بدأت ظاهرة التسول تنتشر بكثرة بالإسماعيلية بالتزامن مع شهر رمضان المبارك, حيث يتكدس الأطفال والشباب والكبار القادمون من الأرياف والمحافظات المجاورة في الشوارع والميادين يلاحقون المارة للحصول علي الأموال أو الأشياء العينية التي لا يستحقونها بعد أن أصبحت الشحاذة حرفة يمتهنونها وتعد مصدرهم لتحقيق المكاسب المادية بسهولة ويختفي بين هؤلاء العناصر الخطرة التي تستثمر التسول لتنفيذ جرائمها, يقول محمد علام مدرس إن ظاهرة التسول دائما ما تكون وراءها تدني الحالة الاقتصادية لدي عدد من فئات المجتمع الذين يضطرون لأسلوب الشحاذة بطرق تعتمد علي تحريك النزعة الإنسانية في نفوس المواطنين, منها قيام أسر مجتمعة بتوجيه أطفالها الصغار لبيع المناديل والليمون والبخور ومسح زجاج السيارات بعد تلقينهم كلمات الاستعطاف التي تقنع أصحاب الهبات المادية للإغلاق عليهم بحسناتهم وغالبيتهم من القادمين من المناطق الريفية وينتشرون بكثرة في شهر رمضان ولا بد من تكثيف الحملات الأمنية لضبط من يتخذ التسول حرفة له حتي يتم القضاء نهائيا علي هذه المشكلة المؤرقة للجميع. ويضيف أحمد عبدالرسول أن انتشار التسول في شهر رمضان يرجع لغياب الوعي لدي المواطنين الذين ينخدعون في طريقة وأسلوب من يطلب المال لتعرضه لظروف اجتماعية سيئة تحول دون سداد ديون تراكمت عليه, وحاجته لإطعام أبنائه وغيرها من أساليب واهية, ولابد للمؤسسات الخيرية المنتشرة بالمراكز والمدن أن تقوم بدورها لحث العامة من الناس علي الامتناع عن تقديم الهبات المالية للشحاذين, وأن يتوجهوا إلي تلك المؤسسات القادرة علي توزيعها في مكانها الصحيح تحت إشراف الأجهزة الرقابية. ويشير جمال عبدالعال مهندس إلي أنه يجب أن يأخذ المواطنون حذرهم من المتسولين الذين لا يستحقون الإحسان لأنهم يظهرون في أشكال متعددة لاستدرار العطف نحو البعض منهم, فبعضهم يلجأ إلي المساجد وبعد انتهاء الصلاة يقف ويتحدث بنبرات حزينة للمصلين يطلب مساعدته لإجراء جراحة خطيرة لنجله أو زوجته وهذا يتطلب وقفة جادة للقضاء علي هذه الظاهرة التي تشوه صورة المجتمع. ويوضح محمود بركات مهندس أن محترفي الشحاذة يظهرون بكثرة في شهر رمضان المعظم وبالتحديد أواخره حيث يتجمعون في محيط الاشارات المرورية بالميادين أبرزها كوبري الثلاثيني وعثمان أحمد عثمان والممر وإبراهيم سلامة ومجمع المحاكم والمواقف العمومية, يستدرون عطف قائدي السيارات. ويؤكد أشرف العاصي أن تدهور العلاقات الأسرية التي تنتهي بانفصال الأزواج عن بعضهم البعض في المناطق الفقيرة يترتب عليه خروج أبنائهم للشوارع للتسول ليدفعوا ثمن الإهمال الاجتماعي الذي تعرضوا له غاليا وهم يتحولون عندما يدخلون مرحلة المراهقة لعناصر إجرامية تستخدم في السرقات والاتجار بالمخدرات وممارسة الأعمال المنافية للآداب ويجب أن تتضافر جهود الأجهزة المعنية وفي مقدمتها منظمات المجتمع المدني ورجال الدين الإسلامي والمسيحي للقضاء علي التسول. ويطالب حمدي الناغية المواطنين الذين يرغبون في إخراج مساعداتهم المالية والعينية بأن يتوجهوا بها للمؤسسات الخيرية بدلا من منحها للمتسولين الذين ينتشرون في الشوارع والميادين بأعداد كبيرة وأمام البنوك يراقبون المترددين عليها وعند الخروج منها تبدأ مطاردتهم بالاستعطاف بكلمات رقيقة تصل لحد ممارسة الضغط لإجبارهم لمنحهم العطايا بطرق مستفزة للغاية ويندس بينهم اللصوص الذين يغافلون ضحاياهم ويسرقون متعلقاتهم الشخصية بعد الاقتراب منهم بحجة الحصول علي المال بطريقة التسول. ومن جانبه قال العميد وائل زكي مدير إدارة مباحث الأداب العامة بمديرية أمن الإسماعيلية إن هناك حملات مكثفة لضبط المتسولين في الشوارع والميادين, ولا بد للمواطنين أن يساعدونا لتنفيذ القانون لأن هناك من يتعاطف معهم ويطلبون إطلاق سراحهم. وأضاف أن المتسولين دائما يكونون قادمين من الأرياف والمحافظات المجاورة خلال شهر رمضان وقبل عيد الفطر للحصول علي الزكاة من المواطنين دون وجه حق, وطرقهم متعددة في استدرار العطف, وألقينا القبض علي عشرات الحالات وبحوزتهم آلاف الجنيهات. وأشار رئيس إدارة مباحث الآداب العامة بمديرية أمن الإسماعيلية إلي أنه من المواقف الغريبة التي لا يناسها علي الإطلاق ضبط موظف بالمعاش من الحسينية شرقية يتسول ووجد بحوزته فيزا كارد لأحد البنوك وإيصالات توريد يومية بمبالغ ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جنيه. وأوضح أن المتسولين أصبحوا يمتلكون هواتف محمولة ذات طراز حديث لكي يتحدثوا مع بعضهم البعض عن طريقها, ويحددوا الأماكن المزدحمة ليتوجهوا اليها للحصول علي الهبات المالية والسلع الغذائية والملابس التي يوفرها رجال الأعمال اعتقادا منهم أنهم من المحتاجين. وأكد أن هناك فئات متعدده من العاملين بالأحياء يجلسون علي قارعة الطريق يضعون معدات النظافة علي العربات الصغيرة لاستدرار عطف قائدي السيارات والمواطنين لمنحهم العطايا. وتابع العميد وائل زكي أنه لابد من تغليظ العقوبات ضد من يمتهن التسول فلا يعقل أن نضبط العشرات منهم يوميا ويتم الإفراج عنهم من سراي النيابة ويعودون للشوارع والميادين من جديد للتسول ويجب دراسة هذه الظاهرة من كل الوجوه وتقديم الحلول العاجلة لها.