«التايمز 2024»: جامعة طنطا ال4 محليًا.. وبالمرتبة 66 عالميًا في «الطاقة النظيفة بأسعار معقولة»    حماة الوطن: احتفالنا بإحياء مسار العائلة المقدسة استكمال لجهود الدولة    موعد التقديم للالتحاق بمدرسة مياه الشرب بمسطرد في القليوبية 2024    مصرف قطر المركزي يثبت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية للمرة السابعة توالياً    عمال مصر: مؤتمر الأردن سيشكل قوة ضغط قانونية وسياسية على إسرائيل    إبراهيم عيسى منفعلًا على رد حماس بشأن المقترح الأمريكي لهدنة غزة: «خلل وجنون»    مفوضية الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للاجئين.. وتؤكد أن مصر أوفت بإلتزاماتها    النمسا.. 29 سبتمبر موعدا لإجراء انتخابات البرلمان    كين: منتخب إنجلترا يشارك فى يورو 2024 لصناعة التاريخ ولكن الطريق صعب    قائمة بيراميدز لمواجهة سموحة في الدوري المصري    يورو 2024| البرتغال تبحث عن إنجاز جديد في عهد رونالدو «إنفوجراف»    سموحة يحشد نجومه لمواجهة بيراميدز    بديلا ل ناتشو.. نجم توتنهام على رادار ريال مدريد    أول تعليق من عصام صاصا بعد الصلح مع أسرة ضحية الدهس :«عملت اللي عليا»    جهود مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثتين فى المعادى    بالأسماء.. إصابة 5 أشخاص في انقلاب «ربع نقل» على طريق القاهرة - أسوان الزراعي    والد حسام حبيب يوجه رسالة للفنانة شيرين عبد الوهاب بعد خطوبتها.. ما القصة؟ (خاص)    وزير الآثار السابق: مصر استقبلت 14.7 مليون سائح فى 2010.. و60% منهم يقصدون السياحة الشاطئية (صور)    أحمد جمال سعيد يستعد لتصوير مسلسل «وتر حساس» (تفاصيل)    «العناني»: مصر تتميز بمقومات أثرية وتاريخية تجعلها قبلة للسياح الأجانب    رئيس هيئة دعم فلسطين: تقرير الأمم المتحدة دليل إدانة موثق على جرائم الاحتلال    أدعية في سابع ليالي ذي الحجة.. رددها باستمرار لزيادة الرزق    وكيل «صحة الشرقية» يتابع التشغيل التجريبي لوحدة تفتيت الحصوات بمستشفى كفر صقر    5 فئات ممنوعة من تناول لحمة الرأس في عيد الأضحى.. تسبّب مخاطر صحية خطيرة    الانفصال الأسرى زواج مع إيقاف التنفيذ    أكاديمية الشرطة تناقش الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع    الأطفال يطوفون حول الكعبة في محاكاة لمناسك الحج بالبيت المحمدي - صور    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة يتم وفقا للمعايير الدولية    وزير الاقتصاد الألماني يعول على المفاوضات لتجنب فرض عقوبات جمركية على الصين    بقيادة رونالدو.. 5 نجوم يخوضون كأس أمم أوروبا لآخر مرة في يورو 2024    الهروب من الحر إلى شواطئ مطروح قبل زحام العيد وارتفاع نسب الإشغال.. فيديو    أسعار فائدة شهادات البنك الأهلي اليوم الاربعاء الموافق 12 يونيو 2024 في كافة الفروع    محافظ الغربية يستقبل الأنبا أغناطيوس أسقف المحلة للتهنئة بعيد الأضحى    استجابة ل«هويدا الجبالي».. إدراج صحة الطفل والإعاقات في نقابة الأطباء    راية أوتو تطلق سيارات إكس بينج الكهربائية لأول مرة في مصر    بلغت السن المحدد وخالية من العيوب.. الإفتاء توضح شروط أضحية العيد    اتحاد الكرة يرد على رئيس إنبى: المستندات تُعرض أثناء التحقيق على اللجان وليس فى الواتساب    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية    القوات المسلحة توزع كميات كبيرة من الحصص الغذائية بنصف الثمن بمختلف محافظات    رئيس الأركان يشهد مشروع مراكز القيادة الاستراتيجى التعبوي بالمنطقة الشمالية    هيئة الدواء تعلن تشكل غرفة عمليات لمتابعة وضبط سوق المستحضرات الطبية في عيد الأضحى    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    الجلسة الثالثة من منتدى البنك الأول للتنمية تناقش جهود مصر لتصبح مركزا لوجيستيا عالميا    "يورو 2024".. البرنامج الكامل من الافتتاح حتى النهائي    مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات مطروح    مسؤول إسرائيلى: تلقينا رد حماس على مقترح بايدن والحركة غيرت معالمه الرئيسية    وزير الإسكان يوجه بدفع العمل في مشروعات تنمية المدن الجديدة    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    عفو رئاسي عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    رئيس جامعة أسيوط يفتتح صيدلية التأمين الصحي لمرضى أورام الأطفال    كريم قاسم يشارك في العرض الخاص لفيلم "ولاد رزق 3 - القاضية" | صور    «الخدمات البيطرية» توضح الشروط الواجب توافرها في الأضحية    "مقام إبراهيم"... آية بينة ومصلى للطائفين والعاكفين والركع السجود    اليونيسف: مقتل 6 أطفال فى الفاشر السودانية.. والآلاف محاصرون وسط القتال    حبس شقيق كهربا في واقعة التعدي علي رضا البحراوي    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    حسن مصطفى: تصريحات حسام حسن تحتاج للهدوء وأداء المنتخب يتطلب تحسينات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسى عطالله مؤسس الاهرام المسائى
يفتح قلبه ل الاهرام المسائى السبق الصحفي علي مصلحة الوطن خطأ وخطر

كان يدرك تماما أن جريدة الأهرام المسائي التي أطلقها في العام1991 مع مجموعة صغيرة من الشباب الباحثين عن فرصة في بلاط صاحبة الجلالة, ستتحول بعد فترة وجيزة إلي واحدة من أهم الصحف المصرية الصباحية والمسائية
- علي حد سواء- فيملأ صيتها قلوب العامة وأروقة المسئولين, وانشغل بها القاصي والداني, وباتت حليفة كل مبدع وصاحب كلمة, وبقيت أمينة علي مهنية وحرفية تلتزم بالصدق والحقيقة.
