كشفت التطبيقات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر ويوتيوب عن دور كبير في مساعدة الصحفي الذي يغطي الأخبار الحربية خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها لإرسال التقارير الإخبارية وتوثيقها أو المدنيين للحصول علي سيل هائل من المعلومات والصور والفيديوهات ليصبح العالم بأسره شاهد عيان علي الحروب. وقد نتج عن الحرب السورية, عدد كبير من الفيديوهات والتعليقات قدمت صورة واضحة لهذه الحرب يمكن توثيقها بشكل دقيق ومشاركتها عبر مواقع التواصل واسترجاعها في أي وقت. فبكتابة كلمة سوريا علي موقع يوتيوب التابع لشركة جوجل يظهر أكثر من4 ملايين نتيجة, كما يتم يوميا رفع بيانات تبلغ100 إلي300 مقطع فيديو للأزمة السورية يضم معلومات عن التاريخ والمكان وتفاصيل مكتوبة عما يتضمنه الفيديو. وبحسب منظمة ايرورز المختصة بالحرب في العراقوسوريا فإن يوتيوب هو المصدر الأول للعالم وللسوريين تحديدا لتوثيق ما يحدث في سوريا علي الرغم من وجود حوالي200 منظمة دولية وحقوقية تحاول توثيق هذه الحرب وآثارها. ويقول كريس وودز رئيس المنظمة لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن اختفاء تاريخ هذه الحرب أمام أعيننا يعد كارثة حقيقية, مشيرا إلي أنه حينما بدأ الصراع في سوريا تعطلت وسائل الإعلام فلجأ السوريون أنفسهم لبث أخبار الصراع عبر اليوتيوب. إلا أن الموقع قام أوائل الشهر الجاري بحذف عدد من مقاطع الفيديو التي توثق الحرب السورية, وذلك حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بعد وصف هذه الفيديوهات بغير الملائمة من خلال نظام خاص للتعرف علي محتوي الفيديوهات المخالفة وإزالتها تلقائيا بشكل سريع. وقالت إدارة الموقع في بيان لها أن إزالة مقاطع الفيديو جاء عن طريق الخطأ في محاولة للحد من انتشار الفيديوهات التي يضعها حسابات زائفة أو تابعة لتنظيمات متطرفة ويسعي الآن الموقع إلي تحسين من يقومون بتحديد المحتوي غير اللائق. وأضافت بي بي سي أن75% من مقاطع الفيديو تمت إزالتها دون أي سابق إنذار علي الرغم من أن سياسة الشركة تقضي بوجود ثلاث إنذارات قبل إزالة المحتوي بشكل نهائي وكانت هذه الفيديوهات توثق الغارات الجوية للتحالف الدولي علي المقرات العسكرية في سورياوالعراق عام2015 و2016 وفي رد من إدارة الموقع أن هذه الفيديوهات قد تم حذفها عن طريق الخطأ. وذكرت الشبكة الإخبارية البريطانية أن منظمة الأممالمتحدة تعمل بالتعاون مع جوجل علي إعداد موقع جديد يعالج مشكلة اللاجئين من خلال جمع الأموال لتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير برامج دراسية لأبنائهم ويوثق الحرب السورية ويتميز هذا الموقع بصور ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية ومعلومات مميزة توفرها تقنية جوجل أيرث. ومن بين الأسئلة التي يجيب عليها الموقع الذي أطلق عليه اسم البحث عن سوريا كيف كانت سوريا قبل الحرب؟ و ما هو الوضع الحالي في سوريا؟ وأين يوجد وكيف يمكن مساعدة اللاجئين السوريين؟ لذلك اجتمع في لاهاي أكثر من150 خبيرا ودبلوماسيا وممثلين من منظمات غير حكومية وتسعي الأممالمتحدة إلي جمع آلاف الوثائق الرسمية التي نقلها السوريون خارج بلادهم لدعم هذا البنك من المعلومات الذي يعد شاهدا علي مرتكبي جرائم هذه الحرب.