لا أحد يستطيع أن يغامر بالإجابة حتى هذه اللحظات على سؤال خبيث تطرحه دوائر بعينها.. والسؤال يقول: ما هو مستقبل ومصير العلاقات المصرية الأمريكية بعد مجيء إدارة جديدة برئاسة جو بايدن الذي يراد إحاطة خطواته المنتظرة في السياسة الخارجية بأجواء غامضة لا يظهر منها سوى عنوان عريض هو مراجعة كل السياسات الخاطئة التي انتهجها ترامب وأدت إلى انكماش الدور القيادي لأمريكا في الساحة الدولية تحت مظلة شعار صكه ترامب «أمريكا أولا.. ومصلحة أمريكا قبل كل شيء»! وليس بمقدور أحد حتى الآن أن يعرف ما الذي يجري في واشنطن استعدادا لفتح ملف العلاقات مع مصر وإعادة صياغة أوراق هذا الملف لتتطابق مع توجهات جديدة لإدارة جديدة ولكن بمقدوري أن أقول: إن مصر حريصة على استمرار علاقات طيبة مع واشنطن وإنها جاهزة للسير على طريق الفهم المشترك في مختلف القضايا وفي إطار الرغبة لتجنب الوصول إلى أي صدام. ومن حسن الحظ أن مصر تملك وعيا سياسيا رشيدا يمكنها من التفرقة بين أقوال صدرت علي لسان بايدن خلال المعركة الانتخابية وبين أفعال وخطوات وإجراءات محتملة بعد تسلمه منصب الرئاسة؛ لأن مصر لا تبني ردود أفعالها على ما يقال في المناظرات الانتخابية، وإنما تتعامل مع الإدارات الرسمية وتترقب اتجاهات الريح المعبرة عن سياستها في المجالات المختلفة. وليست مصر دولة هامشية لكي تهتز أعصابها من مقالات سابقة التجهيز في بعض الدوائر الصحفية الأمريكية الذي يشهد عليها سجلها التاريخي بعدم الرضا عن مصر منذ سنوات بعيدة، ثم تحول عدم الرضا إلى المجاهرة لمصر بالعداء الصريح في السنوات الأخيرة ومناصرة التيارات المتطرفة الخارجة من عباءة الجماعة المحظورة لأسباب ليس فقط يطول شرحها وإنما يستحي القلم عن ذكرها! باختصار شديد السياسة لا تعرف التشاؤم مهما تعددت المصاعب ومهما تزايدت التحديات ثم إن علاقتنا مع أمريكا تحكمها روابط تاريخية ومصالح مشتركة وما في أيدينا من أوراق يجعلنا على يقين بأنه ليس هناك ما يدعو للتشاؤم أو يبرر القلق في فضاء علاقاتنا الخارجية بشكل عام وليس مع أمريكا وحدها! وظني أن الأيام المقبلة سوف تثبت أن إدارة بايدن تدرك جيدًا أهمية الحفاظ على علاقات وطيدة مع مصر وأن ضغوط اللوبي الإعلامي المعادي لنا والمساند للجماعة المحظورة وامتداداتها من مختلف تيارات الإسلام السياسي في المنطقة سوف تذهب أدراج الرياح.. والأيام بيننا! خير الكلام: بدلا من أن تلعن الظلام .. أوقد شمعة!