كان مرسي عطا الله, بإيمان يضاهي إيمان الأولياء, وبثبات قل نظيره, وببساطة نادرة, يتقدم من موقع إلي موقع, لا يضيره الانتقال من معبد الديسك المركزي بجريدة الأهرام, إلي إنشاء جريدة وليدة مثل زس ز س.
24 علي تأسيس هذه الجريدة, يبقي السؤال الصعب في الأيام الصعبة: هل لا يزال الإصدار الورقي للأهرام المسائي, صالحا في زمن الإنترنت الراهن أم لا؟
للأستاذ مرسي عطا الله في ذكري تأسيس هذه الجريدة, عهد الوفاء والالتزام بالثوابت التي أرسي دعائمها علي مر السنوات رأيا ورؤية.
وإلي نص الحوار.......
أستاذ مرسي نستعيد معك ذكريات العدد الأول ل الأهرام المسائي.. وفكرة الإصدار الجديد الذي ولد علي يديك.. والدروس التي يكمن أن نقدمها للأجيال الجديدة في تجربة متميزة.. فمن أين نبدأ؟
بعد24 عاما نلتقي كما التقينا, ربما يكون الدكتور محمد منصور هيبه الوحيد من الجيل الذي ساهم في العدد الأول من الأهرام المسائي الذي يتواجد معنا الآن والذي بدأ معي لحظة الولادة.. وكانت الولادة كما شهدها البعض بدون فريق أو هيئة تحرير.. بدون أي شئ سوي الإرادة والعزيمة التي كنا نتحلي بها بأن تخرج الأهرام المسائي إلي النور.
وعلي نفس ترابيزة الديسك المركزي للأهرام بعد أن انتهينا من العمل, بدأنا نكمل مهمة الإعداد لصدور العدد الأول من الأهرام المسائي بعد أن أصدرنا من قبل عدد تجريبي واحد فقط في اليوم السابق.
.. كانت طبول حرب تحرير الكويت تدق ولم يكن في ذلك الوقت فضائيات بهذا الشكل, وشعرنا أن الحدث سوف يغير معالم الشرق الأوسط, ووجدنا أنه من الصعب أن قارئ الأهرام يتوقف عند آخر خبر يقرأه الساعة الثالثة صباحا في حالة صدور طبعة رابعة, ويظل حتي اليوم التالي لقراءة الأخبار الجديدة فجاءت فكرة إصدار الأهرام المسائي.
انتهينا من الطبعة الأولي الساعة12 ظهرا وصدر العدد الأول في17 يناير عام1991 دون سابق إعلان, دون أن يعلم الناس وكانت المفاجأة أن العدد سحب من السوق, وكانت إشارة بأننا لم ننطلق نحو مشروع يطرح احتمالات الاستمرار أو عدمه.. ولكنه مشروع وجد قبول لدي الناس, بعد صدور العدد الأول بدأنا نفكر ونستعد, وبدأنا نستعين ببعض زملائنا في الأهرام اليومي بكتابة رأي أو المساهمة في السكرتارية الفنية مع بقائهم في مواقعهم دون المساس بها.
أفتكر إننا قعدنا منذ صدور العدد الأول وحتي مارس أو ابريل عام1992 عندما بدأنا نشكل هيئة تحرير وتعيين أول دفعة وعددها17 محررا جميعهم من الشباب.
بدأت العجلة تدور خلالها ساعات صعود وساعات نواجه إحساس بعدم الرضا عن النفس وأعتقد أن أقوي ما في الأهرام المسائي كثرة المراجعات الذاتية, لأننا كنا نشعر باستمرار بأننا لدينا القدرة علي إخراج منتج أفضل من ذلك, وكانت أعيننا من أول لحظة علي شيئين القارئ والوطن..
