زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلي موسكو هي الأولي وتعد تحولا في مسار العلاقات الروسية السعودية, حسب توصيف دبلوماسي البلدين, وهو تحول حتما سيؤدي إلي إيجاد حلول كثيرة في أزمات المنطقة والملفات المفتوحة وعلي رأسها مواجهة خطر الإرهاب. فما هي الظروف التي أسهمت في تحقيق هذا التحول في العلاقات بين البلدين وما هي النتائج المتوقعة لهذا التحول علي المستويين الاقتصادي والسياسي الدولي. تلك المحاور طرحتها للنقاش صحيفة الجارديان مؤكدة اتفاق الجانبين علي إنهاء حقبة الخلاف وبدء مرحلة صلح جديدة توطدها عدد من الاتفاقات التجارية وتنسيق أسعار البترول وبحث إمكانات التسوية السلمية في الأزمة السورية وتحديد دور إيران التي تعد الحليف الاستراتيجي لموسكو. وتحاول موسكو التوصل إلي تحالف من شأنه تشكيل قوي عالمية تسيطر علي الصراعات الإقليمية في المنطقة مثل الموجودة في ليبيا وسوريا, بالإضافة إلي الحفاظ علي أسعار النفط العالمية, وهو ما يساعدها علي القيام بمهمة الدولة العظمي في الشرق الأوسط التي تحل محل الولاياتالمتحدةالأمريكية بعدما قررت الأخيرة ترشيد وجودها في المنطقة. وبحسب الصحيفة تستهدف روسيا خلال زيارة الملك سلمان في أربعة أيام إقامة التحالفات الدبلوماسية عبر الانتقال إلي الشرق الأوسط لتظهر موسكو في ثياب الحليف القادر علي إقامة تحالفات مع جميع الجهات الفاعلة الرئيسية في الشرق الأوسط. وتري الصحيفة أن زيارة العاهل السعودي تاريخية لكونها كسرا لحلقات الخلاف الذي استمر نحو عقود بين موسكو والسعودية ويرافق العاهل السعودي100 من رجال الأعمال فيما كشف مجلس الأعمال الروسي- السعودي عن مقترح لإنشاء شركة استثمارية مشتركة برأسمال يصل إلي مليار دولار لتعزيز العلاقات بين البلدين لتتماشي مع إمكاناتهما. وتأمل روسيا أيضا في تأكيد التعاون مع الدول الكبيرة المنتجة للبترول للحصول علي اتفاق طويل الأجل لتقييد الإنتاج ولمنع حدوث انخفاض آخر في سعر البترول.