عشرون عاما مرت علي وفاة اميرة القلوب الاميرة ديانا التي شكل مقتلها لغزا محيرا لم تكشف ملابساته حتي الان بسبب كثرة الحكايات والتكهنات حول سبب مصرعها وفقدان الثقة في مصادر الاخبار التي تتناول الخبر وفي ذكراها هذا العام تنافست وسائل الاعلام والصحف علي بث البرامج وفتح الملفات والوثائق لاميرة ويلز التي لا تزال تتمتع بشعبية واسعة وقلبت وفاتها بريطانيا رأسا علي عقب وفتحت وفاتها الابواب للتعبير عن المشاعر الحزينة والانفعالات فاليوم بريطانيا لم تعد تلك التي عرفتها ديانا. ففي صحيفة التايمز جاءت الافتتاحية بمقال عنوانه أميرة الشعب ذكرت فيه ان وليام وهاري هما الوجه الجديد للعائلة المالكة فقد كانت جنازة والدتهما محط العالم كله وشعر الجميع بالحزن والآسي للطفلين اثناء الجنازة وبحسب الصحيفة ان الاميرين قالا انه لا يجب علي الاب ان يحملهما علي المشاركة في الجنازة لكن الامير تشارلز كان له رأي مختلف وقال ان علي اي شخص المشاركة في جنازة والدته الا انهم نالا اعجاب الكثيرين وأكدت الصحيفة ان موت ديانا احدث تغييرا جذريا في بنية العائلة المالكة فالمسافة بين الشعب والعائلة اصبحت اقرب فلم تكن الملكة بعيدة عن اللوم وراء الكثير من الأحداث الوطنية كما ان ردها في ما يحدث جاء باردا ولم يكن في محله لكن الآن بريطانيا لا تشبه تلك التي عرفتها ديانا فابناء الجيل الجديد لم يعودوا متمسكون بالاعراف والتقاليد القديمة واصبح البريطانيون يميلون اكثر الي مشاعرهم اكثر من اراء الخبراء حتي في المسائل الكبيرة مثل قضية البريكست متمسكون كما ان الملكة اليزابيث الثانية اختارت دعمها الي هذا التحديث ودعم الجيل الجديد من العائلة المالكة. وأكدت الصحيفة ان الملكة تعتبر بالدروس وابرزها هو درس وفاة الاميرة وخلاصته: حذار الابتعاد عن الرأي العام والنأي عنه كما ان ولدي ديانا وليام وزوجته كيت وهاري رسما صورة شابة ونموذجا حديثا للعائلة في2017 يميلا فيها اكثر للرأي العام والتغير الأبرز في تغير العائلة هو احياء ويليام وهاري ذكري والدتهما بالكلام امام الملأ عن خسارة امهم وبذلك تكون القيود قد رفعت عن التعبير عن المشاعر علي الرغم من انشغال بريطانيا بالكلام عن البريكست وزفاف وولادة ويليام وكيت وخطوبة هاري وصديقته الممثله الامريكية ميجن ماركل لكن احياء ذكري ديانا دليل علي أنها لا تزال محور للنقاش في أوروبا والعالم كله وأشارت الصحيفة إلي ان قدرة الأميرين علي التحدث عن مشاعرهم تظهر الارث الذي تركته ديانا التي كانت تتحدث بصراحة عن مشاعرها واضافت ان هذة الشجاعة في الكشف عن ضعفهما دليل علي التغير ونموذج للدور الذي يمكن ان تلعبه عائلة مالكة عصرية في الحياة البريطانية وبذلك يكون الاميران فتحا مجال للتخلص من الأسلوب المتحفظ في التعامل مع المشاعر والذي كانت تنتقده ديانا بشكل حاد وختمت الصحيفة بأن العالم في2017 لن يكون علي صورته الحالية لو لم تكن الأميرة عاشت بالصورة التي كانت عليها جدير بالذكر أنه احياء لذكري والدتهم قام ولداها بتسجيل فيلم وثائقي تمت اذاعته عبر قناة آي تي في التليفزيونية البريطانية واعدته شركة المملكة المتحدة تحدثا فيه عن وفاة والدتهما وما تركته من فراغ واضطراب في حياتهم مازالا يعانيان منه حتي الان رغم كبر سنهم ويظهر فيه الاميران وهما يتحدثان عن ديانا ليس كأميرة يعشقها الملايين من خلال تصفحهما لالبوم عائلي يجمعهما اظهر صورا جديدة للاعلام. وكان ويليام تحدث في مقابلة مع البي. بي. سي عن انه لم يستطع التغلب علي صدمة موت والدته وانه اضطر الي استشارة طبيب نفسي للتعايش مع فكرة موتها وقام نجلاها بزيارة الحديقة البيضاء التي اقيمت تكريما لذكراها في القصر الذي كانت تقيم فيه وقررا نصب تمثال لها في وقت لاحق من هذه السنة في القصر نفسه, وسيلتقيان ايضا مع ممثلين عن جمعيات خيرية كانت تدعمها ديانا حرصا منهم علي مواصلة ارث والدتهم. ونشرت الصحف البريطانية في صفحاتها الاولي صور للاميرين وهما يستعرضان الزهور والرسائل التي تركها المعجبون علي باب قصر كنسيجتون الذي وضع حوله العديد من الزهور والشموع من أجل والدتهما مع صور عائلية لهما علي مدي حياتهما. وفي هذا العام ايضا نشرت صحيفة ذا صن البريطانية معلومات جديدة عن مقتل ديانا نقلتها عن عميل المخابرات البريطانية ماكجريجور الذي قال ان اجراءات الحماية والامن في الفندق الذي كانت تقيم فيه لم تكن بالمستوي المطلوب وان مؤامرة قتلها دبرت بعد ان خطط لها لمدة ستة اشهر وانه لم يكن مندهشا لما حدث وقال انه كان يعلم انه سيحدث ان اجلا ام عاجلا وقال انها كانت تقول دائما انها تشعر بان حياتها في خطر. وفي رسالة سرية للاميرة نشرتها الأندبيندنت وانتشرت هذا العام قالت ان زوجها تشارلز كان يخطط لقتلها في حادث سير ويعتقد ان تكون كتبتها قبل وفاتها بنحو عشرة اشهر وكشف عنها بول باريل الذي قضي سنوات في خدمتها في مذكراته الشخصية.