القارئ والوطن منذ البداية؟
ز السياسية التي اتخذها المسائي في قضايا الوطن وقضايا القومية العربية كانت علامة فخر للعاملين فيه في كل الأزمات, فحيث تواجد إسرائيل كنا في الخندق الآخر, وعندما تواجدت الإمبريالية الأمريكية كنا في الخندق الآخر, أتذكر جيدا عندما جاء بعض المواطنين أيام غزو أمريكا للعراق وكادوا يحرقون الأهرام لولا قذفنا لهم أعدادا من الأهرام المسائي, ولم نذكر عبارة تحرير العراق كما كانت تقول الصحف الأخري, وإنما نقول غزو العراق.
نحن كنا مع المقاومة.. كمقاومة لأن القضية قضية شعب ظلم واغتصبت أرضه, أيا كانت المتغيرات ولعبة السياسة وبعض المتاجرين في القضية الفلسطينية, فكل هذا ليس لنا به علاقة ولكن لي علاقة إن أمن مصر القومي يرتبط بأمن فلسطين وبالأمن العربي الشامل, وبالتالي أنا مع أي موقف يكون في صالح العرب.
كنت حريصا علي القارئ بألا أعمل له نوعا من التلوث الفكري أو التلوث السمعي, لأنني ضد الشائعات والنميمة والراويات التي كان البعض يسعي إليها كمحاولة لكسب القارئ, واستطعنا بالكتابة الموضوعية أن نكسب القارئ ونكتسب احترامه, وأتذكر هنا أن تقارير المجلس الأعلي للصحافة, أثبتت أن المسائي كان أقل جرنال في الملاحظات.
لو عاد بك الزمان للوراء كنت تركت الديسك المركزي للأهرام وأصدرت الأهرام المسائي؟
لو مش خايف أني أنافسكم كنت عملت جريدة مسائية بالشكل الذي عملته في الأهرام المسائي, لأن الشكل الذي كنت ابتغيه لم يتيسر لي, المسائي كان يواجه مصاعب وتحديات الكل يعرفها ولذلك لم أتمكن أن احقق حلمي, حلمي في جريدة مسائية أعتقد أن السوق المصري يحتاجها وهي عمل متابعة علي الخبر لأن الخبر طلع في الصحف الصباحية ولذلك لابد من المتابعة وأقدمها للقارئ وأعطيه خلفية الحدث.. ولذلك هناك مساحة واسعة للجرائد المسائية, وهذا ما يعطي جريدة اللوموند الفرنسية هذا الرسوخ والاستمرار.
في حالة تفكيرك في إصدار تجربة جديدة هل يمكن أن تجد مثل هذه الكتيبة التي بدأت معك في هذه الأيام؟
ممكن أجد الأفضل بشرط أن الظروف تكون مختلفة, فأنا لم أجد أحد متعاونا ولذلك كنت أقول للزميل إسماعيل إبراهيم لك عندي شئ جميل, لأنه كان بيحملني ناس وكنت أقابلهم جميعا في البداية, ولم يكن لدي ترف في الاختيار ولكن في الوقت الحالي أستطيع أن أختار.
بعد24 عاما من صدور العدد الأول للأهرام المسائي كيف تراه الآن؟
أراه كعادتي بروح الأمل والتفاؤل في أن يستعيد شبابه وحيويته وقدرته علي أن يكون رقما فعالا وأساسيا في المعادلة الصحفية المصرية, وهذا يتطلب شيئين, الأول عودة الروح القوية التي تجعلنا جميعا متساويين في المسئولية والعطاء والحقوق, ممكن تختلف طبقا للأعمار والأقدميات, والثاني أن يستعيد تقاليد الجرائد المسائية, وما يزال لدي اعتراض كمحب بتوقيتات الطبع التي لا توفر للمسائي فرصة الانفراد بالخبر والمتابعة, وكان من الأشياء الأساسية حاجة اسمها حادثة الفجر, ولما يكون في مباريات عالمية في كرة القدم تقام في توقيت متأخر, والأحداث التي تقع في مجلس الأمن والتي يوجد فارق في التوقيت بين أقرب مكان في أمريكا والقاهرة نحو7 ساعات, وهذا يعطينا ميزة في الأحداث التي تقام, وأن تكون دول شرق آسيا قد أكملت يومها.
هناك سؤال يفرض نفسه علينا اليوم وهو كيف تري مستقبل الصحافة المصرية في ظل المتغيرات التي نعيشها, خاصة وإننا أمام حزمة قوانين جديدة؟
تظل هناك أزمة حقيقية في الصحافة المصرية, نظرا لأن هناك مؤسسات تخسر, وأخري تكسب, ومؤسسات تقف علي أقدامها وأخري تتواري, ولكن تظل المعضلة هي من يملك الصحف القومية؟, ولابد من وجود مالك حقيقي للصحف القومية, لأننا لايمكن أن ندخل في منافسة مع صحف تملك القدرة علي تعيين الكفاءات والاستغناء عن المقصرين وأظل أنا أدار بمنطق أن المال السايب مالوش صاحب ولو وضعت لائحة الأجور يلغي الحافز في مهنة تتطلب التنافس, لابد من وضع معايير للالتحاق بالمهنة.
