في سباق لها مع الزمن, سمحت القوات المسلحة بإبحار القطعتين البحريتين حلايب وشلاتين التابعتين للقوات البحرية من ميناءي الإسكندرية والسلوم, متجهتين لتونس لإجلاء المصريين العاملين بليبيا, وذلك بالتنسيق مع السلطات التونسية لتأمين عمليات الإجلاء وتأمين سلامة المصريين هناك. وأكدت وزارة الخارجية أن القنصلية المصرية العامة في بنغازي نجحت في تسيير وإعادة جميع المصريين الذين لجأوا إليها خلال الأيام الماضية, كما وصلت أمس12 طائرة قادمة من ليبيا. وأشارت الخارجية إلي أنها طلبت من السلطات الليبية تسيير30 رحلة اليوم من مدن سرت وطرابلس, لافتة إلي أنها نجحت في تسيير18 رحلة من خلال جسر جوي بالتعاون مع جميع الجهات المسئولة في مصر. وقال السفير محمد عبدالحكم, مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية, إنه تم تجهيز عبارتي الرياضوالقاهرة, الموجودتين في البحر الأحمر,لإعادة العالقين في ليبيا, ومن المقرر وصولهما إلي تونس يوم الخميس المقبل. يأتي ذلك فيما وصل عدد العائدين من ليبيا عبر منفذ السلوم حتي صباح أمس إلي أكثر من38 ألفا و481 مواطنا, كما استقبل مطار القاهرة خلال الساعات الماضية15 رحلة طيران نقلت4500 مصري. وفي السياق نفسه, تجمع الملايين من المصريين عقب صلاة أمس تأييد للشعب الليبي, رافعين الأعلام المصرية والليبية, مطالبين بوقف الاعتداء علي المواطنين هناك. بينما بلغ عدد المصابين منذ بدء الأحداث حتي أمس نحو37 مصابا, دخل معظمهم مستشفي السلوم المركزي ومستشفي مطروح العام بإصابات مختلفة, كما بلغ عدد المتوفين نحو5 أفراد من بينهم عامل بلغاري. ومن ناحيتها, أقامت وزارة الصحة قافلة طبية بجوار منفذ السلوم تضم11 عيادة متنقلة وسيارة مخصصة للأشعة بجانب صيدلية متنقلة وطاقم من الأطباء و17 سيارة إسعاف لعلاج أي حالات مصابة بطلقات نارية أو غيرها. وأكد المجلس الأعلي للقوات المسلحة أنه بلغ عدد العائدين من الجماهيرية الليبية عبر منفذ السلوم حتي صباح أمس38 ألفا و481 مواطنا. وذكر المجلس عبر صفحته الرسمية علي موقع الفيس بوك, أن عدد المغادرين إلي ليبيا بلغ65 فردا, مؤكدا استمرار الجهود المتعلقة بعودة المصريين من ليبيا. وفي سياق متصل وصل250 مصريا من العاملين في ليبيا إلي مدينة' عين أمناس' الجزائرية خلال الساعات الماضية عبر معبر' الدبداب' علي الحدود الجزائرية الليبية450 كلم شمال ولاية إيليزي الواقعة علي بعد ألفي كيلومتر جنوب شرق العاصمة الجزائرية. وذكر سفير مصر بالجزائر عبد العزيز سيف النصر, أن جميع المصريين الذين وصلوا إلي الجزائر نتيجة للأحوال الأمنية في ليبيا بخير وسلامة. وقال إن هناك تنسيقا مع وزارة الخارجية الجزائرية والسلطات المحلية بولاية إيليزي لتسهيل دخول المواطنين المصريين ونقلهم إلي أماكن سكنية وهو ما تم بالفعل أمس وأمس الأول وذلك لحين إعادتهم إلي مصر من خلال طائرات سوف ترسلها السلطات المصرية خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن فريقا من السفارة المصرية وصل أمس إلي مدينة' عين أمناس' للاطمئنان والاشراف علي وصول المصريين وإجراءات