قليلة جدا تلك المصادر التى يمكن أن يتوقف عندها باحث أو دارس لأن الحقائق قليلة والوثائق نادرة.. وكانت السنوات العشر الأخيرة من أكثر الأحداث غموضا ومن هنا تأتى شهادة السيد عمرو موسى أكثر رموز السياسة العربية حضورا وبريقا.. وحين يتحدث فلابد أن نصغى له فلم يكن مراقبا فى الأحداث ولكنه كان شريكا فى صنعها.. إن عمرو موسى يرصد فى مذكراته سنوات الجامعة العربية الصادرة عن دار الشروق أهم فترة فى تاريخ العالم العربى، وقد تولى فيها أمانة الجامعة العربية فى الفترة من 2001 حتى 2011.. إن اخطر ما جاء فى شهادة عمرو موسى أنه التزم بالصدق والأمانة وهو يرصد الأحداث والرموز مهما علت مناصبهم، انه يكشف الكثير مما كان يجرى فى كواليس القمم العربية وهو لم يكن بعيدا عنها وكلها أحداث أحاط بها الغموض من كل جانب، ابتداء بما حدث فى 11سبتمبر وانتهاء بغزو العراق وما حدث فى لبنان وجنوب السودان ومحنة الانفصال والعدوان على ليبيا.. إن هذه الأحداث الدامية مازالت تمثل جميع الكوارث والأزمات التى يعيشها العالم العربى بل إن لها توابعها حتى الآن.. إن عمر موسى لم يتردد فى أن يكون جراحا يضع يده على ما أصاب هذه الأمة من المآسى والمحن، إن أهم ما جاء فى هذه الشهادة أنها لم تبرر الأخطاء ولم تخف الحقائق خاصة أننا أمام رمز كبير من رموز السياسة فى العالم العربى وهو قبل ذلك كان وزيرا لخارجية اكبر دولة عربية.. إن عمرو موسى اقتحم منطقة من أكثر المناطق حساسية وغموضا فى تاريخ العالم العربى وهى منطقة ستبقى مجالا للخلاف لأن الحقيقة غائبة، ولأن الجميع يحاول أن يهرب ويبرئ نفسه.. إننى احيى شجاعة عمرو موسى وهو يسبح ضد التيار فى هذه الأيام الصعبة ويقرر أن يكشف الحقيقة.. لأن الجميع يؤثر السلامة ومن هنا تأتى أهمية شهادة عمرو موسى وقد تشجع مواكب الصمت أن تكمل ما بدأه عمرو موسى وتقدم للناس الحقيقة.. تبقى عندى تحية للصديق إبراهيم المعلم ودار الشروق والكاتب الصحفى خالد أبوبكر على الجهد الطيب الذى بذله فى إعداد هذه الشهادة..