كيف نحل مشكلة الملكية من وجهة نظر سيادتك؟
الملكية بأن لا ندفن رؤوسنا في الرمال, فهذه مؤسسات مملوكة للدولة, والحساسية التي كانت موجودة من قبل بأنها صحف حكومية توارت وتراجعت مع وجود صحف أخري, وأصبحت ليست الوحيدة في الميدان, نبحث عن صيغة تجعل المالك الرقيب المحاسب الذي يضع هدف حماية الوطن والدولة والحفاظ علي أكبر نسبة من القراء مهمة أساسية للصحف القومية, وقد نبهت بذلك, وقلت ومفيش حد صدقني, وقلت أن هناك صحافة خاصة قادمة, وقلت إن تجربة الأهرام المسائي رغم صعوبتها سوف تفرز رؤساء تحرير وتفرض نفسها علي الساحة الصحفية, وأعرف أن هناك عناصر في المسائي متمسكة ببقائها في الإصدار رغم تلقيها عروضا مغرية ومريحة في أماكن أخري, كما صدر المسائي كوادر للخارج بفضل فترة التدريب الكافية التي حصلوا عليها قبل التعيين.
كيف جاء هذا العدد من الشباب ليطرقوا باب الأهرام المسائي؟
الفضل في ذلك يعود للدكتور إسماعيل إبراهيم أنه وفر لي خامة جيدة, حيث فوجئت في أحد الأيام بعد أن أصبحنا5 أو6 أفراد في الإصدار... وقال لي الناس الجديدة موجودة وكنت اعتقد أنهم10 أو15 فردا, وطلبت فتح قاعة مجلس التحرير لهم, لكنني فوجئت بأن العدد يتراوح بين50 إلي60 فردا يدخل بهم إسماعيل وسط فرجة الزملاء بالأهرام.
أود أن تحكي لنا كيف بدأت رحلتك الصحفية, خاصة وأنك حاصل علي بكالوريوس زراعة, والتحقت بالأهرام التي كان يرأسها في ذلك التاريخ الأستاذ هيكل, وكان دخولها في غاية الصعوبة؟
دخلت الأهرام قبل أن أنهي دراستي الجامعية, كان وراء ذلك قصة حيث كنت أحرر مجلة شروقس ذلك التوقيت, فقد فازت المجلة بالمركز الأول عامين متتالين بالمسابقة التي نظمتها الجامعة, وفي إحدي المرات كانت هناك ندوة داخل الجامعة وحضرها الأستاذ حمدي الجمال, وهو خريج زراعة أيضا, وأبدي إعجابه وانبهاره بالمجلة وانتهينا عند هذا الحد, وأنا في السنة الثالثة في الكلية كان صديقي حمدي النحاس رئيس القسم الرياضي بجريدة المساء, وكنت أتقابل معه في نادي الزمالك, وطلب مني الانضمام للقسم الرياضي فرفضت, ثم طلب مني الانضمام للديسك ووافقت وعملت لمدة شهر ونصف في فترة اعتز بها كثيرا لدرجة أن المسئولين في الجريدة تمسكوا بي وكان ذلك في عامي62 و63, وفوجئت أن الأهرام يتجه إلي التطوير وسمع البعض في مؤسسة الأهرام عني وجري اتصال بي لضمي للقسم الرياضي فتهيبت الموقف خاصة أنه كان يتملكني توجهات سياسية, وكنت قيادة طلابية فلم أهتم بالتواجد في القسم الرياضي, وكان وقتها يسيطر علي الشباب وأنا واحد منهم الشعور القومي, وجري التواصل معي مرة أخري, وكان شقيقي المستشار عطا الله يعمل دبلوماسيا في وزارة الخارجية, وكنت دائما أستشيره في كل شئوني, وكان له صديق يعمل في الأهرام فطلب مني التمهل قبل الإقدام علي هذه الخطوة لتحديد مدي تأثير العمل في الأهرام علي العملية الدراسية, فقلت له لن تؤثر, ولا تخاف رغم أنه كان يتملكني شعور بالرهبة من الأهرام ومناخه, فإذا بالصديق محمود فهمي عبد الرازق هويدي الشهير بفهمي هويدي يخبرني إنه سامع أن الأهرام بيعمل ملحق رياضي جديد.
دخلت الأهرام في مبناخ القديملكي أجري مقابلة فجلست اشتغل من أول يوم, وبدأ الصراع فسعي قسما التحقيقات الصحفية والسكرتارية الفنية لضمي, وكل هذا حدث في أول شهر لي داخل الأهرام قبل تخرجي من الجامعة, صلاح هلال كان عاوزني في التحقيقات والمرحوم بحري كان عاوزني في السكرتارية الفنية.
