كشفت صحيفة "الدستور" الأردنية أن معدلات الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ارتفعت منذ انهيار المفاوضات بمعدل 4 أضعاف الأرقام المتعارف عليها، كما تؤكد ذلك دائرة الإحصاءات المركزية الإسرائيلية. وذكرت الصحيفة - فى افتتاحيتها اليوم الاثنين- أن معدل الاستيطان بلغ بناء 114 وحدة سكنية شهريا، كما تم إنجاز أكثر من 1175 وحدة خلال خمسة أشهر في جميع المستعمرات الصهيونية فى الأرض المحتلة منذ انتهاء فترة التجميد. وأشارت الصحيفة إلى أن العدو الصهيونى يعمل جاهدا على تكريس الأمر الواقع، من خلال رفع وتيرة الاستيطان، مستغلا انهيار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ودخول العملية السلمية في مأزق خطير، إلى جانب استغلاله الأوضاع الدولية والإقليمية الخطيرة، التى تنذر بتغييرات جذرية فى ظل هبوب رياح التغيير على عدد من الدول الشقيقة. ونبهت إلى أن استمرار الاستيطان، وبهذه الصورة الخطيرة، يعنى أن عصابات الاحتلال ليست معنية بالسلام وإنما معنية بتنفيذ مخططاتها وخططها وأهدافها الصهيونية التوسعية القائمة على التهويد ومصادرة الأراضى وتحويل ما تبقى من الأرض الفلسطينية إلى معازل وكانتونات على غرار نموذج "الابرتهايد" البائد فى جنوب إفريقيا، ما يعنى عمليا استحالة إقامة دولة فلسطينية. وأشارت إلى أن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلى القمعية، بلغت ذروتها فى القدسالمحتلة من خلال هدم المنازل العربية، وإقامة البؤر الاستيطانية فى الأحياء العربية، لإحكام السيطرة على المدينة المقدسة، وإزالة الأبنية الوقفية والتاريخية "القصور الأموية" لطمس هوية المدينة العربية الإسلامية، وتحويلها إلى "جيتو" يهودى كبير على غرار "الجيتوهات" اليهودية، التى أقيمت فى أوروبا فى القرن ال19. ونبهت إلى أن استمرار الاستيطان الإسرائيلى يتزامن مع استمرار الحصار والعدوان على غزة، الذى ارتفعت وتيرته مؤخرا من خلال قصف الطائرات والمدفعية لعدد من الأحياء السكنية، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين. وذكرت أن إسرائيل تستغل الدعم الأمريكى، والغياب العربى بفعل المستجدات الخطيرة، التى تعصف بالمنطقة، والواقع الفلسطينى العاجز، ما يفرض على النظام العربى وقد سقط الرهان على واشنطن بعد استخدامها "الفيتو" ورفضها إدانة الاستيطان وإعادة النظر فى العلاقات مع العدو الصهيونى وتحويل ملف القضية إلى الأممالمتحدة، بعد أن تأكد أن العصابات الصهيونية ليست معنية بالسلام وإنما بتكريس الاحتلال.