غداة طرح مرسوم قانون انتخابات مجلس الشعب للنقاش العام وهو ما أثار جدلا واسعا بين القوي السياسية. وجه المجلس الأعلي للقوات المسلحة الدعوة لكل ائتلافات شباب الثورة الذين شاركوا في ثورة25 يناير دون اقصاء لأي فصيل للحضور إلي مسرح الجلاء مساء غد للتواصل مع عدد من أعضاء المجلس علي أن يتم تمثيل كل ائتلاف بعدد لا يتجاوز10 من الشباب بحد أقصي ألف شخص. ودعا المجلس في رسالة جديدة الليلة الماضية شباب الثورة إلي توحيد الصفوف وسرعة اختيار العناصر التي تمثله في هذا اللقاء لتحقيق الأهداف المرجوة منه. وفي رد فوري رحبت القوي السياسية والحركات الشبابية بالدعوة, مؤكدة المشاركة في تلبيتها لكنها جددت تمسكها بالمطالب التي رفعتها في جمعة الغضب الثانية. وأكد محمد مصطفي حسن عضو اتحاد شباب الثورة المصرية, ومنسق حركة كلنا مصريون أن الاتحاد سيلبي دعوة المجلس العسكري, مشيرا إلي أن الحركة ستنسق مع أكثر من ائتلاف لحضور الدعوة وتأكيد عدة مطالب أهمها تأكيد المشاركة الفعالة للشباب وضرورة فتح قنوات الحوار الحقيقي أمامهم لمشاركة كل فئات الشعب وليس فلول النظام السابق فقط, كما حدث في الحوار الوطني وأضاف أن الاتحاد سيطالب أيضا بالاسراع في محاكمة كل رموز النظام السابق علي رأسهم حسني مبارك وأفراد أسرته, بالإضافة إلي تأكيد أخذ الاجراءات الفعالة والسريعة لاسترداد الأموال المهربة للخارج. وقال إن الاتحاد سيعرض علي المجلس العسكري خلال اللقاء عدة مقترحات لحل المشاكل التي يعاني منها الشارع المصري, خاصة الفراغ الأمني بحيث يدرس المجلس هذه المقترحات ونأمل الاهتمام بها وتطبيقها. وأكد أن الاتحاد سيطالب المجلس خلال اللقاء بحل المجلس القومي للشباب وإنشاء مجلس اتحاد شباب يراعي الشباب والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عند أخذ القرارات. وقالت إنجي حمدي المنسقة الإعلامية لشباب6 أبريل, ان دعوة المجلس العسكري جاءت متأخرة للشباب رغم أنها دعوة إيجابية, وأشارت إلي أن الحركة ستلبي الدعوة لتنفيذ مطالبهم التي نادوا بها في جمعة الغضب الثانية, موضحة أن هناك تباطؤا غير مفهوم في محاكمة رموز الفساد, كما أنه لابد أن يدرك المجلس العسكري أنه أخذ شرعيته من الثورة وأن يستجيب لجميع مطالبهم الشرعية فضلا عن أنهم يريدون أن يعرفوا دور الحكومة خلال الفترة الحالية. وقال محمد القصاص عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة أنهم سيجتمعون اليوم لبحث تلبية الدعوة أو رفضها, مشيرا إلي أن مضمون الدعوة شابه قدر من الغرابة, إذ تجاهل ذكر المجلس العسكري في الدعوة إلي اللقاء الذي دعا إليه الشباب, كما انه وجهها باسم جميع الائتلافات في الدعوة رغم أنه يعرف جيدا شباب الثورة الحقيقيين وعقد لقاءات كثيرة معهم وهذا مؤشر علي عدم الجدية, وأوضح القصاص, أنه إذا تقرر حضور اللقاء سيكون أول مطلب لهم هو إلغاء المحاكم العسكرية للمدنيين تحت أي دعوي, بالإضافة إلي التعجيل بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونظامه بشكل سريع بتهم جنائية وسياسية وأن تتدخل القوات المسلحة لحماية الشارع المصري بعد عجز الشرطة وإحجامها عن النزول وفرض سيطرتها بجانب باقي المطالب الذين نادوا بها الجمعة الماضية. ومن جانبه, قال عصام الشريف المتحدث باسم الجبهة الحرة للتغيير السلمي عضو الهيئة العليا لشباب الثورة انه دعا إلي عقد اجتماع طارئ للهيئة العليا لشباب الثورة اليوم لبحث الرد علي الدعوة واستطلاع رأي الائتلافات والحركات الثورية في الدعوة ولإعداد ورقة العمل والمطالب والمحاور التي سيتم مناقشتها, مشيرا إلي أن الهيئة تضم الجبهة الحرة للتغيير السلمي وحركة شباب25 يناير والحزب الناصري ومركز عرب بلا حدود و6 أبريل وحركة فداكي يا مصر وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي وحركة عرب بلا حدود واللجان الشعبية المستقلة لحماية مكتسبات الثورة وحركة ثوار ماسبيرو وحركة شباب من أجل العدالة والحرية واتحاد شباب الثورة والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية وجبهة انقاذ مستقبل مصر ولجنة الحريات بنقابة المحامين. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن ترحيبها بدعوة المجلس الأعلي للقوات المسلحة للحوار مع القوي السياسية والوطنية, مشيرة إلي أن الإخوان يرحبون بأي حوار طالما كان في مصلحة مصر. أعلن ذلك المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الارشاد والنائب الإخواني بمجلس الشعب السابق, مشيرا إلي أهمية الحوار حول قضايا الوطن وما يتعلق بالانتخابات البرلمانية المقبلة والنظام الانتخابي الذي ستتم به وحتي يتم تلافي السلبيات في الماضي. وقال إن طرح أي قضايا للنقاش أفضل أسلوب للتوصل إلي صيغ توافقية فيما بين المشاركين في الحوار مؤكدا أن وجود مجلس شعب قوي ومعبر بكل الصدق والامانة عن إرادة الجماهير هو البداية الحقيقية لنجاح ثورة25 يناير. وأعلن محمد جمال العضو المؤسس في ائتلاف ثورة مصر الحرة عضو اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة ترحيبه بالحوار مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة حول كل ما يتعلق بقضايا الوطن, مشيرا إلي أن الجميع مع فتح قنوات للحوار بين ائتلاف الثورة والمجلس الأعلي للقوات المسلحة وهذا شيء إيجابي. وقال إننا رفضنا وقاطعنا ما يسمي ب جمعة الغضب الثانية لأن هناك بعض المطالب غير المشروعة وهناك بعض التيارات والائتلافات غير الواعية ونحن ضد أي دعوة للاعتصامات المفتوحة. وقال نحن شاركنا في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وقلنا لا ولكن الأغلبية قالت نعم وعلينا أن نحترم الديمقراطية ورأي الأغلبية. وأكدت هانيا منصور عضو الجبهة الوطنية الشعبية للثورة, أن الجبهة ستشارك في دعوة المجلس العسكري لتأكيد عدة مطالب وهي تشكيل مجلس رئاسي لادارة البلاد, ومد الفترة الانتقالية دون المطالبة بإقالة المجلس العسكري كما يقول البعض وأن هذا ليس من سلطة الشعب, بل متأكدون جميعا أن وجود المجلس العسكري في صالح كل الفئات ولن ينحاز لأحد. وقالت ان الجبهة ستطالب أيضا بحل المحليات التي كانت سببا رئيسيا في تزوير الانتخابات خلال السنوات الماضية وتعد بؤر الفساد في مصر لذا حلها أمر طبيعي, وذلك سيساعد أيضا في ضمان نجاح الثورة.