د. وحيد عبدالمجيد اجتهادات عندما يحكى فنان وإعلامى كبير مثل سمير صبرى حكايات عمره، لابد أن نتوقع الكثير عندما نقرأ كتابه حكايات العمر كله الذى يذهب فيه إلى أبعد من سيرته الذاتية. يحفل الكتاب بكثير من الحكايات عن الوسطين الفنى والإعلامى اللذين عاش فى قلبهما، وأبدع فى كل منهما على صعيد العمل السينمائى وتقديم برامج إذاعية وتليفزيونية حقق أحدها النادى الدولى نجاحا كبيرا وحظى بشهرة واسعة. حكى سمير صبرى عن بداياته المهنية، وعلاقاته مع نحو 70 من الفنانين والفنانات والسياسيين المصريين، وبعض القادة العرب، وكذلك مع بعض نجوم الفن الأجانب. كما روى قصص مواقف كان طرفا فيها وعلقت بذاكرته. ووَّثق فى هذا كله جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الفنى والإعلامى . ورغم أنه حكى عن هذا العدد الكبير من الشخصيات، وروى بعض ما لا يعرفه الناس عنهم، لم يتطرق إلى أسرار قد تسىء إلى أى منهم، بمن فى ذلك الفنانات اللاتى أحبهن وتمنى الزواج منهن فى أوقات مختلفة، ولم يذكر أسماءهن. وحكى، فى المقابل، عن قصة زواجه من سيدة إنجليزية واضطراره إلى إبقاء هذا الزواج سريا خشية أن يُعرَّض والده للحرج بسبب عمله فى السلك الدبلوماسى. ونلاحظ فى حكاياته حرصا على أن يعطى كل ذى حق حقه، واهتماما برواية مواقف مشرفة لبعض الفنانات يحكى، مثلا، بكثير من التقدير عن موقف الفنانة الكبيرة نادية لطفى عندما ذهبت إلى بيروت خلال الغزو والحصار الإسرائيليين، من أجل مساندة شعبها ودعم المقاومة الفلسطينية فى واحدة من أصعب المحن التى تعرضت لها، وانتهت بإخراجها من لبنان ونقل قيادة منظمة التحرير إلى تونس. كما يروى، بتقدير مماثل، عن عزة نفس الفنانة الكبيرة الراحلة سعاد حسنى واعتزازها بكرامتها، واعتذارها عن عدم قبول عروض قدمها أثرياء عرب لمساعدتها رغم حاجتها فى المرحلة الأخيرة من عمرها. يحكى سمير صبرى الكثير جداً فى كتابه، ولكن لا يروى شيئًا عن شهامته تجاه بعض زميلاته وزملائه الذين غدر بهم الزمن فى آخر حياتهم، ولم يبق لديهم مال يكفى لمواجهة المرض، فتكفل بنفقات علاجهم ورعايتهم. span style="box-sizing: border-box; font-weight: bolder; color: rgb(139, 143, 154); font-family: "GE SS Two Light"; font-size: 19px; text-align: justify;"* نقلًا عن صحيفة الأهرام