أمر الله جل وعلا المؤمنين بالالتزام بحسن الخلق, والبعد عن سوء الأخلاق التي تفسد الإنسان والأسرة والمجتمع. من ذلك الالتزام بالأمانة وأداؤها لصاحبها دون تقصير, قال تعالي( إنا عرضنا الأمانة علي السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا) الأحزاب/.72 وهنا الأمانة يقصد بها الاختيار, أما السموات والأرض والجبال فقد اختاروا جميعا, أما الإنسان فقد آثر أن يسند اليه الاختيار ما بين الطاعة المطلقة وغير ذلك ومن الأمانة رد الحقوق إلي أصحابها دون تقصير, قال تعالي:( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) النساء/58 ومن الأمانة شهادة الحق لله تعالي وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله, قال تعالي( آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) ومن الأمانة أداء الصلاة علي وجهها الصحيح بما يرضي الله تعالي ويحضر القلب عند أدائها ويتم ركوعها وسجودها ويحافظ علي أوقاتها المفروضة عليه. ومنها الالتزام بصوم رمضان دون الإخلال بقواعده أو بما يفسد هذا الصيام سواء بالقول أو بالفعل ومنها أداء الزكاة علي وجهها الحسن للفقراء والمساكين وحسب مصارفها التي قننها الله تعالي علي المؤمنين دون تقصير في الأداء. ومنها أداء حقوق الآباء والأبناء والأزواج والأهل دون تقصير ومنها أداء الأمانة للخدم والعمال والجيران والمجتمع سواء للمسلم أم لغير المسلم ومنها أداء الأعمال كما يرضي الله تعالي سواء في مجال الوظيفة أو في غيرها من التعاملات الأخري سواء في التجارة أو الزراعة أو غيرها من الأعمال ومنها عدم التطاول علي حقوق الغير أو أموالهم قال تعالي( فليؤد الذي أؤتمن أمانته وليتق الله ربه). أستاذ التاريخ الإسلامي