بأفكار الجماعات الإرهابية. ويسعى الأزهر الشريف من خلال المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، منذ تأسيسها فى عام 2007م برئاسة شيخ الأزهر، إحدى أدوات الأزهر الشريف للتأكيد على الدور العالمى له ولتكون مظلة تجمع خريجى الأزهر من الدول المختلفة وحائط صد للتصدى للتطرف. وتم خلال الأيام الماضية تأهيل الطلاب الأفارقة الراغبين فى الالتحاق بالدراسة فى جامعة الأزهر من خلال تعليمهم اللغة العربية فى مركز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، حيث يدرس حاليًا بالمركز 600 طالب من إحدى عشرة دولة إفريقية، استكمالًا للطلاب الذين تم تخرجهم من المركز وبلغ عددهم 1597، علاوة على تنفيذ دورات تدريبية ل215 إماًما وداعية من الأشقاء الأفارقة من المنظمة، وتدريب 70 إمامًا وداعية من سبع دول مختلفة، هى نيجيريا، تشاد، جزر القمر، السنغال، إفريقيا الوسطى، ليبيا ورواندا، بهدف ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال بين أوساطهم، وتأهيلهم للقيام بدورهم فى تصحيح المفاهيم المغلوطة والتعريف بصحيح الدين الإسلامى عند العودة إلى بلدانهم. كما أقام الأزهر الشريف من خلال فروع المنظمة بالدول الإفريقية، 12 فرعًا فى 11 دولة، 74 ندوة؛ ثقافية، توعوية، شرعية، واجتماعية، تناولت التعريف بصحيح الدين الإسلامى والعمل على ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال بين أوساط الشعوب الإفريقية لمواجهة أيّ أفكار مشبوهة أو مفاهيم مغلوطة ظهرت فى هذه المجتمعات. كما يحرص الإمام الأكبر على رعاية الطلاب الوافدين من الدول الإفريقية، خاصة من غير المقيدين على منح الأزهر الشريف، لمساعدتهم على التفرغ لتلقى العلوم الأزهرية وصحيح الدين الإسلامى وتأهيلهم ليكونوا خير سفراء للأزهر عند عودتهم لبلدانهم. وشدد شيخ الأزهر على جميع مسئولى الأزهر الشريف وقطاعاته على أن إفريقيا تواجه العديد من التحديات التى تحتاج إلى تضافر الجهود، وفى مقدمتها مشكلة التطرف والإرهاب، ويأتى دور خريجى الأزهر الذين يمثلون قوة كبيرة وحائط صد فى مواجهة الأفكار المتطرفة، والذى يعول الأزهر الشريف على دورهم المهم فى نشر قيم التسامح والتعايش ونشر الفكر الأزهرى المعتدل، بما يحملونه من منهج الوسطية والاعتدال وقبول الآخر. و كشف الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر عن التعاون الكبير الذى ستقوم به الجامعة للتعاون مع الجامعات الإفريقية، خاصة بعد اختيار الجامعة عضوا فى مجلس إدارة اتحاد الجامعات الإفريقية، واستضافة جامعة الأزهر لمؤتمر عن التعليم فى إفريقيا يوليو المقبل لرسم سياسة التعليم فى إفريقيا. وأضاف أنه علينا مواجهة التحديات المعاصرة كالتطرف والإرهاب وحماية الشباب من الوقوع فى براثن التطرف والأفكار المغلوطة، فضلا عن التأهيل العلمى والدعوى لأبناء القارة الإفريقية خاصة فى ظل المساحة الكبيرة التى يعطيها فضيلة الإمام الأكبر لدعم دول القارة الإفريقية، للحد من انتشار الإرهاب وحماية الشباب من الانخداع بأفكار الجماعات المتطرفة. وأكد الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن هناك اهتمامًا أزهريًا لنشر الوسطية والاعتدال، وترسيخ قضية الوعى، وتفنيد شبهات الجماعات المتطرفة حول أفكار مثل الحاكمية والخلافة والتكفير، مبينًا أن هذه القضايا تستخدمها الجماعات المتشددة لتبرير جرائمها.