أول ما تخرجت من الجامعة فكرت هعمل إيه, كنت أحصل علي مكافأة فقال لي البعض هتتعيين وتم ذلك بعد فترة, توقفت الرياضة بسبب حرب67 وجاء صلاح هلال وقال لي ليس لديك عذر الآن وانت قاعد فاضي وقام بضمي لقسم التحقيقات وعملت واحد من أهم التحقيقات بعد67 وكان بعنوان8 آلاف مهندس وفني زراعي في مكاتب القاهرة.. ماذا يفعلون؟ وكان الموضوع قريبا من المقال فاهتم به الرئيس جمال عبد الناصر علي حد كلام رواه الأستاذ هيكل, ولسه هبدا في الشغل جري استدعائي لأداء الخدمة العسكرية.
بالصدفة والعين الثاقبة للأستاذ هيكل, بعد أن أمضيت حوالي عام في القوات الجوية فوجئت باستدعائي لمقابلة اللواء محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية للأهمية, وبعد أن تقابلت معه أبلغني بانتقالي لفرع المعلومات وقال لي بصراحة اللي موصي عليك الأستاذ هيكل, وبدأت رحلتي التي تعلمت وأدين فيها للمؤسسة العسكرية بأنني قرأت ما لم يكن يتاح لأحد, وقرأت استراتيجيات وخطط وتكتيكات وفهم سياسي للأمور.
أمضيت في الجيش نحو8 أعوام, وخرجت بمعجزة لأنه كان هناك إصرار علي أن أظل وأكلف بالاستمرار في الجيش, لأعود مرة أخري للأهرام لتستهويني شهرة الرياضة, ولكنهم قالوا لي سوف تعمل في القسم السياسي بالإضافة إلي عضوية الديسك المركزي, وكان ذلك بالنسبة لي شيئا كبير خاصة أني كنت أصغر عضو ينضم للديسك المركزي, وتعلمت من الكبار.
ما تقرأه في الأهرام المسائي اليوم تقرأه في بقية الصحف غدا.. متي تم وضع هذا الإعلان في المسائي؟
وضع بعد أسبوعين فقط من تاريخ صدور العدد الأول وتم رفعه بعد ذلك بعد أن وفي بالغرض والهدف الذي وضع من أجله.
لم يكن في قاموس عملي كلمة جمعة أو أعياد أو الحصول علي إجازة ما لم أكن في مهمة رسمية خارج البلاد, وفور عودتي إلي ارض الوطن كنت أتجه إلي الجريدة دون التفكير في العودة إلي المنزل لحبي وعشقي للعمل الصحفي.
كيف استطعت تسديد مليار ونصف المليار جنيه تقريبا ديون علي المؤسسة, ثم تركت فائضا بالملايين في خزينة الأهرام خلال الثمانية اشهر التي توليت فيها المسئولية كرئيس مجلس إدارة؟
كلامي كان واضحا منذ البداية, وكنت اعرف أس الداء منذ أن كنت عضوا في مجلس الإدارة بعد عام2005 مع الراحل صلاح الغمري, كنت مضطرا أن اتخذ بعض الإجراءات رغم أنها لن ترضي البعض ولكنها سوف ترضي الكثيرين والتي تتمثل في إغلاق كل حنفيات الإهدار دون أن يؤثر ذلك علي المهنة, نظرا لأنه من غير المعقول أن البعض يحصلون علي بدل سفر يصل من150 إلي200 يوم في السنة الواحدة, أو يطلع في المهمة الواحدة عشرة أفراد رغم وجود مكاتب لنا في الخارج, آو أن تكون هناك ميزانيات مستقلة خارج المؤسسة تتصرف فيها بعض الإدارات, وأوقفت حق أي مسئول في اعتماد فاتورة أو استمارة صرف تتجاوز الألف جنيه, إلا في حالة واحدة فقط تم استثنائها وهي حالة حدوث عطل ليلي في المطابع يؤثر علي الدوران يمكن شراء ما يتجاوز المبلغ المحدد علي أن يعرض ذلك علي مجلس الإدارة صباح اليوم التالي مباشرة, وعلي الرغم من هذا ولم تحدث هذه الحالة علي الإطلاق
ماذا ترتب علي ذلك؟
أن الأهرام تعود كما كانت خزينة واحدة بعد أن كانت هناك خزائن متعددة في شتي قطاعات المؤسسة, وبدأنا نحفز العاملين وكانت ضربة البداية في إدارة النقل, حيث اكتشفنا ان قطع الغيار المتهالكة والمواتير التي تخرج من الخدمة كميتها كبيرة جدا, وعندما التقيت بالعاملين قلت لهم أن كل مليم سيتم توفيره سوف يعود إليكم وكانت النتيجة توفير12 مليون جنيه في قطاع النقل فقط خلال عام واحد كانت تستهلك بالزيادة علي البنزين والشحومات وقطع الغيار, وفي نهاية العام فوجئ العاملون بالحصول علي تسعة اشهر أرباح لأول مرة بعد أن كانت4.5 وقام صلاح الغمري برفعها إلي5 أشهر, لنطلق شعار الأهرام بيتنا جميعا حتي يحافظ كل فرد في المؤسسة عليها.
