أحمد عبدالتواب الشواهد كثيرة عبر سنوات ممتدة، وطوال الفترة الأخيرة، وحتى الأسبوع الماضي، وكلها تُعزِّز المُطالَبة بضرورة إحداث تغيير كبير على معالجاتنا، خاصة في الأولويات الرسمية، وعلى الأخصّ في التغطيات الإعلامية، للاهتمام الفائق بكرة القدم إلى حد يجور على حق اللعبات الأخرى، حتى في حدود تغيطة أخبارها. وكذلك على حق اللاعبين الآخرين فى نيل بعض مما يستحقون! وبرغم أن هذه المعالجات لم تثمر تطوراً نوعياً فى كرة القدم وفى مستويات فرقها ولاعبيها، والأهم فى وضعية المنتخب الوطنى، إلا أنها مستمرة دون أدنى أمل فى إمكانية تغييرها. وعلى الناحية الأخرى، كانت لدينا عدة حالات كان يُفتَرَض أن تتصدر، مثل الأداء العظيم لمنتخبنا فى كرة اليد، فى بطولة العالم، الذى حقق نتائج عظيمة، عن استحقاق أبهر الجميع، خاصة بشهادة الفرق الكبرى المُنافِسة، بجدية تدلّ على الجهود المضنية فى التدريب، مع لعب نظيف وتواضع أخّاذ..إلخ، ولكن كل هذا لم يحظ إلا بتغطية استثنائية وقتية، ما كادت البطولة تنتهى حتى توقف معها الاهتمام وعادت الأمور إلى سابق الاقتصار على كرة القدم، وعلى صراعات فرقها، وعلى مشاكل لاعبيها! وهو ما تعرض لمثله بيج رامى بطل كمال الأجسام العالمى. وأما الأقل حظاً، فكان ما تلقاه ميار شريف لاعبة التنس المُنطلِقة على أكبر مسارح اللعبة فى العالم، بسرعة مثيرة للإعجاب، وبأداء رائع يتقدم بثقة، وسط منافسين أشدّاء من دول توفر لهم ما لا تحلم به ميار، ولا مشجعوها والمعجبون بها، ولكن أخبارها وإنجازاتها، فى بطولة استراليا المفتوحة، توارت وراء ستار التغطيات الكثيفة لبطولة العالم لأندية كرة القدم فى الدوحة، التى تفرغت لها بشكل شبه كامل قنوات رياضية لا تدع تفاصيل دقيقة دون اللهاث ورائها! وكان على المهتمين بميار أن ينسوا متابعتها على الهواء، وأن يبحثوا ليعرفوا أخبارها المهمة فى استراليا، بأنها صارت أول مصرية تفوز بالدور الأول فى هذه البطولة، وأول مصرية تحقق فوزاً فى إحدى بطولات الجراند سلام للتنس بالدور الرئيسى، وأنها تقدمت 17 مركزاً فى التصنيف العالمى..إلخ.