من قصر القبة إلي أرض الواقع, تحولت مباحثات قمة الكبار التي جمعت الزعيمين المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين علي مدار أمس وليلة أمس الأول إلي خطوات سريعة وقرارات ملموسة. بدأ الجانبان, المصري والروسي, في تنفيذها لأهميتها الإستراتيجية لكلا الطرفين. ونقطة البداية من القاهرة حيث يسافر إلي روسيا وفد مصري السبت المقبل لتفعيل الاتفاقية التي أبرمها الرئيسان أمس بشأن التعاون النووي بين البلدين, فيما حققت زيارة بوتين انفراجة في قطاع السياحة والحركة السياحية الوافدة من روسيا إلي مصر, في وقت بدأت فيه مصر إجراءات وتسهيلات تتعلق بتخفيض رسوم المغادرة والخدمات الأرضية للطيران الروسي وسط مطالب روسية بالسفر إلي مصر بجواز محلي. يأتي ذلك فيما أكد خبراء عسكريون أن صفقة أسلحة روسية ستصل مصر قريبا وسيتم استخدام قمر صناعي روسي لرصد العمليات الإرهابية, وإمداد مصر بالمعلومات اللازمة حول البؤر الإرهابية في شبه جزيرة سيناء, إلي جانب تبادل الخبرات والمهارات التدريبية والفرق الخاصة, استنادا إلي خبرة موسكو في مجال مكافحة الإرهاب. وكشفت مصادر رفيعة المستوي بوزارة الكهرباء أن اتفاقية التعاون النووي بين مصر وروسيا والتي تم توقيعها أمس بحضور الرئيسين السيسي وبوتين تتضمن إقامة4 وحدات لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية بمنطقة الضبعة. وقالت: إن إجمالي قدرات هذه الوحدات يقترب من5 آلاف ميجاوات وإن البرنامج الزمني لإنشائها وتشغيلها لن يتجاوز6 سنوات بدلا من8 سنوات في حال طرح المحطة في مناقصة عالمية بين الشركات المتخصصة. وأضافت المصادر أنه لا توجد أية مشكلة في تحويل الوحدات الأربع التي تمثل المرحلة الأولي للبرنامج النووي, حيث إن الجانب الروسي وافق علي المساهمة في تحويل المشروع بما لا يقل عن70% وأنه من المقرر الاتفاق النهائي علي مساهمة الجانب الروسي الأسبوع المقبل خلال الاجتماعات التي تستضيفها الشركة الروسية روزاتوم المعنية بالنشاط النووي في روسيا, حيث سيقوم وفد مصر بزيارة موسكو اعتبارا من السبت المقبل ولمدة4 أيام. من جانبه قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة إن الوفد النووي المصري المقرر أن يقوم بزيارة لروسيا الأسبوع المقبل سيبحث آليات التمويل والاتفاق علي المواصفات والجوانب الفنية للمشروع النووي واستعراض كامل التفاصيل, مؤكدا أن الوقت عامل مهم جدا. (تغطية شاملة ص5)