الحمد لله, تحركت حكومتنا المترهلة وطردت السفير التركي. ممارسات أردوغان ضد مصر وأمنها القومي تمثل نقطة فاصلة في تاريخ العلاقات المصرية التركية; التي أساء اليها. يحاول أردوغان الإخواني إعادة خلافة إخوانية عثمانية جديدة لتحقيق الأجندة الأمريكية. في القرن السادس عشر وتحت وهج الذكريات الصليبيات استطاع الاتراك العثمانيون أن يستعمروا مصر. و العثمانية استعمار ديني تخفي وراء وحدة الدين ولكنه جعل من اقاليم الدولة توابع ومستعمرات حقيقية له. وكما استثمرت العثمانية الخلافة في بدايتها لتفرض نفسها, فإنها جندتها في النهاية لتمنع انهيارها. وحديثا لم يكن هناك حلف استعماري استهدف مصر إلا وكانت تركيا هي رأس حربته, وكان الفشل هو نصيبهم. وكل تلك المشروعات ليس فيها من الإسلام إلا الاسم, ولكنها تحت الجلد وحتي النخاع أحلاف سياسية صرفة, تستهدف ضرب الأمن القومي العربي. ولذا لم يكن غريبا أن تتسم العلاقات المصرية التركية دوما بالتذبذب والتطور المستمر, وهي ظاهرة كانت نتيجة لعاملين مهمين: الدور التركي في الإستراتيجية الأمريكية والتوجه التركي تجاه الغرب من ناحية, والعلاقات التركية الإسرائيلية من ناحية أخري. وتطور العلاقات بين الطرفين يعكس بوضوح ماهية السياسة التركية تجاه الشرق الأوسط التي نظرت إلي العلاقات مع العالم العربي علي كونها أداة, لا علي كونها هدفا في حد ذاتها. بلغة أخري: لقد نظرت تركيا إلي علاقاتها مع الولاياتالمتحدة, وإلي تحالفها مع إسرائيل, وإلي اندماجها في داخل أوروبا, علي كونها متغيرات مستقلة, بينما نظرت إلي علاقاتها مع العرب علي كونها متغيرات تابعة. ومع مشروع الشرق الأوسط الجديد عبر التحالف الإخواني الأمريكي وفي قلبه إخوان مصر التابعون ليس لأمريكا فحسب بل لأردوغان الإخواني وما موقف أردوغان تجاه مشروع إسقاط ليس النظام السوري بل إسقاط الدولة السورية واقتطاع بعض أجزائها وضمها لتركيا كما ضموا إقليم الإسكندرونة من قبل وجعل سوريا إخوانية خاضعة لأردوغان مستخدما كل شيء حتي التحالف مع التنظيمات القاعدية ومحاولة تدعيم الإخوان الظلاميين سارقي الثورات الانتهازيين الرجعيين, وهذا التوجه الإخواني المكشوف لأردوغان ووجهه الاستبدادي القبيح ومحاولات أردوغان فرض ممارسات أصولية علي كافة المجتمع التركي, أشعل ثورة تركية داخلية ضده فلا تكاد تنقطع المظاهرات الحاشدة المطالبة باسقاطه في كل أرجاء تركيا, استنادا إلي استياء من قمع حكومته للمعارضين منذ إعادة انتخاب حزب العدالة والتنمية. وهناك عشرات الصحفيين قد زج بهم في السجون تحت حكم أردوغان, دون تهم محددة, كما تعرضت منظمات المجتمع المدني للقمع, وألقي القبض علي محامين ناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان, وأدخلوا السجون. وبالإضافة إلي ذلك, فإن أردوغان اتجه علي ما يبدو إلي تغيير الدستور كي يظل في السلطة إلي عام.2024 من هنا كانت الادانات الدولية للمجتمع الدولي مع ادانة علي استيحاء من سيده الأمريكي. أردوغان الرجل البهلوان الذي حارب اسرائيل تليفزيونيا عبر حركاته البهلوانية الاستعراضية في حين أنه سرا يوظف دوره خدمة لإسرائيل التي زاد حجم تجارته معها وفق تقارير رسمية موثقة, وسيده الأمريكي هو الذي أخرجه من السجن عام2003 ووظف كل الامكانيات لمنع حل حزبه المناقض للدستور التركي, أردوغان لم يجد من انحاء الارض مكانا لتعليم ابنتيه سوي أمريكا والذي علي خلاف كل الحلفاء والتابعين لأمريكا ارتضي ان تنخرط بلاده في مشروع الدرع الصاروخي الامريكي الذي ترفضه دولة مثل كوريا الجنوبية التي علاقاتها التحالفية مع امريكا اكثر بكثير من أردوغان, هذا الرجل الذي زاده مكوثه في السلطة طويلا وكثيرا بدون مقتضي مما زاده مرضا علي مرض أصيب بكل الامراض النفسيية والعصبية التي عرفها الانسان قديمه وحديثه واصبح يهذي ويتخبط ويقال انه اصبح يحادث نفسه إثر سقوط مشروعه الإخواني في مصر; يعيش اليوم حالة إحباط وإفلاس غير مسبوقة, سيما بعد ان اعلن الامريكان الحقيقة الساطعة سطوع الشمس, الإخوان قاموا بسرقة ثورة25 يناير. ما اشبه الليلة بالبارحة قبيل سقوط المشروع العثماني وسيادة العنصرية التركية التي كانت اساسا شرطيا للعثمانية, و اندلاع سياسة التتريك و العثمنة بلا هوادة حتي وصلت الي حد المجازر وحمامات الدم( جمال باشا) كان المنعطف الحاد النهائي, وولدت القومية العربية لا في رحم الجامعة الإسلامية انما علي جثتها.. الإخوان هم آخر من يجوز له ان يحمل لواء الاسلام او يدعي حمايته, ولا نقول الانتماء إليه. الصراع الآن بين الوطنية والقومية والخيانة في الوطن الاكبر, والعمل الثوري الوطني البتار في30 يونيو اطاح بأحلام الحالمين والقافزين في المجهول من إخوان مصر الي إخوان تركيا والتنظيم الدولي الإرهابي. وستنتصر مصر كما انتصرت في كل معاركها. المجد والخلود لكل شهداء الوطن من السلطان الشهيد طومانباي عام1517 وحتي آخر شهيد مصري بتامر إخواني أردوغاني. رابط دائم :