لم يمنح نفسه فرصة للبحث عن عمل شريف يستطيع من خلاله كسب رزقه بالحلال، فكان دائما يغرد خارج سرب أقرانه ممن فى مثل سنه، وانحصرت أحلامه فى جمع المال بأيسر وأسرع الطرق. أصر الشاب الذى لم يتجاوز العقد الثانى من عمره على تفكيره الشيطانى، مما ولد لديه شعورا برفض المحيطين به وتسبب فى حدوث خلافات مبكرة مع أسرته، وبدأت تدب المشاجرات بينه وبين والده بشكل يومى، انتهت بتركه منزل عائلته بإحدى المناطق التابعة لدائرة مركز الخانكة. لم يجد أمامه إلا من سلكوا طريق الشيطان، وانخرط وسطهم وعمل مع بعضهم فى مجال ترويج المخدرات بمختلف أصنافها، وشعر معها أنه بدأ أولى خطواته فى تحقيق أحلامه غير مدرك عاقبة أعماله. وبمرور الوقت قرر توسيع دائرة تعاملاته واستغلال علاقاته فى ترويج السموم، والعمل لحسابه خاصة بعدما توطدت علاقاته بآخر شاركه طموحه فى جمع المال، فعرض عليه فكرته التى رحب بها سريعا. لم ينتظر الرفيقان طويلا وبالفعل تمكنا من تنفيذ مخططهما، وعقدا عدة صفقات ظنا معها أنهما اختار الطريق الصحيح وذاع صيتهما، ولكن كانت أعين رجال الأمن كانت ترصد تحركاتهما حيث تم ضبطهما وبحوزتهما كمية كبيرة من السموم قبل ترويجها. كان اللواء فخر الدين العربى مساعد الوزير لأمن القليوبية عقد اجتماعا مع اللواء حاتم الحداد مدير إدارة البحث الجنائى، لمناقشة التقارير الأمنية الواردة عن المسجلين وتجار السموم الذين يتخذون من محل سكنهم أوكارا لهم، ووضع الخطط الأمنية اللازمة للقبض عليهم وتطهير تلك البؤر. فتم التنسيق مع رؤساء أفرع البحث الجنائى، ورؤساء المباحث لمناقشة التقارير الأمنية ومواصلة شن الحملات، لتطهير البؤر الإجرامية وإحكام السيطرة الأمنية. وجاء من بين تلك التقارير تجمع عدة معلومات أمام العميد خالد المحمدى رئيس مباحث المديرية، تفيد تكوين عاطلين تشكيلا عصابيا تخصص فى جلب وترويج المواد المخدرة، واتخاذهما من إحدى المناطق بدائرة مركز الخانكة وكرا لهما. ومن خلال تكثيف التحريات وإرسال العناصر السرية بالقرب من بؤرة المتهمين لجمع المعلومات اللازمة، حيث تبين تردد المدمنين على البؤرة فى أوقات متأخرة من الليل للحصول على السموم، كما تبين أن المتهمين تخصصا فى جلب وترويج كل أنواع السموم وعقدهم العديد من الصفقات. وبعرض المعلومات على النيابة العامة، تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن ضبط وإحضار للمتهمين، حيث تم إعداد مأمورية اعتمدت على نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من محل سكن المتهمين والأماكن التى يترددان عليها، أسفرت عن ضبطهما وبحوزتهما كمية من المواد المخدرة المتنوعة ومبلغ مالى وهاتفى محمول. وبمواجهتهما أقرا بحيازتهما للمواد المخدرة بقصد الإتجار، والمبلغ المالى حصيلة تجارتهما والهواتف للاتصال بعملائهما. تم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم، وإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.