السعادة عيد بمعني أنها لحظات وأيام مثل الأعياد. إنها تنبع من نهر الرضا وتصب في بحر القناعة. هذا يعني أنك لا بد ان تكون راضيا وقنوعا لتعيش أيام السعادة ولحظاتها وتستمتع ببقية الأيام وأنت راض قنوع. السعادة الكبري في الآخرة حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر وحيث لا سأم ولا' يصدعون فيها ولا ينزفون' ولما كان الإنسان علي نفسه بصيرا ولو ألقي معاذيره فإن تحقيق السعادة هو مسئوليته في الدارين وكأنها شهادة يحصل عليها بجده واجتهاده والسير في مسارات توصله الي نهر الرضا وبحر القناعة وثمار السعادة. وعليه فإنه يتعين علي الباحث عن السعادة أن يحقق لنفسه أولا القناعة والرضا, إن للقناعة والرضا جبرا وهندسة متقدمين يتعين علي الإنسان أن يبلغهما ليحقق السعادة الحقيقية في الدارين إن أراد إلي ذلك سبيلا. بداية يتعين إدراك مفهوم القناعة ومفهوم الرضا. القناعة هي الاستغناء بالموجود والاكتفاء به وأن تكون النفس قابلة عن يقين بمارزقها الله وأن يزول في يقينها أي طمع وأن ترجع إلي الله في كل حال. والقناعة لا تتعارض أبدا مع ابتغائنا من فضل الله ومع الطموح والعمل الشاق وتطوير الحياة بكل طرق العلم والمعرفة كل علي قدره, كما أنها لا تتعارض مع ابتغاء الرزق إنما تتعارض مع ماهو ليس ممكنا وحاصلا وتتعارض مع الطمع, أما الرضا فهو صفة مكتسبة بمعني أن الإنسان يتوصل إليه باتباع أوامر الله ونواهيه وفهم خريطة الحياة المرسومة بوضوح في كتاب الله عز وجل. ولنيل الرضا لا يجب أن تعترض أبدا علي حكم الله وقضائه وأن ندرك أن قلب الراضي لا كراهية فيه وإنما فيه سرور وسكون وفيه كل الخير. وللوصول للقناعة والرضا لابد من إتباع ثلاثة قوانين أساسية في الحياة: القانون الأول:' ولسوف يعطيك ربك فترضي' إن عطاء الله عز وجل ونعمه لا يحصيان إن عدهما الإنسان بعدل' وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار' وبالتالي فإن فهم هذا القانون يتطلب أيضا ألا يكون الإنسان ظالما وكافرا بأنعم الله التي يسبغهاعليه ظاهره وباطنه وأن يكون عادلا حتي يرضي. القانون الثاني:' لا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقي' شرح هذا القانون يعني أن ما أملكه هو المتاح لي وعليه فإنه أصح لي ألا أنظر بعيوني وقلبي وجوارحي إلي مافي أيدي الآخرين ومن هنا أقنع وأرضي. القانون الثالث:'إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله' لا مانع أبدامن سؤال الله الدائم والاستعانة به في كل حال للرزق الطيب وزيادته لأنه سبحانه هو القائل' قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق' إنه من الضروري بمكان أن يتبحر الإنسان في كل مراحل عمره في تلك القوانين الثلاثة في رحلة الحياة إن أراد السعادة وسعي لها سعيها وهو مؤمن. إن علم الكتاب الذي هو متاح لنا هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق كل شئ وبسرعة البرق. الخيار لنا في كل أمور ديننا ودنيانا.