كان العالم الألماني المولد, السويسري والأمريكي الجنسية ألبرت أينشتاين صاحب رؤية ورؤي عندما حذر في رسالة له من صفحتين كتبها بيده باللغة الألمانية من أن أوروبا تواجه خطرا كبيرا من خلال جملة لم يبق لي أي أمل أعلقه علي مستقبل أوروبا وذلك بعد اتفاق ميونيخ الذي عقدته ألمانيا مع فرنساوبريطانيا وإيطاليا عام1938 وسمح لهتلر بضم مناطق من تشيكوسلوفاكيا لتكون النهاية اندلاع الحرب العالمية الثانية. وتباع هذه الرسالة الآن في مزاد أقيم في لوس أنجلوس بمبلغ35 ألف دولار إلا أن القيمة الحقيقية لهذه الرسالة التي استشفت المستقبل الأوروبي من شخص بقيمة أينشتاين لا تقدر بثمن. فمن أكبر التهديدات التي تواجه أوروبا الآن وتؤثر علي صحة الإنسان هي ظاهرة التغير المناخي. ففي بحث جديد للمفوضية الأوروبية نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية سيتعرض ملايين الأوروبيين للظواهر المناخية القاتلة في غضون80 عاما وأن التغير المناخي في أوروبا قد يتسبب في وفاة150 ألف أوروبي سنويا بسبب ضربات الشمس والقلب وضيق التنفس ومشاكل الفيضانات والجفاف مما يؤدي إلي نقص إمدادات الغذاء وتفشي الأمراض وحذر البحث من آثار الاحتباس الحراري. ودعت الصحيفة الحكومات في أوروبا للتحرك سريعا والتقليل من استخدام الفحم والبترول والغاز و الاعتماد علي الطاقة المتجددة مؤكدا أن أوروبا تواجه موجة حرارة شديدة هذا الصيف بعد تجاوز درجات الحرارة40 درجة مئوية. أما في ظل ارتفاع مستوي البطالة وغياب أي أمل للانتعاش الاقتصادي, بلغ عدد العاطلين في أوروبا26.5 مليون شخص وفق إحصائية الاتحاد الأوروبي نهاية شهر يونيو2017, إذ بلغت نسبة البطالة في اليونان26% تتبعها إسبانيا والبرتغال ولا تبدو فرنسا أفضل حالا فالوظائف الحكومية في أوروبا لم تعد توفر الحماية من التسريح وتقترح فرنسا الآن إلغاء أكثر من34 ألف وظيفة في الجيش الفرنسي الأمر الذي اعتبرته المفوضية لا يحل المشكلة إنما تفاقمها. ولا يزال هناك الكثير من المشاكل التي يجب حلها كمشكلة اللاجئين التي باتت من أكبر المشاكل التي تواجه أوروبا وتعود أسبابها إلي عدم الاستقرار والحرب في سوريا والعراق وترتبط بخطر انتشار الإرهاب. كما يواجه الاتحاد الأوروبي خطر التفكك بسبب عجز دول الاتحاد عن احتواء الأزمة وإصرار كل دولة علي إيجاد حلا يناسب مصالحها والاختلاف علي توزيع اللاجئين الأمر الذي توقعه تيد مالوك السفير الأمريكي لدي الاتحاد الأوروبي مؤكدا أنها مسألة وقت. ونبه إلي خطره أيضا مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي من خلال مقابلة لصحيفة دي فيلت معتبرا أن خروج بريطانيا من الاتحاد هو بداية الأمر الذي سيكون له تداعيات اقتصادية وسياسية خطيرة وسيضعف من قوة القرار الدبلوماسي الأوروبي ويؤثر علي وزن الاتحاد في الكثير من الملفات الساخنة في العالم وعلي رأسها القضية الفلسطينية فيما أكد المحلل جورج فريدمان أن الاتحاد الأوروبي انهار فعلا وليس قيد الانهيار مشيرا إلي أن الاتحاد يمكن له أن يستمر في حال امتلاكه سياسة مشتركة. ذكرت أيضا صحيفة صنداي تلجراف أن بريطانيا علي استعداد لدفع ما يصل إلي40 مليار يورو للاتحاد الأوروبي لتسديد فاتورة انفصالها. كما تسود الآن حالة من القلق جراء الهجمات الإرهابية التي استهدفت بعض الدول الأوروبية وأضحت دول مثل بلجيكاوبريطانياوفرنسا هدفا لهذه الهجمات بسبب الانخراط في التحالف العسكري ضد داعش فما بين استعمال المتفجرات والدهس والطعن للرموز الوطنية والمواقع السياحية أصبح تفادي العمليات الإرهابية أمرا صعبا.. كل تلك الأزمات تواجهها أوروبا بلا كلل وهو ما قد يثبت رؤية اينشتاين من قراءته لرؤية مستقبل أوروبا.