أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية الأسبق، أن الاحتفال بذكرى عودة طابا إلى أحضان الوطن يوم تاريخي، خصوصاً بعد أن ظلت طابا محتلة طيلة عدة سنوات وحاول المعتدي الإسرائيلي أن يسلبها من أرض مصر فيغير من التاريخ ويستفيد من بقعة هامة سياحياً واستراتيجياً وتاريخياً. جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية التي حاضر بها أستاذ القانون الدولي الدكتور مفيد شهاب، واللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، والمستشار أحمد سعد، وكيل أول مجلس النواب، والكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بقاعة اجتماعات جامعة الملك سلمان فرع شرم الشيخ، احتفالًا بذكرى عودة طابا إلى أحضان الوطن، بحضور اللواء خالد فوده محافظ جنوبسيناء والدكتور أشرف سعد، رئيس جامعة الملك سلمان فرع شرم الشيخ. وأشار إلى أنه من حقنا أن نستعيد ذكريات هذه الأيام وأن يعرف أبناؤنا كم ضحى أجدادهم من أجل استرداد طابا وقدم التحية لرجال القوات المسلحة والشهداء الذين ساعدوا فى استردادها ومهد انتصار أكتوبر عام 1973، ولولاهم ما كانت سيناء قد عادت وما كانت إسرائيل قد قبلت للالتجاء للتحكيم الدولي واسترداد طابا وهي آخر بقعه تم استردادها في سيناء في ذلك، فلولا انتصارهم وهزيمة العدو الإسرائيلي ما كان يمكن الحديث عن سيناء ولا عن معركة استرداد طابا فقد مهد نصر أكتوبر لمفاوضات قبلت بها إسرائيل خصوصاً، بعد أن شعرت أن القوات المسلحة تعتز بكرامتها وكانت نكسة 1967 بمثابة ضربة موجعة لكنهم استعادوا كرامتهم برفع العلم المصري على طابا في 19 مارس عام 1989. وتابع:"كمواطن مصري أشعر بالعزة لأنني أحد أبناء مصر الذين ساهموا في عمل جماعي بأسلوب علمي يعتمد على الخبرة والتخصص بالوثائق والأدلة فكانت النتيجة إقناع هيئة التحكيم الدولية بحق مصر في استرداد طابا والأهم أن نعي ونستوعب الدروس المستفادة من انتصارنا وتحليل النصر والهزيمة فجميعها عوامل تؤدى إلى الأمام، حيث حرصت القوات المسلحة بأن تحرر سيناء مهما كانت خطورة مانع بارليف الذي قالت عنه إسرائيل الحصن المنيع وبعد تدميره رضخت إسرائيل للهزيمة وكانت الإرادة بأن مصر لن تفرط في حبة رمال من أرضها ولا تعتدى على أحد والتاريخ شاهد على ذلك". وأردف:"دخلنا معركة طابا وكانت تتوقع إسرائيل الهزيمة واستمرت 3 سنوات بدءاً من عام 1982 وحتى عام 1985 ورفضت الانسحاب واللجوء حول اتفاق لذا طلبت إسرائيل التوفيق وهو أن يقوم طرف ثالث بالوساطة بين الطرفين يعطي حلولا وسطية ترضي الطرفين وتكون في شكل مقترحات غير ملزمة للطرفين دون أن يكون ملزما بأحكام ونصوص القانون الدولي وإنما يتدخل دون أي اعتبارات أخرى ولكن رفضت مصر هذا المقترح تماماً وتم اللجوء للتحكيم الدولى وقبلت إسرائيل التحكيم حتى يكون القرار ملزما للطرفين غير قابل للطعن ويكون مستندا لأحكام القانون فقط دون أي اعتبارات أخرى، كما قبلت إسرائيل الدخول في مفاوضات انتهت باتفاقيه السلام التى نصت علي انسحاب إسرائيل كاملاً من سيناء وبعد سنوات ثلاث من الزيارات الميدانية لأعضاء هيئة التحكيم الدولية لطابا والموقع المتنازع عليه ومعاينة العلامات الحدودية والمذكرات والمرافعات التعب والعناء للفريق المصري حكمت المحكمة فى الثانية من ظهر يوم 29 سبتمبر من عام 1988 بأحقية مصر فى طابا وأن طابا أرض مصرية وعلى القوات الإسرائيلية أن تنسحب فوراً من طابا". ولفت إلى أنه كان توفيقاً من الله ولا أنسي صوت القاضية الإسرائيلية وهى تصرخ رافضة حكم المحكمة وقرر رئيس المحكمة الامتثال للحكم وأن تشرع إسرائيل في إجراءات الانسحاب، مؤكدا أنه من المواقف التى فى ذاكرتنا عندما سمعنا من أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى روزال شبطاى المستشار القانونى الإسرائيلي، الذى قال عقب الحكم:"كنا نعلم أن طابا أرضاً مصرية وموافقتنا على التحكيم معتقدين أنكم لن تستطيعوا الدفاع عنها لكنكم وبأسلوب علمى كسبتم القضية على عكس ما كنا نتوقع". وأكد مفيد شهاب، أنه يجب علينا أن نعي أن العمل في الأزمات القومية لابد أن يقوم علي روح الفريق الواحد ولا بد أن يكون في هذا الفريق العسكريون والسياسيون والجيولوجيون وعلماء التاريخ والآثار فلا يوجد عمل ناجح اسمه الفهلوة. من جانبه أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، أن عودة طابا لأحضان الوطن لحظات خالدة في تاريخ الوطن ، خاصة بعد أن عادت طابا بالتحكيم الدولي فمصر بقيادتها العسكريين والقانونيين والسياسيين والدبلوماسيين كانوا حريصون علي كسب القضية وإعلان الحقيقة دون زيف ولا ننسي دور شيوخ بدو جنوبسيناء الذين كانوا يعملون كرادارات حتى كتب لنا النصر واستعادت الأرض في عام 73 19ثم عودة طابا في 1989 ولأهمية استعادت طابا تم دعوة كل أبناء المحافظة ليحتفلوا معا بهذه الذكري الهامة للاستفادة من الدروس السابقة ولنا جميعا أن نفخر بأبناء مصر الذين كان لهم دور هام في تحرير الأرض واستعادة طابا. وقرر المحافظ أن تكون الحصة الأولى في جميع مدارس المحافظة للحديث عن عودة طابا.