لا أحد يعرف ما يجرى فى السودان الشقيق وإلى أين وصلت المواجهات العسكرية على الحدود مع إثيوبيا.. إن الغموض يحيط بالأحداث وكلها تصريحات تنطلق هنا أو هناك.. وحتى الإعلام العربى يبدو بعيدًا والأخطر من ذلك أن العالم العربى لا يهتم كثيرًا بكل ما يتعرض له الشعب السودانى من ظروف اقتصادية وإنسانية صعبة.. إن الدعم الاقتصادى العربى للسودان يبدو محدودا رغم أن الشعب السودانى يخوض حربا حقيقية دفاعا عن أرضه.. إن القضية لم تعد فقط سد النهضة ولكن الجيش الإثيوبى أحتل أراضى سودانية واعتدى على القري.. لم يصدر قرار من جامعة الدول العربية يدين إثيوبيا وهناك اتفاقيات للدفاع المشترك بين الدول العربية لم ينفذ منها شيء .. وفى الوقت الذى تتلقى فيه إثيوبيا دعما عسكريا من أطراف أخرى يقف السودان وحيدا أمام عدوان إثيوبى غاشم.. كان السودان ومازال فى حاجة إلى دعم عربى على المستويين العسكرى والاقتصادى أما حالة الغموض التى نراها الآن فهى لا تتناسب مع علاقات أخوية تغنت بها الشعوب العربية زمنا طويلا.. تبقى بعد ذلك أزمة سد النهضة وهى قضية شابتها أخطاء كثيرة وفيها تهديد لمستقبل مصر والسودان معا وقد تحمل كوارث لا يعرفها غير الله.. إن مسلسل ما يحدث فى السودان وما يعتريه من الصمت والغموض يتطلب وقفة عربية قبل فوات الأوان.. لا توجد وسيلة إعلام عربية ذهبت إلى الحدود بين السودان وإثيوبيا ونقلت صور المعارك والمواجهات العسكرية التى تجرى هناك.. سوف تكون جريمة كبرى أن يترك العرب السودان يقع فريسة أمام رجل مندفع يسمى أبى أحمد.. له مطامع ويتصور انه قادر على تحقيق أطماعه فى الأرض والمياه انه فى حاجة إلى درس يعيد له حجمه وصوابه أما أن نتركه يرتع على حدود السودان فإن أطماعه لن يوقفها أحد كما أن الرهان على رحيله أمام إرادة شعبه فهذا احتمال بعيد.. السودان فى حاجة إلى دعم عربى فى كل المجالات قبل أن يضيع النيل من يدنا وتسقط هيبة السودان.. اعرف أن الواقع العربى محبط ومرتبك ومفكك ولكن مصائر الأوطان والشعوب قضايا لا تحتمل التأجيل..