مرة أخرى يتكرر الخيال وتتكرر الأساطير وتصدق على أرض الواقع مقولة «الخيانة وجهة نظر». جاء علينا زمن نشهد فيه أناسا يجاهرون بالولاء لغير أوطانهم مع أن ألف باء الانتماء أن كل ولاء يجب أن يكون للوطن الأم وما عدا ذلك فهو نبات شيطانى يجب أن تقتلع جذوره وأن تحرق سيقانه وأوراقه! جاء علينا زمن نشهد فيه من يدافعون عن صحة أية اتهامات كاذبة وملفقة ضد مصر التى يفترض أنها البلد الذى له كل الفضل عليهم وعلى ذويهم ولكن جحودهم تعمق وتعزز بانزلاقهم إلى آبار الخيانة العفنة ودفع بهم إلى التهليل والتكبير تأييدا لقرار البرلمان الأوروبى غير المنصف عن حقوق الإنسان فى ذات الوقت الذى يتصايحون فيه ويتباكون لتحريض إيطاليا وتزويدها بمعلومات فاسدة عن جريمة مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى رغم صدور بيان مشترك من النيابة العامة المصرية والنيابة العامة الإيطالية عن عدم توافر الأدلة الكافية حول الجريمة واتخاذ قرار بحفظ التحقيق فيها. الانتماء لا يتجزأ والولاء ليس سلعة معروضة لمن يدفع أكثر؛ ولكن الذين باعوا أنفسهم للشيطان باعوا قبل ذلك مبادئهم وانفصلوا عن جذورهم وباتوا مجرد دمى تحركها الأصابع والأزرار فى أى اتجاه! الانتماء والولاء سمات لا تنسحب إلا على الشرفاء الذين يحملون رءوسهم على أكفهم دفاعا عن أوطانهم أما العملاء الذين يفتقدون أبسط معانى الانتماء والولاء فهم من الرخصاء الذين يمكن شراؤهم بالمال ومن العبث إضاعة الوقت فى شرائهم بالفهم والإقناع! ومن سوء الطالع أننا بلينا فى مصر بهذه النوعية من البشر التى تبيع الولاء والانتماء رخيصا فى سوق النخاسة الذى باتت له أفرع متعددة فى الدوحة ولندن واسطنبول؛ ولكن شعب مصر نجح فى أن يسقط كل رهاناتهم الفاشلة على مدى يزيد على 7 سنوات ولن يكون ذلك اليوم بعيدا عندما نراهم يقفزون من سفنهم الغارقة ويفرون مثل الفئران اليائسة بحثا عن ممولين جدد وملاذات بديلة. 7 سنوات من التحريض والسعى لإثارة الشعب المصرى على الدولة ورئيسها بكل أدوات الحرب النفسية وبكل مشارط حرب الأعصاب، ولكن دون جدوى؛ لأنه يستحيل على شعب مصر أن يصدق كلمة واحدة من أناس ليس لهم ولاء ولا يشعرون بأى انتماء لوطنهم، ولهذا فإن مصر لن تركع كما يحلمون مع أسيادهم فى حلف الشر والكراهية، وإنما هم الذين سيركعون وسيجيئون زحفا على الأقدام يتوسلون العفو والسماح عما ارتكبوه من جرائم وآثام.. والأيام بيننا! خير الكلام: نحن ننتمى إلى أوطاننا مثلما ننتمى لأمهاتنا!