كيف نجحت في زيادة الدخل المادي للمؤسسة؟
انشأت يومية تحصيل وأخري توزيع بعد أن علمتني الحياة ذلك, فكان يوميا ياتيني كشف متحصلات الأهرام لأقوم علي الفور بعمل كشف توزيع, فمثلا اليوم حصلنا أربعة ملايين جنيه, أقوم بفتح كشف التوزيع بوضع500 ألف كمرتبات ومثل هذا المبلغ للتأمينات ومبلغ آخر للنشاط التجاري وهكذا مع تجنيب مبلغ للأرباح السنوية نهاية العام حتي لا أواجه أي مشكلة مقبلة.
من أين أتيت بهذه المبالغ الكبيرة في ظل عدم وجود مشروعات جديدة؟
كلمة السر كانت في التحصيل.. وقلت ليس مهما نشر إعلان ولكن الأهم تحصيل قيمة الإعلانات, فقد اكتشفت أن العاملين في قطاع التحصيل أصيبوا بحالة من الكسل, وطلبت أن يكون التحصيل بنسبة100%, كما اكتشفت أن التراخي عن التحصيل كان وراءه أشياء أخري, وأن هناك مبالغ كبيرة تعتبر معدومة أو تجري تسوية بدفع المعلن جزءا من المبلغ المستحق عليه نظير التصالح, ليصبح هذا الكلام غير موجود علي الإطلاق في المؤسسة.
هل هذه كل المتحصلات التي جعلتك تسدد ديون الأهرام وتترك فائضا ماليا في خزينة المؤسسة؟
لا.. كانت هناك متحصلات سابقة وديون لدي الغير حتي في الشركات الاستثمارية, فالأهرام للأدوية كان لها مستحقات لدي الغير وصلت إلي سبعة ملايين جنيه وربطت بقاء المسئول عنها في منصبه بتحصيل المبلغ, بذلنا جهودا غير عادية وحصلنا علي كل أموالنا الخارجية, وكان المحظور الوحيد لدينا عدم التفريط في أي من أصول المؤسسة.
هل لا تزال أوضاع الشركات مستمرة حتي الآن؟
هناك خطوات جادة لإعادة إصلاح الشركات الخاسرة في المؤسسة وعودة قطاع الاستثمار لقوته كقوة دافعة ومتدفقة في المرحلة المقبلة تساعد الأهرام علي تلبية احتياجاتها, لأن الأهرام بحاجة إلي أنشطة أخري في مجالات متعددة وفي الطريق شركات أخري استثمارية تدخل الخدمة في أقرب وقت, أشرف بأنني أتولي مسئولية المفوض العام لشركات الأهرام للاستثمار منذ عام رغم أنني كنت مترددا عن الدخول في أي مجال آخر غير الكتابة, لكن تقديرا لظروف المؤسسة, وتقديرا مني للزميل أحمد النجار رئيس مجلس الإدارة بضرورة مساندته قبلت هذه المأمورية, والحمد لله خلال عام واحد حققنا أشياء ولكنها ليست كل المراد وسوف يتلو ذلك أشياء أخري في مجالات عديدة في الإنشاء العقاري والثروة الحيوانية وإنشاء جامعات جديدة سوف تدر دخلا جديدا للأهرام, وآمل أن ننتهي من موضوع القناة الفضائية للأهرام, وكل هذه المقترحات مطوحة أمام مجلس الإدارة الذي سيقوم بتحديد الأولويات التي سيتم البدء بها.
نري التفاؤل في عينيك من أين جاء؟
متفائل لأقصي درجة لأن لدينا أفكارا كثيرة جدا لتوفير دعم مالي للمؤسسة من خلال شركات الاستثمار, وأقول إن الإدارة الحالية حققت معجزة بأن الأهرام تتمكن من صرف أرباح وحوافز نهاية العام خلال العامين الماضيين في ظل ظروف في غاية الصعوبة.
المشهد السياسي
كيف تقرأ المشهد السياسي خلال الوضع الراهن ودلالاته المستقبلية, والدخول في إتمام خارطة الطريق بالانتخابات البرلمانية؟
أستطيع أن أقول مقطع من أغنية للفنانة فيروز مصر عادت شمسك الذهب بمعني أننا كنا بحاجة بعد تجربة صعبة ومريرة خلال السنوات الأربع الماضية أن تستعيد الدولة المصرية قدرتها ومكانتها, وتستعيد الأمن والاستقرار ورح الانتماء, وتستعيد روح المواطنة في ظل إشارات جديدة.
بحسك السياسي كيف تقرأ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية في عيد الميلاد المجيد؟
أعتقد أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكاتدرائية حدث ينبغي أن ينظر إليه بشكل أعمق من مجرد زيارة هي ليست بشخصه, ولا بمنصبه, بالضبط مثل زيارته لدار القضاء, فهذه الزيارة باسم شعب يحرص علي الوحدة الوطنية, شعب يحرص علي احترام القضاء, والجميع يعلمون ما تعرضت له الكنيسة والقضاء خلال حكم النظام السابق, لان القضاء والكنيسة ركنان أساسيان في بنيان المجتمع.
