تكتب إلى متى سنظل ندفع من قيمنا وأخلاقنا ثمن عدم تحمل صناع الدراما التليفزيونية مسئوليتهم تجاه المجتمع والناس إلى متى سنتحمل هذا الانهيار الأخلاقي والفكري الذي يفرض علينا داخل بيوتنا دون محاسب ولا رقيب؟!
إلى متى سندفع مقابل ثراء المنتجين وبعض الممثلين وليس الفنانين لأن للفن معانى أخرى وليس ضياع القيم والمبادئ التى تربينا عليها، لابد أن نعترف بأن الدراما التليفزيونية كانت ومازالت تسهم بنسبة كبيرة جدا فى تربية أولادنا وتشكيل وجدانهم وأحلامهم لمستقبلهم، وحتى ندرك حجم الكارثة علينا أن نجيب هل الأجيال التى تربت على مسلسلات الشهد والدموع، وملحمة زينب وانتصار الخير على الشر، والمال والبنون وعم عباس الضو اللى قال لا للمال الحرام، و«لن أعيش في جلباب أبي» عبد الغفور البرعى الرجل العصامي الذي مازال وسيظل نموذجا للكفاح الشريف.
وغيرها كثير من الأعمال التى احترمت المشاهد وقدرت حجم مسئوليتها فأحترمها الزمن والتاريخ، أما الأجيال التى تربت ومازالت على الخيانة والكذب والقتل كطريق سهل للنجاح وكأننا نسعى لفرض شريعة الغاب وتغييب دور القانون كل هذه التساؤلات دارت فى ذهنى وأنا أبحث عن الرسالة من مسلسل «لؤلؤ» كنموذج لدراما هذه الأيام بنت متربية فى ملجأ وأبوها وأمها «عايشين» وفجأة أصبحت أشهر مغنية فى مصر دون أى معاناة وصديقتها تتآمر عليها وتخونها، وأبوها يتآمر على قتلها والنموذج الأسوأ نهال التى أنجبت ابنة غير شرعية أخفتها عن أهلها 16 سنة وتعمل مع الرجل الذى رفض الزواج منها والاعتراف بابنته وداليا زوجة رجل الأعمال المحتالة التي تآمرت على قتله لترثه سلسلة من السلبيات والنماذج السيئة من البشر تناولها العمل لمدة 40 حلقة..
أن هذا الجيل يقتل ببطء على يد هؤلاء إن خلط المفاهيم واللعب بعقول أولادنا وإبهارهم بالثراء السهل وأن الغاية تبرر الوسيلة جريمة، لابد من عقاب كل من يشارك فيها حتى بالصمت.
أين أصحاب حرية الرأي والإبداع والتحرر من قيود الرقابة، هل هذا ما كنتم تحاربون من أجله، هل معنى الحرية أن نساوي لؤلؤ بزينب وعباس الضو؟!