عودتهم إلي وطنهم. وأعرب السفير سيف النصر عن شكره للجهد والتعاون الكبيرة الذي تبذله السلطات الجزائرية لتسهيل دخول المواطنين المصريين إلي الجزائر. يشار إلي أن وزير الداخلية و الجماعات المحلية الجزائري دحو ولد قابلية أكد أول أمس أن بلاده ستسمح للمواطنين العرب والأجانب الذين لا يستطيعون مغادرة ليبيا جوا بعبور الحدود الجزائرية للعودة إلي بلادهم. وعلي صعيد الوضع في ليبيا أعلن أحمد قذاف الدم استقالته من أي منصب رسمي يشغله داخل النظام الليبي احتجاجا علي أسلوب المعالجة التي تتم في الأزمة الليبية. وقد أعلن أحمد قذاف الدم الذي كان يشغل منصب منسق العلاقات المصرية الليبية بأنه قد غادر ليبيا منذ أسبوع احتجاجا علي أسلوب المعالجة التي تتم في معالجة الأزمة مقدما استقالته أمس احتجاجا علي هذا النهج..ودعا الجميع في بيان أصدره مكتبه الإعلامي في القاهرة أمس إلي وقف حمام الدم والاحتكام إلي العقل من أجل ليبيا ووحدتها ومستقبلها والتي هي فوق الجميع. وقد أصدر السيد أحمد قذاف الدم توجيهاته للعاملين بمكتبه الإعلامي بالقاهرة بتسيير قافلة طبية لمساعدة الاهل في طبرق والبيضا. وشهدت صالات مطار القاهرة الدولي أمس تواجدا للعديد من السفارات الأجنبية للمشاركة والمساعدة في نقل المئات من رعاياها من ليبيا بعد إجلائهم عبر الحدود المصرية الليبية. وصرحت مصادر مسئولة بالمطار بأنه تم توفير كافة الإمكانيات للسفارات العاملة بمصر من أجل المساهمة في تسفير رعاياها الذين وصلوا عبر الحدود المصرية الليبية, كما تم تقديم كافة الخدمات اللازمة لهم نظرا لاستغراق عملية تسفيرهم وقتا طويلا. وأشارت المصادر إلي أن أكثر من400 صيني تم نقلهم علي عدد من الرحلات, كما تم إصدار وثائق سفر لأغلبهم بعد فقد وضياع جوازات سفرهم, كما أقامت السفارة التركية والتونسية وسفارات بعض الدول الأخري منافذ لخدمة مواطنيها وإصدار وثائق سفر بدلا من جوازاتهم التي فقدت. وفي ذات السياق, ذكرت مصادر بالحجر الصحي بأنه تم تشكيل فرق طبية بكل وردية لاستقبال ورعاية المصريين العائدين من ليبيا وعلاجهم من الإصابات بسبب الأحداث هناك, حيث تم علاج24 مصابا وصلوا علي الرحلات القادمة من( طرابلس, وجربا بتونس). وأشارت هذه المصادر إلي أنه تم نقل أحد المصابين ويدعي أحمد عبدالسلام فاضل إلي المستشفي حيث يعاني من إصابة بطلق ناري في العنق, مشيرة إلي أن معظم الإصابات جراء طلق ناري أو شظايا أو كدمات وجروح بمختلف مناطق الجسم. وأوضحت أنه يتم علاج بعض العائدين الأخرين من حالات مرضية مثل البرد نتيجة تعرضهم لأمطار غزيرة ورياح وبرد أمام مطار طرابلس, فيما أرجع العديد من المصابين ما حدث لهم بسبب سوء معاملة رجال الأمن بمطار طرابلس. وأجمع العائدون علي سوء الأوضاع وتدهورها في كل المدن الليبية, بالاضافة إلي تعرض المصريين لمعاملة سيئة خاصة بعد خطاب سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي القذافي. وأشاروا إلي انتشار عمليات السلب والنهب والتي يقوم بها العديد من الأفراد وخاصة من وصفوهم بالمرتزقة, إضافة إلي سوء معاملة أمن المطار