عاش عثمان وسط أسرة بسيطة تتميز بالعادات والتقاليد الحميدة بين جيرانها وعندما بدأ يشتد عودة تعلم مهنة قيادة السيارات واستخرج رخصة يزاول نشاطه ويكسب لقمة العيش بالحلال غير أن أصدقاء السوء نسجوا خيوطهم حوله وأغروه بالسهر معهم حتي الساعات الأولي من الصباح لتعاطي المواد المخدرة التي أدمنها وبشراهة. لم يعد الشاب قادرا الإقلاع عنها وتراكمت الديون عليه ولم يجد حلا سوي اللجوء لدخول عالم الكيف من أوسع أبوابه لكي يدبر نفقات شرائها ويسدد الديون المتراكمة عليه وعقد اتفاقا مع احد تجار المخدرات لتوفير النبات المخدر بكميات وفيرة وفكر في استغلال مهنته لترويج بضاعته لزبائنه وادعي للمقربين إليه أنه يعمل في سمسرة الأراضي لزيادة دخله المادي حتي لا يلفت الانتباه له بعد انتعاش أحواله المالية بشكل لافت للنظر وظل علي حرصه الشديد في ترويج المخدرات حيث يعتمد في التواصل مع عملائه استخدام الهاتف المحمول والتحدث بالشفرات لكي يكون في مأمن من أي ملاحقات أمنية قد تستهدفه لاسيما أن هناك إقبالا عليه من زبائنه وغالبيتهم من الطبقات المهنية والشباب العاطل الذين يفضلون البانجو السيناوي الفاخر عن غيره من المخدرات. ونظرا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري والمراقبة الدقيقة إلقاء القبض عليه متلبسا وبحوزته كميات من النبات المخدر في لفافات ورقية معدا للترويج بين عملائه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لبحث ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها المدمنون للحصول علي احتياجاتهم من المواد المخدرة الهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام لتعاطيها الأمر الذي يعد ظاهرة إجرامية تستوجب القضاء عليها وتقديم تجار الكيف لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم الرائد أحمد عبد الله رئيس مباحث فايد ومعاونيه النقباء هيثم الباشا ومحمد عبد السلام ومحمود رءوف وأحمد خالد ودلت تحرياتهم علي أن المدعو عثمان31 سنة-سائق- سبق اتهامه في قضايا متنوعة لجأ منذ فترة ليست بالقصيرة لبيع البانجو مستغلا علاقته بأحد المصادر السرية التي تنتمي لأصول بدوية لمده البضاعة اللازمة تمهيدا لترويجها وتحقيق أكبر مكاسب مادية من ورائها. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث ورجال الشرطة السريين أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي يتردد عليها المتهم تمهيدا للإمساك به متلبسا وحينما حانت ساعة الصفر وصلت إليهم معلومة مفادها ظهوره وبحوزته كميات من النبات المخدر قبل طرحها في الأسواق ونصبوا كردونا حوله وألقوا القبض عليه وبحوزته لفافات متوسطة الحجم من البانجو وقتها انعقد لسانه وظل يبكي بحرقة شديدة وتم اصطحابه لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة واعترف بوجود المخدرات معه بقصد الاتجار فيها وبعرضه علي حسن السماحي رئيس نيابة فايد أمر بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق.
