قال تعالي( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) الأحزاب/50 فقد أحل الله جل وعلا للنبي أن يتزوج مع أزواجه عدد من النساء ومنهم( امرأة مؤمنة قال تعالي( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي) أي بدون مهر خالصة له إن شاء النبي, ولكن لا يستحل ذلك أي انسان لنفسه لأن هذا خاص برسول الله صلي الله عليه وسلم دون أي رجل آخر من المؤمنين, فعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلي الله عليه جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله إني وهبت نفسي لك, فقامت قياما طويلا فقال: رجل يارسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة فقال رسول الله هل عندك من شيء تصدقها إياه ؟ فقال: ما عندي إلا إزاري هذا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك فالتمس شيئا, فقال: لا أجد شيئا فقال: التمس ولو خاتما من حديد فالتمس فلم يجد شيئا, فقال النبي صلي الله عليه وسلم: هل معك من القرآن شيء؟ قال: نعم سورة كذا, وسورة كذا السور يسميها قال له النبي صلي الله عليه وسلم: زوجتكها بما معك من القرآن, وقد تعددت أسماء النساء اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلي الله عليه وسلم إلا أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يتزوج أبدا أحدا منهن ويقول تعالي:( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) وقد سبق أن ذكرنا هذه الآية عن أم المؤمنين زينب بنت جحش حينما رفضت الزواج من زيد بن حارثة ربيب بيت النبوة فلما أمر الله ورسوله بطاعة أوامر الله تعالي قبلته وتزوجته, ولكنها تعالت عليه فطلقها بأمر من الله ليتزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم بتشريع عملي لإبطال التبني في الإسلام, وقد سبق ذكره عند ترجمة زينب بنت جحش. وقال تعالي( لا تنكحوا المشركات حتي يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم) البقرة/221 وهذا ما يدعوه الإسلام ألا يتركوا المؤمنات دون زواج ليتزوجوا المشركين, وهذا أمر من الله تعالي للمؤمنين أما نساء أهل الكتاب فقد أحلوا للمؤمنين إلا أن عددا كبيرا من الصحابة ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يفضلوا نساء أهل الكتاب خوفا علي أبنائهم أن يفتنوهم عن دين الإسلام, والله أعلم. أستاذ التاريخ الإسلامي