بطرابلس للمصريين بسبب التكدس الكبير في محاولة للسفر والعودة إلي مصر مطالبين بضرورة تفعيل دور السفارة المصرية هناك لسرعة إعادة المصريين الذين يتجمعون أمام مطار طرابلس وبداخله. وشهد مطار القاهرة الدولي أمس توافدا للعديد من رجال الإعلام الذين يمثلون صحف ووكالات أنباء وفضائيات من مختلف دول العالم, في طريقهم لدخول ليبيا عبر منفذ السلوم لمتابعة الأحداث هناك. ويقوم المركز الصحفي بمطار القاهرة بمساعدة الصحفيين ورجال الإعلام الذين وصلوا من مختلف دول العالم, والافراج عن معداتهم الخاصة بالعمل التليفزيوني, بالإضافة إلي المساهمة في نقلهم إلي الحدود المصرية الليبية. وقامت سلطات مطار القاهرة باحتجاز العديد من السترات الوقائية والخوذ التي كانت برفقة الصحفيين ورجال الإعلام القادمين لحين الحصول علي الموافقات اللازمة لدخولها البلاد علي أن يتم تسليمها لهم عند مغادرة القاهرة. ومن ناحية أخري, صرحت مصادر مسئولة بالمطار أمس الجمعة بأن برج المراقبة بالمطار تلقي إشارة من قائد طائرة ركاب عمانية يفيد بضرورة هبوطه اضطراريا بالمطار لعدم تمكنه من الحصول علي تصريح بالهبوط بمطار طرابلس نظرا لكثافة حركة الطائرات هناك. وأشارت المصادر إلي أنه تم نقل ركاب الطائرة البالغ عددهم135 راكبا بعد هبوط الطائرة إلي أحد الفنادق حيث انتظروا حوالي7 ساعات, ثم استأنفت الطائرة رحلتها بعد الحصول علي تصريح من السلطات الليبية. واستقبل مستشفي السلوم العسكري مساء أمس الأول الخميس, العقيد طيار عبد السلام عطية موسي(51 سنة) ليبي الجنسية, بعد أن قفز من طائرته قبل أن تسقط وتتعرض للانفجار, بعد رفضه تنفيذ الأوامر بقصف المدنيين في مدن القطاع الشرقي من ليبيا. وقد تبين من الفحص الطبي للطيار الليبي أنه أصيب بكسر في ساقه اليمني واشتباه في كسر بفقرات العمود الفقري, نتيجة قفزه بالبراشوت بعد أن قام بتفجير طائرته, وقام المحتجون الليبيون بنقله إلي الحدود الفاصلة بين البلدين, وعلي الفور نقلته سيارة اسعاف مصرية إلي مدينة السلوم. وأكد مصدر طبي أنه يخضع حاليا للعلاج وإجراء الفحوصات والإشعات. يذكر أنه مع بداية الأزمة الحالية التي يمر بها الشعب الليبي الشقيق انتشرت في شوارع القاهرة ظاهرة جديدة تتمثل في بيع العلم الليبي إلي جانب العلم المصري الذي لقي رواجا كبيرا منذ انطلاق ثورة25 يناير ليصبح رمزا لها. العلم الليبي الموجود بكثرة في اشارات المرور والميادين العامة يعكس تضامن المصريين مع الشعب الليبي الدي يعاني من أزمة انسانية بكل المقاييس..تضامن يؤكده الشباب المصري الذي حرص علي شراء العلم الليبي. ويقول المواطن عبد الرحمن محمد' أشتري علم ليبيا لكي أشعر اني أتضامن مع الثوار الليبيين الذين يعانون مند عدة أيام من أجل الحرية. الغرض نفسه أكد عليه محمد عبد الكريم الذي يقول' شعب ليبيا يعاني من الاستهداف من قبل رئيسه الذي يحاول قمع المتظاهرين, بل وأيضا يقوم بسفك دماء ابناء شعبه, ولابد وأن نعبر لهذا الشعب العربي الشقيق والجار عن مساندتنا له في ثورته برفع العلم الليبي إلي جانب العلم المصري في شوارع القاهرة. أ