مصر لديها فرص هائلة لريادة المنطقة طرحنا مبادرات وحلول مبتكرة لإتاحة التكنولوجيا للمواطنين فى أى وقت وبأى مكان حول العالم على المستوى العالمي الاقتصاد الرقمي ينمو 6 أضعاف الاقتصاد التقليدى .. والتعليم والصحة والمواصلات الأكثر استفادة أشاد عدنان بن خليفة، نائب رئيس شركة هواوى لمنطقة شمال افريقيا، بجهود وخطط الحكومة المصرية للتحول الرقمى وتطوير البنية الأساسية، مؤكدا أن مصر تمتلك فرصا هائلة لريادة المنطقة رقميا، كاشفا عن مباحاثات وتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات لتأهيل الكوادر البشرية للتعامل مع التقنيات الحديثة وإعداهم لسوق العمل، وكذلك دعم جهود التحول الرقمى. وقال فى حوار مع الأهرام إن التكنولوجيا الحديثة ساهمت بشكل كبير فى التعامل مع تداعيات "كورونا" والتقليل من آثارها، خاصة فى قطاعات الصحة والتعليم، مشيرا إلى أن هواوى تركز بشكل كبير على طرح مبادرات وتوفير حلول مبتكرة لإتاحة التكنولوجيا لكافة سكان العالم، وقال إن التكنولوجيا هى الحل الوحيد للنمو الاقتصادى، وإن الدول التى ستتخلف عن مواكبة التحول الرقمى خلال السنوات الثلاث القادمة، ستفقد الكثير وستتخلف عن سباق النمو والتطوير وتحقيق التنمية المستدامة. وهنا نص الحوار: في البداية، حدثنا عن مشاركة هواوى فى "المؤتمر العالمي للجوال MWC شنغهاي" ودورها فى تعزيز التنمية المستدامة؟ في البداية، أود ان أوجه التحية الى القائمين على تنظيم المؤتمر العالمي للجوال حيث انه على الرغم من الظروف الحالية، حرصوا على تنظيم المؤتمر واستغلال التكنولوجيا في التواصل مع قادة الرأي لتبادل المعرفة والتعرف على أحدث الحلول التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة. طرحت هواوي في المؤتمر العديد من الأفكار والحلول المبتكرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عموما، وكان التركيز على كيفية توفير التكنولوجيا لأى شخص في أى مكان وفى أي وقت، وهذه هي الرؤية الخاصة بهواوى، لأن التكنولوجيا أصبحت ضرورة في الوقت الحالي في الحياة الشخصية والعامة، واحتياجات واستخدامات المواطنين ستتطور كثيرا خلال السنوات القادمة، خاصة أن التكنولوجيا ستلعب دورا كبيرا في تنمية الاقتصاديات في المستقبل، ولدينا الكثير من الحلول على رأسها Rural Star لمساعدة المواطنين الذين ليس لديهم وسيلة للتواصل تكنولوجيا حيث يمكن الحصول عليها بشكل أسهل، خاصة في المناطق النائية في بلدان إفريقيا أو البلدان التي تفتقر للبنية الأساسية. وطرحنا مع منظمة اليونسكو حلول لتطوير التعليم عن بعد، بالمدارس والجامعات، خاصة فى ظل أهمية هذا التوجه فى فترة فيروس كورونا، كما نركز على تطوير استعمال التكنولوجيا فى قطاعات التعليم لأنه القاعدة الساسية للتنمية والنمو، وكذلك الذكاء الاصطناعى والتوسع فى استخدامه لتطوير وتنمية الشركات، وبلا شك التوسع فى استخدام التكنولوجيا الحديثة بالمؤسسات أصبح ضرورة كبيرة، لتنمية اقتصاديات الدول، كما أنه يعطى فرص كبيرة للنمو وفتح مجالات جديدة للتنمية. ما هي أهم الحلول التي تم طرحها؟ وتركز ابتكارات هواوي على ثلاثة مجالات رئيسية هي التكنولوجيا (البنية التحتية) والمنتجات والتطبيقات، حيث توفر سرعات اتصال لا مثيل لها، لمساعدة الشركات على تعزيز اعتمادها على الإنترنت الصناعي، كما ساهمت منتجات الحوسبة السحابية الطرفية في نشر محطات بسرعة أكبر بما يصل إلى 10 أضعاف. وتوفر مختبرات هواوي اللاسلكية تطبيقات الجيل الخامس إلى الشركاء في مختلف القطاعات مثل التصنيع والرعاية الصحية والمال والنقل. وطرحنا حلول لتمكين البلدان المنعزلة أو التى ليس لديها بنية تحتية للاتصالات من الوصول واستخدام التكنولوجيا، من خلال أجهزة لا تحتاج لكوابل أو بوكسات لتقديم خدمات الاتصالات والانترنت للمواطنين، كما طرحنا حلول جديدة ومبتكرة لتنمية أداء وأعمال الشركات، من خلال الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية "الكلاود" و البيانات الكبيرة "البيج داتا"، لتعزز امكانيات وقدرات المؤسسات الاقتصادية. كيف ترى دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى تحقيق التنمية المستدامة؟ بلغة الأرقام، تطور الاقتصاد الرقمي العالمي ينمو أسرع بمعدل 6 أضعاف الاقتصاد التقليدى، وهذا مؤشر يعكس تأثير استخدام التكنولوجيا على الاقتصاد والتنمية المستدامة، وهذا نلحظه في أكثر من مجال مثل الصحة ودور التكنولوجيا فى مواجهة جائحة كورونا، فالصين سيطرت على الجائحة باستخدام التكنولوجيا، وكذلك دور التكنولوجيا فى التعليم، والمواصلات وكذلك المدن الذكية، من حيث الأمن والمواصلات والخدمات، كذلك الفلاحة الذكية والتى تناسب الدول التى تعانى نقص فى مصادر المياه، وهناك حلول لتعظيم الاستفادة من المياه، بما يتناسب مع حجم الرقعة الزراعية وبما يعمل اياض على زيادة المحاصيل الزراعية. وبالنسبة لهواوى نعمل مع شركائنا بالسوق فى مختلف القطاعات، وتطوير كل هذه القطاعات بالتأكيد سيسهم فى تنمية الاقتصاد وتحقيق النمو المستدام. ما تقييمك لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمنطقة شمال إفريقيا عامة ومصر بشكل خاص؟ يمكن النظر لهذا القطاع من أكثر من زاوية، فمن حيث نسب وحجم التغطية للمواطنين، فإنها جيدة وتتراوح نسبتها ما بين 85% إلى 90% وهناك نسبة 10% فقط غير مغطاة، نظرا لضعف الجدوى الاقتصادية لها، وهذا يتطلب مساندة ودعم لتوفير التغطية لهذه المناطق. ومن حيث تقييم جودة الاتصالات في المنطقة، فبالنسبة لخدمات المحمول، الأمر أيضا جيد وتناسب احتياجات المستهلكين فى الوقت الحالى، لكن بعد عامين أو اكثر ستحتاج إلى زيادة السرعات وقدرات التحميل لتلبية احتياجات العملاء المستقبلية .. وبالنسبة للهاتف الأرضى فيحتاج لبرامج وتطوير للشبكات لزيادة قدراته والتوسع فى خدماته. ما تقييمك لأداء الحكومة المصرية فى التحول الرقمى؟ نحن مبهورون وسعداء بأداء الحكومة، ولمسنا توجه واضح نحو التحول الرقمى، فى الكثير من القطاعات، حيث التقينا مع وزارة السياحة، للتعاون وبحث خطط تنمية التحول الرقمى في مجال السياحة من حيث توثيق المخزون الثقافي وتفعيل الزيارات الافتراضية، وهذا التوجه ليس فى السياحة فقط، ولكن هناك خطط قوية لرقمنة المجالات الحيوية للاقتصاد المصرى، وهذا شىء مفرح وهذا ضرورة لمواكبة تطورات العصر، ومصر بموقعها الجغرافى المميز وامكانياتها الكبيرة، لو أسرعت فى هذا المجال ستسبق البلدان المجاورة فى هذا المجال، وسيكون لها الريادة، وأرى أن الحكومة بصفة عامة لديها رؤية واضحة وتقوم بعمليات تطوير وتنمية هائلة للبنية التحتية بشكل عام، وهذا واضح فى الطرق والمواصلات، وبالنسبة للبنية الأساسية لقطاع الاتصالات لديها نفس التوجه القوى. ما أبرز القطاعات التى تركز عليها هواوى فى مصر؟ كما قلت رؤيتنا تقوم على توظيف التكنولوجيا لتكون نافعة للمواطنين، وأرى أن تطوير القطاعات الحيوية مثل السياحة والمواصلات الصحة والتعليم واعتمادها على التكنولوجيا سيدفعها للنمو، ولأن البنية الأساسية هى أساس الوصول للرقمنة، فإننا نوفرها بأعلى جودة ونتعاون مع شركائنا فى الكثير من القطاعات مثل المواصلات والصحة والتعليم، ونرى أن بهم فرص كبيرة للنمو. ومصر من أكبر الدول فى المنطقة، ولديها سوق كبير وضخم، ونعمل بها منذ سنوات ولدينا شركاء كثيرون، وأعمالنا بها فى تطور مستمر، وفى فترة الكورونا كان هناك ضغط كبيرعلى شركات الاتصالات، وساهمنا فى دعمهم لمواجهة هذا التحدى. وعموما مصر لديها توجه واضح وتمضى بقوة لتنمية وتطوير بنيتها الأساسية، وهذا أمر يشجعنا على التوسع مع المشغلين فى مصر. حدثنا عن نسب النمو وكيف تعاملت هواوى مع جائحة كورونا؟ لقد حققت هواوى نسبة نمو بنحو 9% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020 مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وبالنسبة للتعامل مع جائحة كورونا، فقد تعاملنا مع الجائحة بايجابية وبشكل سريع، وحافظنا على نظام العمل دون تأثر، وعملنا على حماية وتوفير الوقاية اللازمة للعاملين بالشركة، وساعدنا عملائنا على مواجهة زحام الاستخدام والطلب المتزايد على خدمات الاتصالات خلال الجائحة وذلك لتلبية احتياجات ومتطلبات المستخدمين. ولقد نجحنا في تلبية احتياجات عملائنا ومساندتهم، مع الحفاظ على العاملين. وقعتم مؤخرا اتفاقية مع القوى العاملة لتأهيل الشباب على التكنولوجيا الحديثة ما تفاصيلها؟ بالفعل وقعنا مذكرة تفاهم مع وزارة القوى العاملة، ستقدم الشركة من خلالها برنامجها الرائد في تدريب القدرات الشابة تحت مسمى "بنك القدرات" "iTB "ICT Talent Bank"، لسد الفجوة بين توفير المهندسين الموهوبين والطلب السريع لمتطلبات وظائف تكنولوجيا المعلومات. وستقوم هواوى بتدريب واعتماد 120 مدربا بشهادات دولية موثقة في مدة عام وسيتولى المدربين فيما بعد مسؤولية تدريب الشباب الخريجين، كما تقضي مذكرة التفاهم قيام وزارة القوي العاملة بتحقيق أقصى استفادة من المدربين المرخصين لتدريب 5000 شاب خلال عامين، وتمنح الشركة في غضون ذلك 1120 قسيمة مجانية لدخول امتحان الحصول على الشهادة الدولية لدعم أفضل 620 متدربا في السنة الأولى و 500 في السنة الثانية. من وجهة نظرك ما المطلوب لتسريع وتيرة التحول الرقمى؟ لكى نسرع فى هذا التحول، لابد من التوسع فى تنمية المهارات وتطوير الكوادر البشرية، وتنمية الوعى وتشجيع استعمال التكنولوجا فى الخدمات والتوسع فى تقديم الخدمات الرقمية، سواء الحكومية أو الخاصة. وهذا ما تسعى هواوي الى تحقيقه من خلال العديد من البرامج على رأسها بنك القدرات iTB، و"بذور من أجل المستقبل"، حيث نؤمن بأن مصر غنية بشبابها ونعمل على تطوير المواهب، وأيضا تصديرها لتصبح مصر مركزا للتكنولوجيا والتحول الرقمي. ما القيمة المضافة لهواوى فى السوق المصرية؟ جودة الخدمات، وأحدث الحلول التكنولوجية، وتنمية وتطوير المواهب الشابة، هي القيمة المضافة والبصمة الحقيقية لهواوى فى السوق المصرى، فالخدمة التى نقدمها عالية الجودة وتقدم فى أسرع وقت ممكن وبأفضل كوادر بشرية هل لنا بكلمة أخيرة فى نهاية الحوار؟ يمكن القول إن 2021 هو نافذة مفتوحة للتحول الرقمى، وخلال السنوات الثلاث القادمة، إذ لم يتم تطوير الاقتصاد الرقمى وأن يمضى بخطى متسارعة، فسيكون هناك فوارق اقتصادية كبيرة مع البلدان التى أسرعت فى هذا التحول، وأرى أن مصر تتمتع بموقع جغرافى فريد وسوق ضخم وأيدى عاملة مدربة وإذا ما توجهت بقوة نحو التحول الرقمى وانتهزت هذه الفرصة يمكنها تحقيق معدلات كبيرة للنمو تتجاوز 5% ، فالتكنولوجيا هى الحل الوحيد للنمو الاقتصادى .. فهى تحد وفرصة فى آن واحد.
