يولي المجتمع الدولي اهتمامًا كبيرًا لبداية الصين في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بشكل كامل، ويواصل تفسير خارطة طريق الصين للتنميةعالية الجودة، التي تم تحديدها في الخطوط العريضة للخطة الخمسية ال14 (2021-2025) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035. وأشاد المجتمع الدولي بتصميم الصين وجهودها لدفع التنمية عالية الجودة إلى الأمام، معتقدا أنها ستزيد بشكل فعال الثقة العالمية في الانتعاش الاقتصادي وستضخ زخما جديدا في التنمية العالمية. فذكرت المقالات الأخيرة التي نشرتها وسائل الإعلام الدولية بشكل متكرر خطة الصين الخمسية الجديدة وكلمات رئيسة متعلقة بأهدافها، مثل "التنمية عالية الجودة"، و"الاستقرار الاقتصادي"، و"رفاهية الشعب"، و"النمو الأخضر"، و"التنمية المدفوعة بالابتكار". يظهر طموح الصين في السير على طريق التنمية عالية الجودة فهم البلاد المتعمق لقانون التنمية، ذلك لأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالية الجودة تعد خيارًا لا بد منه بالنسبة للصين بعد نموها السريع على مدى العقود العديدة الماضية منذ الإصلاح والانفتاح. في عام 2015، طرحت الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية ال18 للحزب الشيوعي الصيني فكرة تنموية متسمة بالابتكار والتناسق والخضرة والانفتاح والتمتع المشترك، حيث بدأت الصين إصلاحا عميقا بالوضع العام لتنمية البلاد. وبعد ذلك بعامين، أشار التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني ال19 للحزب الشيوعي الصيني إلى أن اقتصاد الصين قد انتقل من النمو السريع إلى النمو عالي الجودة. في العام الماضي، أوضحت الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية ال19 للحزب الشيوعي الصيني أن الصين ستجعل التنمية عالية الجودة موضوع تقدمها الاقتصادي والاجتماعي في الفترة من 2021 إلى 2025. خلال "الدورتين" الصينيتين السنويتين اللتين عقدتا في أوائل مارس – الدورة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ودورة المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، شددت الصين على أن التنمية عالية الجودة هي موضوع التنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين خلال الخطة الخمسية ال14(2021-2025) وحتى فترة زمنية أطول. ذلك لأن التنمية عالية الجودة هي تنمية مستدامة بمعناها الحقيقي، وفي سياق الوضع الاقتصادي العالمي المعقد والصعب والانتعاش غير المستقر وغير المتكافئ، ستقدم الصين، باعتبارها دولة رئيسة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، مساهمات إيجابية في التنمية العالمية من خلال الالتزام بمسار التنمية عالية الجودة. الأفكار توجه العمل، ويحدد مفهوم التنمية مناسبا أو غير مناسب بشكل أساسي فعاليتها بل ونجاحها أو فشلها. وإن التنمية عالية الجودة في الصين، يُعتقد بأنها قادرة على تلبية رغبة الناس المتزايدة باستمرار لحياة أفضل، وتعكس فلسفة التنمية الجديدة: الابتكار هو القوة الدافعة الأساسية؛ التنسيق هو سمة داخلية؛ والخضرة هي الوضع السائد؛ الانفتاح هو الطريق الوحيد، والمشاركة هي الهدف الأساسي. وأظهرت الخطوط العريضة للخطة الخمسية ال14 (2021-2025) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035 تمامًا الدور التوجيهي لفلسفة التنمية الجديدة، وعرضت رؤى الصين الجميلة للتنمية عالية الجودة، وأشارت إلى المزيد من فرص جديدة للتعاون المربح للجانبين بين الصين والدول الأخرى. من خلال الإعلان بوضوح عن خطط الصين المختلفة، بما في ذلك تنفيذ إستراتيجية تعاون دولي أكثر انفتاحًا وشمولا ومنفعة للجميع في مجال العلوم والتكنولوجيا، وزيادة الاندماج في شبكة الابتكار العالمية، وتعزيز التنمية المنسقة للواردات والصادرات، والارتقاء بمستوى الاستثمار الدولي ثنائي الاتجاه وبناء شبكة مناطق تجارة حرة عالية المعايير، توضح الخطوط عزيمة الصين على تعزيز التعاون المفتوح إلى العالم. قال جونزالو تورديني، خبير أرجنتيني في القضايا الدولية، إن خطوط الصين العريضة للخطة الخمسية ال14 للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035 عكست اهتمام البلاد الكبير بجوانب مثل التنمية المستدامة والابتكار العلمي والتكنولوجي، وأرسلت إشارة واضحة بأن الدولة عازمة على تعزيز النمو عالي الجودة في مرحلتها الجديدة من التنمية. وأشار الخبير الأمريكي روبرت كون إلى أن التعاون الوثيق في الابتكار سيؤدي إلى مزيد من التقدم التكنولوجي، مضيفا أن مساهمة الصين في التقدم العلمي والتكنولوجي للبلدان النامية من خلال التعاون تفضي إلى التنمية المشتركة للعالم. لقد أدلى العديد من أصحاب البصيرة الدولية بأصواتهم على الثقة في آفاق الصين أكثر انفتاحًا وابتكارا. رونالد كواس، الراحل الحائزعلى جائزة نوبل للاقتصاد، أقر بأهمية تنمية الصين للمجتمع الدولي. وفي إشارته إلى أن الصين أمامها مستقبل واعد، قال إن نضالات الصين تمثل كفاح البشرية جمعاء، وأن تجربتها ذات قيمة كبيرة للبشرية. ومن المعتقد بشكل عام أن الصين، حين تشرع في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وتنطلق من مرحلة تنمية جديدة، وتطبق فكرة تنموية جديدة، وتبنى نمطا تنمويا جديدا، وتعزز بثبات التنمية العالية الجودة، ستقدم بالتأكيد مساهمات جديدة في الانتعاش الاقتصادي الدولي.