من أين جاءت ثقة الشعب في قيادته السياسية؟
أوعي يفتكرانسان أنها جاءت من الهيبة أو الكاريزما, ولكنها ثقة المصريين في مصرية الرجل الذي يقود البلاد حاليا, لأنه لم يكن في يوم من الأيام ضمن الناس التي كانت لا يهمها مصلحة البلد بل علي العكس كان قلبه علي مصر منذ الوهلة الأولي لأنه ببساطة رجل مصري يستطيع أن يبني كل العلاقات الخارجية علي أساس المصلحة المصرية, ويسعي لاستعادة مكانة مصرعلي كل المستويات بموقف يري من خلاله الأمور بأفق أوسع من النظرة المحدودة, لذلك أعتقد أن الموقف المصري من الأزمة السورية برغم العلاقات الطيبة بدول الخليج تعد أحد علامات استقلال الإرادة المصرية.
الغرب هو من صنع الإرهاب واليوم يواجه مخاطره ويدفع فاتورة احتوائه..؟
اللي يربي عقرب جوه عباءته ز ز بالطريقة الرفاعية ويعرف ما بداخله إيه ولن يستطيع الاقتراب منه, لكن لم يدر بخلده أن الإرهاب الذي رباه وكبره واحتواه سوف ينقلب عليه, وهذا يعطينا نوع من الطمأنينة علي بلدنا.. بوجود رغبة في التصالح الحقيقي رغم ان هناك ناس تحاول أن تدخلنا في متاهات25 ينير.. و30يونيو.. والفلول.. والرئيس بيقول مصر للمصريين, ولن يتدخل في الانتخابات البرلمانية والشعب نفسه قادر علي الاختيار, الرئيس لن يسمح لأحد ان يفرض وصياية.. بمن ياتي ومن لا يأتي, كل هذه الأمور تعطينا مؤشرات بعودة الالتحام للجسد المصري الذي كان يراد به البعض أن يتمزق.
هل استطاع الرئيس السيسي أن ينفذ ما وعد به الشعب بعد انتخابه في مايو الماضي؟
المؤشرات تؤكد ذلك, فالرئيس التزم أمام الشعب وطلب منحه مهلة سنتين لظهور بصماته علي الحياة في مصر, ولم يفرط في وعوده وقال100 يوم, واعتقد انه قبل سنتين سنري إشارة علي جدية هذا الرجل الذي نجا بالبلاد إلي بر الأمان.
هناك من يري أن قيمة30 يونيو في تغيير نظام وانتخاب نظام أخر, فكيف تري قيمة هذه الثورة العظيمة؟
قيمتها ليست في أنها قامت بتغيير نظام وعزل نظام كان يريد أن ينزلق بنا إلي متاهات الجب, لكنها أنقذت أمة بأسرها وأعطت رسالة لدول العالم التي كانت متخوفة ومتحفزة, أصبحت اليوم تبارك الخطوات المصرية, فواشنطن تبارك الانتخابات البرلمانية المقبلة, والدول كلها تستقبل القيادات المصرية وتتوالي الدعوات وطلب لقاءات, ونقيم انفتاح في السياسة الخارجية علي كل الاتجاهات, ضد سياسة وضع البيض في سلة واحدة, لأن فكرة أن ألقي بنفسي في أحضان أمريكا أمر في بالغ الخطورة مثل مخاطر العولمة يرتبط بشركات متعددة الجنسيات بزرع محصول معين وفي لحظة ترفض الشركات هذا المحصول ويصبح من يرتبط بها عاريا, لذلك مصر المتمثلة في قيادتها السياسية انفتحت علي الصين وروسيا والدول الغربية, وفي النهاية ولائي وانتمائي لأمتها العربية.
ما المشكلة أو التحدي التي قد تعترض طريقنا وتؤرق القيادة السياسية؟
تظل المشكلة أو التحدي أمامنا هي كيف نستطيع أن نواجه مشكلتي البطالة والفقر, واعتقد أنهما يؤرقان القيادة السياسية, ولمواجهتهما تتحرك كل خطوات الدولة المصرية في طريق محدد, ومن هذا الطريق نضمن الأمن والاستقرار والأمل في الغد, وتتخذ الدولة عددا من الإجراءات لاستيعابها, عدا هذا نأمل أن يستمر التجاوب الشعبي.
هل تري كما يري البعض أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحتاج بالفعل إلي ظهير سياسي وظهير إعلامي لاستكمال خارطة الطريق؟
أزعم أنني أول واحد أطلق هذا الكلام منذ تولي السيسي مقاليد البلاد, وقتها أطلقت في عامود كل يوم بالأهرام سلسلة مقالات تتضمن دعوة إلي إنشاء حزب العبور ويكون ظهير الرئيس من اجل استكمال خارطة الطريق, لكنني استمعت إلي وجهة نظر أخري أن الرئيس حساس أن يري البعض ذلك بمثابة إعادة استنساخ لتجربة الحزب الوطني الذي كان يبتلع كل شئ, اعتبر الرئيس أن كل من منحه التفويض في30 يونيو هم الظهير السياسي له, ويستطيع هؤلاء أن يختاروا مجلس النواب الجديد, الرئيس لا يريد أن ينتمي إلي حزب معين ولو بالإيحاء حتي لا يؤدي ذلك إلي إجهاض تجربة بناء أحزاب جديدة كما حدث هذا من قبل.
