أحمد عبدالتواب هذا موقف غربي مهم، من إيطاليا هذه المَرّة، يُعزِّز موقف مصر في مواجهة الإرهاب، ومن أسباب أهميته، إنه ينطلق من مصلحة إيطاليا وعدد من دول الغرب ولا يتطرق إلى أوضاع مصر، كما أنه يأتي على لسان مسئول أمني يُقصِر كلامه على المعالجات الأمنية وعلى ما يزيد من فاعليتها، بما يُبعِد عنه شبهات السياسة التي قد تنحاز في التأييد وفي الاختلاف، والتي قد تقدم أسبابًا من آخر الاهتمامات، وقد تؤخر أسبابًا برغم شدة أهميتها! انظر فيما قاله المدعى العام الوطنى لمكافحة المافيا والإرهاب فيديريكو كافييرو دى راؤو، إنه كان يمكن القول حتى سنوات قليلة مضت إن المافيا والإرهاب شيئان منفصلان، وأما اليوم فإنه لم يعد هنالك مجال لمثل هذا التأكيد. وقوله، فى مقابلة له الإثنين الماضى نقلتها بعض المواقع، إنه كما أن القدرة على الاتصال الفورى مع البلدان الأخرى، فى أوقات الطوارئ، تُعدّ نموذجاً فعالا فى أسلوب مكافحة المافيا، فقد صار من الضرورى توسيع عمل المديرية الوطنية لمكافحة الإرهاب، للتمكن من اعتماد نفس النموذج التنظيمى، الذى سمح، عام 2015، بتداول المعلومات بين مسئولى مكافحة الإرهاب فى المقاطعات المختلفة، كما استمر التواصل والتنسيق بخصوص التحقيقات. وأضاف أن هذا التعاون نقل نهج محاربة المافيا واستخدمه بشكل أفضل لمحاربة الإرهاب، وهو ما أفاد عندما تحرك تنظيم (داعش) بقوة على الأراضي الأوروبية، عبر أشكال الاتصال على الإنترنت، وقال إن البيانات التى تم جمعها تسمح بردّ فورى على الطلبات الواردة من البلدان الأخرى والمتعلقة بأشخاص ربما يكونون قد مروا عبر إيطاليا، فضلاً عن توفير معلومات عن المجموعات المشبوهة وأنشطتها. هذا مؤشر جديد إلى تطور إيجابى فى إدراك دول الغرب لبعض خصائص الإرهاب، بما يَعِد بتطوير أدوات وأساليب التعامل مع الإرهابيين، وهو ما يفيد مصر، التى كادت تُترَك وحدها فى مواجهة الإرهاب طوال العقد الماضى، بل إن بعض الدول الغربية كانت تعارض منهجيتها. أما الآن فإن دواعى التعاون المشترك قد توافرت، بعدما اقترب الفهم الغربى من موقف مصر.