مع تصاعد حجم الخلافات بين الجانبين, يبدو أن التوافق الأمريكي الألماني في ظل إدارة الرئيس ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في طريقه إلي الزوال الأمر الذي أصبح واضحا في الفترة الأخيرة وعلي ما يبدو أن الأزمات في طريقها للتزايد خلال الفترة المقبلة في ظل السياسة الأمريكية المعروفة باسم أمريكا أولا والتي يقابلها رغبة أوروبية بدعم واضح من ألمانيا للخروج من العباءة الأمريكية وسلطت صحيفة الإيكونومست الضوء علي ملامح الخلافات بين البلدين. وأبرزها تجاهل ترامب تهنئة ميركل بعد فوزها بولاية رابعة وهي ليست المرة الأولي التي يتجنب فيها ترامب ممارسة التقاليد والأعراف الدبلوماسية تجاه الزعماء. أما قضية الهجرة والتي تعد بداية الخلافات فوصف ترامب قرار ميركل باستقبال أكثر من مليون مهاجر في بلادها بأنه خطأ كارثي. وخلال لقاء جمع الجانبين في البيت الأبيض مارس الماضي وصف بالبارد رفض ترامب مصافحة ميركل وأكد أن الهجرة امتياز وليست حقا. مضيفا أن أمن المواطنين يجب أن تكون له الأولوية دائما. وفي المقابل وجهت ميركل انتقادها لمرسوم ترامب حول الهجرة ونددت بالقيود التي فرضها علي الهجرة والسفر إلي الولاياتالمتحدة معتبرة أنها تستهدف المسلمين وقالت معلقة علي تقييد دخول مواطني7 دول ذات غالبية مسلمة إن مكافحة الإرهاب لا تبرر تعميم التشكيك بالأشخاص من ديانة معينة وأضافت أن هذا يتعارض مع المبادئ الأساسية للمساعدة الدولية للاجئين والتعاون الدولي وأنها ستفعل ما يمكن خاصة مع حاملي الجنسيات المزدوجة المتضررين من القرار. ويعتبر ملف النفقات العسكرية داخل حلف شمال الأطلنطي الناتو من الملفات الشائكة حيث ألح ترامب مرارا ضرورة أن يدفع الحلفاء الأوروبيون حصتهم العادلة في مجال الدفاع ووجه اتهامات إلي الحلفاء الأوروبيين بالتقصير في النفقات العسكرية الخاصة بالناتو وذكر أن هناك عجزا تجاريا كبيرا بين أمريكاوألمانيا وأن برلين تدفع أقل مما يجب. في هذا السياق تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن تسلم الرئيس ترامب لميركل فاتورة بقيمة357 مليار دولار ديونا لالناتو. وأوضحت أن ترامب يتربص بألمانيا بشكل خاص وطالب مساعديه أن يحسبوا الديون بفوائدها علي الناتو منذ2002 وليس.2014 من جانبها تجاهلت ميركل الفاتورة ووصفتها بالمهينة ووفقا للصحيفة قالت إن ما يكمن وراء ذلك هو ترهيب ألمانيا معربة عن أسفها لأن جهود ألمانيا في الحلف لا تقاس بمقدار النفقات العسكرية. وتسبب انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاقية باريس للمناخ في إحراج الدول الأوروبية الساعية إلي إنقاذ كوكب الأرض من الاحتباس الحراري والأضرار الصناعية والاقتصادية المؤثرة سلبيا علي المناخ.