الأعلام المصري
كيف تري أزمة الإعلام المصري في ظل الحالة السياسية التي نقبل عليها لاستكمال خارطة الطريق؟
تنهد الأستاذ مرسي بعمق ثم قال رؤية قد تختلف مع الكثيرين هي انه يجب أن يكون الإعلام خارج أي ولاءات إلا الولاء للدولة المصرية شأنه شان الجيش والشرطة والقضاء, وما يحدث علي الساحة الإعلامية هوجة, أزعم انني قللت من قراءة الصحف بنسبة تزيد علي90%, حيث كنت أقرأ في اليوم الواحد من40 إلي50 صحيفة بالإضافة لمتابعة كل القنوات الفضائية, الآن أنا حزين.. أقولها لأنني أشعر بعدم الاستفادة بعد أن تحول الإعلام إلي وصلات من الردح, لا اعتبر أن هذا إعلام والذي يعد أخطر ما في العولمة.
كيف نخرج من هذا ليصبح الإعلام داعما للدولة فقط؟
أتمني أن يحدث توافق.. نعم نسمح بحرية الإعلام.. نعم نسمح بعودة صحافة مستقلة, لكن في إطار الالتزام بثوابت أساسية تتعلق بقيم المجتمع ومصلحته وسلامته, الدول الغربية تفكر الآن بعد الحادث الإرهابي الذي وقع في فرنسا أن تمنع شبكات الانترنت من تداول أي شئ يتعلق بخدمة فصائل الإرهاب, أو مساعدة أفكارهم, بل هناك أكثر من هذا فالنائب العام الفرنسي وجه لوما للإعلام لأنه نشر اسم الأخوين كوارشي الذي ساعد علي عدم إتمام عملية القبض عليهما بدون مقاومة, بعد أن عرفا أنهما مرصودان من الأجهزة الأمنية, لتصبح فكرة السبق الصحفي علي حساب المصلحة الوطنية خطر, لذلك نحن نحتاج إلي مبادئ تصبح بالنسبة للناس بمثابة ميثاق أو قوانين لا يجوز لأحد الخروج عليها بعد أن تحول الإعلام إلي شبابيك للفرجة, والمصريون بطبعهم شغوفين للمعرفة, لذلك لابد من التعرف علي نوعية المادة الإعلامية التي تقدم للناس, ليس المقصود بذلك أن نقدم لهم القراءة الرشيدة, ولا برامج الحزب الشيوعي أو الاتحاد الاشتراكي.
ما هو المانشيت الذي تعتز به طوال تاريخك في الأهرام المسائي؟
مانشيت أول عدد, الحرب بدأت عاصفة ومدمرة.
في الختام ما الكلمة التي تود أن توجهها لأسرة الأهرام المسائي؟
أتمني للأهرام المسائي وأبنائه والجيل الجديد الوافد علي جيل المؤسسين أن يحافظوا علي هذا المكان, ويدركوا أن قيمتهم فيما يعملون ويكتبون ويشاركون أكثر من التناطح والصراع علي المناصب, فالصحافة عمرها ما كانت منصبا, فهي ممارسة ودور وأخلاق وقبل هذا عشق, ومن يتصور أنها ستكون سبيله للثروة غلطان, ومن يتصور أنها مدخل للوجاهة غلطان, فهي من الممكن أن تعطي لصاحبها قيمة في المجتمع بقدر ما يعطيه ويقدمه, أتمني للجيل الجديد أن يكون لديه الرؤية التي تحقق ما لم نستطع تحقيقه, ويقدموا أشياء أفضل, ويحافظوا علي المكان وتقاليد الأهرام المسائي, وان يحافظوا علي علاقاتهم الطيبة مع بعضهم.
نود أن تقول كلمة في حق الغائب الحاضر المرحوم مراد عز العرب؟
كنت أتعامل معه كأخ, وجعلني أشعر أنه نعم الأخ الذي يحرص علي صاحبه في غيبته أكثر من حضوره, ويتحمل بسببه ما يغنيك عن توافه الأشياء, وينطبق عليه القول الأثير رب أخ لك لم تلده أمك.
وبالمناسبة لابد أن أذكر رفاق الطريق الذين شاركونا مشاق إصدار الأهرام المسائي ورحلوا إلي رحمة الله وهم الزملاء مصطفي بشندي ومحمد عبدالغني علام وعرفة محمد وثلاثتهم كانوا قمة في العطاء والخلق الجم.
تتبقي كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار أن الأستاذ مرسي عطا الله كرر أكثر من مرة تعبيره عن الاعتزاز بأن الأهرام المسائي رغم كل الظروف الصعبة. في السنوات الأخيرة فإنه ما زال رقما صحيحا وقويا في ساحة الرأي العام المصري, وبمقدوره في أمد قريب أن يعبر الحدود ويؤثر في الساحة العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.